القوات الجوية هى درع الحسم وسيف النصر، وهى التي صنعت المجد فى حرب أكتوبر. بهذه الكلمات بدأ الفريق طيار مجدى جلال شعراوى، قائد القوات الجوية الأسبق، حديثه مع «أخبار اليوم»، مؤكدًا أن هذا السلاح ظل على الدوام نقطة الفصل في المعارك الكبرى. تخرج الفريق مجدى جلال شعراوى من الكلية الجوية عام 1966، والتحق بسلاح المقاتلات، ليبدأ مشواره. وعن يوم الخامس من يونيو 1967، قال: إنه كان مُكلفًا بنقل طائرات الميج 17 بى إف من مطار غرب القاهرة إلى مطارات سيناء، وفجأة وقع الهجوم الإسرائيلى على مطاراتنا. تم على الفور تجميع الطيارين وإرسالهم إلى الكلية الجوية، ثم اختيار 12 طيارًا من بينهم هو، للانتقال إلى قاعدة بنى سويف بهدف حماية سماء القاهرة. كان وقتها ملازمًا حديث التخرج لم يتجاوز رصيده 36 ساعة طيران.. ويؤكد أن الهزيمة تركت أثرًا بالغًا فى نفوس الطيارين، خاصة أنهم لم تُتح لهم فرصة الاشتباك أو القتال، وهو ما جعلهم يعيشون حالة من الإصرار والتصميم على العودة سريعًا للثأر واستعادة الأرض والكرامة. ◄ اقرأ أيضًا | العميد محمد فكري: 50 مقاتلًا قهروا الأسطورة في «جبل المُر» بعد النكسة، خاضت القوات الجوية عملياتٍ مؤثرة خلال حرب الاستنزاف، حيث نُفذت غارات على مواقع العدو فى مناطق الطاسة والقنطرة منتصف يوليو 1967. شارك الفريق شعراوى كقوة احتياط، قبل أن يبدأ مع زملائه تشكيل أسراب الميج والانتقال إلى مطار المنصورة. كان المطار فى ذلك الوقت بممر واحد فقط، بلا أسوار أو دشم، وكانت الطائرات تُخفى تحت الأشجار، فيما يعبر الفلاحون الممر وكأنه طريق عادى. مهمتهم الرئيسية كانت تنفيذ مظلات جوية لحماية المطار، ومع التنقل بين المنصورة وقويسنا ورأس بناس تلقوا تدريباتٍ مكثفة، ومع ذلك لم تسجل القوات الجوية خسائر تُذكر طوال حرب الاستنزاف.. ويستعيد شعراوى ذكريات حرب أكتوبر قائلاً: إن نجاح الضربة الجوية الأولى لم يكن مفاجئًا، فقد جاءت نتيجة طبيعية لسنواتٍ من الإعداد والتدريب والتفانى فى العمل. حتى مع ظهور الثغرة ظل على يقين بالنصر، مؤكداً أن خسائر القوات الجوية فى الأيام الأولى من الحرب كانت أقل بكثير مما تكبدته خلال حرب الاستنزاف، وهو ما عزز الثقة فى تحقيق الهدف.. واختتم قائد القوات الجوية الأسبق حديثه بالإشادة بوعى القيادة السياسية، التى حرصت على استحداث أنظمة تسليح متطورة وتنوع مصادره، بجانب التوسع فى التصنيع المحلى لقطع الغيار وبعض أنواع الأسلحة، وهو ما جعل مصر قادرة على مواكبة التطور السريع فى مجال التسليح، ووضع قواتها الجوية فى مصاف الجيوش الكبرى.