فى ظل التطورات المتسارعة والأحداث والوقائع المتزاحمة خلال الأيام القليلة الماضية قبل وأثناء وبعد مؤتمر السلام فى شرم الشيخ،..، أحسب أنه بات من المؤكد لكل الأطراف المهتمة والمتابعة للأوضاع بالمنطقة، ومجريات الأمور على الساحتين الإقليمية والدولية طوال السنوات الأخيرة،..، وجود حقيقة ثابتة وراسخة لابد من الاعتراف بها وإدراكها نظراً لأهميتها ومغزاها وتأثيرها. هذه الحقيقة تتمثل فى استمرار وحضور الموقف المصرى الداعم والمساند للشعب الفلسطينى، فى سعيه للحصول على حقوقه المشروعة، فى تقرير المصير والعيش فى سلام وأمن داخل دولته المستقلة. تلك الحقيقة أصبحت مؤكدة وواضحة من خلال كل الاتصالات واللقاءات والمحادثات، التى تجريها مصر على جميع المستويات السياسية والدبلوماسية، مع كل الدول وفى المحافل والهيئات والمؤسسات الإقليمية والدولية. والموقف المصرى فى ذلك ينطلق من الإيمان بالسعى الجاد لتحقيق السلام الشامل والعادل فى المنطقة، كضرورة لازمة لتعزيز الأمن والاستقرار لكل الدول والشعوب فى المنطقة. ويتأسس الموقف المصرى فى ذلك على الاقتناع التام بإمكانية الوصول إلى ذلك، عن طريق تنفيذ المبادرة العربية التى تنص على حل الدولتين، وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة، على الأراضى المحتلة عام 1967 وعاصمتها القدس العربية. والواقع يؤكد أن ذلك الموقف المصرى الثابت هو ما تطالب به مصر فى العلن وفى الغرف المغلقة، وفى كل المحافل والمنابر الدولية، حيث إن مصر لا تغير مواقفها المبدئية والقومية. وفى ضوء ذلك بات معلوماً أن مصر كانت وستظل الداعم والمؤيد والمساند للشعب الفلسطينى، والمناصر لقضيته العادلة وحقوقه المشروعة فى إقامة دولته المستقلة، فى ظل الاقتناع والإيمان المصرى الكامل، بأن القضية الفلسطينية هى جوهر الصراع فى المنطقة، وأن حلها حلًا عادلاً وشاملاً هو الطريق الوحيد لتحقيق الاستقرار والسلام والأمن لكل دول وشعوب المنطقة.