وضع العميد يده على كتفى وكلماته الحماسية كانت تنم عن بركان من المشاعر الوطنية الصادقة بداخله قائلا بصوت فيه بحة المقاومة: أحلم أن أكون سببا فى إسعاد كل المصريين فى البيوت والشوارع والحوارى فى كل مكان؛ وسأقاوم وأقاتل من أجل هذا الحلم مهما كانت العقبات ؛ كان العميد لا يزال فى بداية ولايته الفنية وكنا فى طريقنا لحضور لقاء السوبر المصرى بالامارات الشقيقة ، كانت المهمة تبدو مستحيلة ؛ العميد بدا بعد هذا الحوار الثنائى شاردا وكأنه يحارب لهوا خفيا ، فقد تسلم منتخبا مهلهلا بعد تجربة قاسية مع فيتوريا فى أعقاب إخفاق قارى ؛ وطيور الظلام أشعلوا فتيل الأزمات بينه وبين صلاح مبكرا من أجل إسقاطه وفى الوقت نفسه هو اعتزم المقاومة دون النظر إلى عواقب الأمور؛ وعلى مدار رحلتنا للسوبر كانت الاحاديث الثنائية وجلسات العصف الذهنى تجمعنا على فترات ؛ ورويدا رويدا انفرجت أزمة صلاح بتدخلات جريئة من الوزير المقاتل د.أشرف صبحى وزير الشباب والرياضة الذى خرج للرأى العام مؤكدا على مسئوليته الشخصية أنه لا يوجد أزمة بين العميد وصلاح وأن الأخير سيتواجد فى معسكر المنتخب وبالفعل نجح الوزير بجدارة فى إذابة جبل الجليد بانضمام صلاح للمنتخب خاصة وأنه لم يكن هناك أزمة من الاساس؛ وتطورت العلاقة بشكل سريع إلى أن شاهدنا جميعا صلاح يرقص ويغنى ويحتفل ويقود جيله مجددا إلى الحلم المونديالى ؛ لأن من يقترب من العميد لا يستطيع أن يفعل شيئا سوى أن يحبه ويتبنى قضاياه ؛ فالعميد يحمل قلبا نقيا لا يعرف الضغينة ويكره الخداع ؛ ومرت الأيام والاشهر والعميد الذى اعتدناه عصبيا فى ملاعبنا نراه هادئا ومتزنا وفى حالة تركيز غير مسبوقة ؛ يرتب الأوراق ويعيد البناء ولا يعبأ بالصغائر؛ ومن خلفه جهاز معاون مخلص بقيادة توأمه الوفى ابراهيم حسن مدير المنتخب وطارق سليمان رمانة الميزان ومحمد عبد الواحد المدرب المهذب وسعفان الصغير صانع الحراس والمقاتل وليد بدر المدير الإدارى وشعبان بسطاوى منسق المنتخب ود. محمد ابو العلا رئيس الجهاز الطبى ؛ وكانت النتيجة أن «التوأم المونديالي» قد نجحا باقتدار فى قيادة منتخب مصر نحو مونديال 2026 بجدارة وعلى المتضرر من حزب أعداء النجاح وشركائهم اللجوء إلى أقرب حائط واختبار صلابة الجمجمة !! مليون مبروك لمصر الجديدة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى البطل الحقيقى والداعم القوى للرياضة والرياضيين التأهل المستحق للمونديال ؛ وتحية كبيرة للوزير الناجح د. أشرف صبحى الذى زرع الحب والاستقرار فجاء الحصاد ثمينا ؛ وألف مبروك للمهندس هانى أبوريدة الرئيس التاريخى لاتحاد الكرة والرجل المونديالى الذى صعدت مصر فى عهده مرتين للمونديال ؛ ومبروك للجهاز الفنى واللاعبين والجمهور العظيم .. والآن ومنتخب العميد على أعتاب تحديات أخرى جديدة أقربها المشاركة فى كأس الأمم الأفريقية بالشقيقة المغرب فى ديسمبر المقبل فإن الواجب الوطنى يحتم على الجميع توحيد الصفوف خلف العميد لمساعدته على مواصلة البناء والعطاء خاصة إننا نشم فى رائحة تجربته عطر الجنرال الراحل محمود الجوهرى الذى فعلها فى أحلك الظروف وعاد وكان بصحبته ضمن صفوف لاعبيه التوأم المونديالى من بوركينا فاسو 1998 بذهبية أفريقيا وحصل فيها العميد على لقب الهداف .. حسام حسن الذى فاق معلمه وقدوته الجوهرى بتحقيق حلمه ببلوغ المونديال يستطيع أن يحقق ما فعله الجنرال فى بوركينا فاسو قاريا فى ظل الدعم اللامحدود من القيادة والشعب.. حسام حسن العميد الذهبى للكرة المصرية الذى تشبع جسده بالبطولات والاوسمة والنياشين الغالية يستطيع تحقيق حلمه الذى كشف عنه فى لقائى معه فى رحلة السوبر المصرى بس قولوا يا رب .. يا رب كتر افراحنا .