الواقع والحقيقة الماثلان بوضوح الآن على أرض الشرق الأوسط والمنطقة العربية بصفة عامة، والأراضى الفلسطينية المحتلة وإسرائيل بصفة خاصة يقول،..، إن هناك صفحة جديدة من تاريخ هذه المنطقة بدأت ملامحها وخطوطها تظهر على السطح بالأمس، وسط زخم الأحداث المتسارعة والتطورات المتلاحقة التى جرت خلال الأيام القليلة الماضية ولا تزال تجرى وتتدافع حاليًا. هذه الخطوط وتلك الملامح بدأت فى التشكل خلال القمة الدولية التى انعقدت فى مدينة السلام، تحت عنوان «قمة شرم الشيخ للسلام» برئاسة مشتركة بين الرئيسين عبدالفتاح السيسى ونظيره الأمريكى «دونالد ترامب»، الذى أتى إلى المنطقة حاملًا ومعلنًا لرسالة واحدة محددة للمنطقة وللعالم أجمع، تقول.. بنهاية الحرب اللا إنسانية التى تعرضت لها غزة طوال العامين الماضيين وحتى نهاية الأسبوع الماضى. القمة شهدت مشاركة غير مسبوقة من قادة وزعماء مجموعة كبيرة من الدول العربية والإسلامية والأوروبية، والعديد من رؤساء ومديرى العديد من المنظمات والهيئات الدولية، كلهم حرصوا على الحضور لمصر والمشاركة الفاعلة فى الجهود المبذولة لإنهاء الحرب الوحشية واللا إنسانية الإسرائيلية على قطاع غزة، والسعى لتحقيق السلام والاستقرار فى المنطقة بعد طول معاناة من الصراع الدموى الذى استمر دون رادع أو مانع على طول الأربعة والعشرين شهراً الماضية. وقمة شرم الشيخ للسلام التى انطلقت بالأمس اعتمدت فى أساسها وجوهرها، على الرؤية الأمريكية للرئيس «ترامب» لتحقيق السلام فى هذه المنطقة المضطربة والقلقة من العالم، من خلال مبادرة تقضى بوقف إطلاق النار فى غزة، وإنهاء الحرب، وفتح صفحة جديدة من الأمن والاستقرار فى المنطقة. وفى هذا السياق تم بالأمس إطلاق حماس للرهائن الإسرائيليين العشرين الأحياء وتسليم رفات الأموات إلى إسرائيل فى مقابل الإفراج عن حوالى الألفين من الأسرى الفلسطينيين فى سجون إسرائيل بينهم 250 من المحكوم عليهم بالمؤبد. والواقع والحقيقة القائمان بالمنطقة بالأمس واليوم وغدًا، يؤكدان للكل حاليًا وطوال العامين الماضيين، ومن قبلهما الأحداث والوقائع التى جرت بطول الصراع الفلسطينى - الإسرائيلى، صحة وسلامة الموقف المصرى الثابت، فى دعمه الكامل للشعب الفلسطينى، ودفاعه عن حقه فى تقرير المصير، وقيام دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس العربية.