هناك أشخاص دائماً تكون الأضواء مسلطة عليهم بسبب النجومية أو التواجد فى بؤرة الأزمات ، وهناك أشخاص أيضاً يكونون دائماً مثار جدل أو فى محور الأحداث .. وأحياناً تكون هذه الأمور نعمة كبيرة وساعات أخرى تكون مأساة وتضع صاحبها فى مشاكل بدون لزمة .. حسام حسن من هؤلاء الأشخاص سواء كان لاعباً فى قطاع الناشئين بالأهلى أو نجماً كبيراً وهدافاً تاريخياً للمنتخب أو لاعباً تخطى عمره الأربعين عاماً فى الملاعب أو كمدرب فى العديد من الأندية التى تولى تدريبها . برنامج «المقالب» الشهير الذى يقدمه الفنان رامز جلال من الفقرات المهمة عند العديد من الشباب نتيجة للحالة المزاجية والذوق الذى اختلف عن أيام زمان ، هؤلاء الشباب أصبحوا مرتبطين بالأكشن والشوشيال ميديا ورامز وأمثاله ، وبالتالى أصبح «الرتم» سريعاً جداً والأشياء التى لا قيمة لها ممكن تكون تقيلة على قلوبهم ، أقصد الجيل الصغير ..ومن الممكن أن نكون نحن مقصرين معهم ولم نحاول أن نطلعهم على أشياء ذات قيمة لهم ..على المستوى الفني مثلا هناك أجيال لا تعرف عبدالحليم حافظ وأم كلثوم وفريد الأطرش غنوا إيه !! . نفس القصة فى الذوق العام .. حسام حسن لاعب فذ وأفضل مهاجم أحرز أهدافاً ولكن ليس أحرف مهاجم لأن محمود الخطيب هو أفضل مهاجم حريف فى تاريخ مصر على الأقل فى السنوات التى عشتها وشاهدت ماذا كان يفعل بالكرة .. فعلاً أسطورة .. ولا خلاف أن حسام حسن يعشق كرة القدم وربما اختلف عن توأمه إبراهيم فى مدة اللعب حيث إعتزال «هيما» قبل حسام بعدة سنوات لعب العميد للترسانة والمصرى والاتحاد وحقق تاريخاً كبيراً لنفسه ومجدا مع الزمالك فى الفترة التى قضاها وأعاد فيها البطولات للقلعة البيضاء سبقها إنجازات وحكايات نجاح مع الأهلى الذى تربى وترعرع بين جدارانه وحقق معه كل الأحلام ناشئا ونجماً كبيراً وهدافاً قديراً. ظهر حسام حسن مع رامز جلال فى آخر حلقاته بالشهر الفضيل، وهو هنا ليس اللاعب أو النجم الذى يصول ويجول فوق المستطيل الأخضر ولكنه مدرب لمنتخب مصر حيث يقود الجهاز الفنى ل«الفراعنة» صاحب التاريخ الكبير ولذلك فإن المسئولية كبيرة جداً، وحسام لا يحب النقد ولا يحب أن ينتقده أحد ولذلك عليه ألا يفعل ما يجعل البعض يوجه سهام النقد له ، وبالتالى ظهوره مع رامز غلط واستكماله الحقلة إذا لم يكن يعلم « المقلب» أكبر غلط ، وأتذكر أن شيكابالا ظهر مع رامز وافتعل مشكلة كبيرة ورفض استكمال الحلقة وحصل على حقه «تالت ومتلت» للحفاظ على قيمته ووضعه بين الجماهير وهو الأهم . الواضح أن رامز فى جميع حلقاته التى استضاف فيها نجوم الرياضة يتعمد الإساءة للزمالك سواء بطريقة مباشرة أو بخفة دم لا يقبلها الزملكاوية ، ورغم اعتذار العميد بأن هناك عبارات تم حذفها من كلامه إلا أن هذا المبرر لن يؤثر فى حالة السخط والزعل التى تنتاب الزملكاوية وجعلت اتحاد الكرة برئاسة المهندس هانى أبوريدة يمنع مدربى المنتخبات وكل العاملين بها للمرة الثانية من الظهور الإعلامى للسيطرة على تصريحات حسام التى تسبب الإحراج للجبلاية. اعترف حسام حسن أنه أهلاوي مع رامز وهذا حقه لأنه صنع مجداً بالفانلة الحمراء ، ووجه زيزو للعب للأهلي وهذا ليس حقه لأن زيزو مازال لاعباً في الزمالك حتى وإن كان قد دار حديث بينهما الا أنه يجب أن يكون سرياً بين المدرب ولاعبه أو الأب وابنه ، حسام حسن يدخل فى مشاكل وأزمات دائما مثلما أطلق من قبل تصريحات بشأن رغبته في عدم عودة الأسماء القديمة لقيادة الأمور فى الاتحاد وكان يقصد أبوريدة الذى جاء الى المسئولية وترفع عن الرد على التوأم مؤكداً أن العلاقة بينهما عمل ولمصلحة منتخب مصر فقط وهو ما يعني أنه فى حالة إخفاق حسام حسن فى كأس الأمم لن يكون مدربا للمنتخب فى المونديال. أتفق مع حسام حسن فى ضرورة أن يعتذر إمام عاشور للجماهير المصرية لأنه ارتكب خطأ بادعاء الإصابة وفى نفس الوقت على المدير الفنى للمنتخب أن يكون لديه سعة صدر مع النجوم الكبار الذين يحتاج إليهم فى المباريات القوية بأمم أفريقيا بالمغرب القادمة وعليه ألا يقحم نفسه فى مقارنة مع مدربين سابقين أمثال الأسطورة الراحل محمود الجوهرى والمعلم حسن شحاتة أطال الله في عمره لأن بطولاتهم وإنجازاتهم غير مسبوقة والعميد لم يحقق مع الأندية أو المنتخب أى بطولة حتى الآن ولذلك عليه التركيز ولا شىء سواه. لا شك أن اللاعبين يعلمون جيداً تاريخ حسام حسن من حيث العصبية وأن اللى فى قلبه على لسانه ولذلك فهو كتاب مفتوح لهم وعليه يجب تكون العلاقة بينهم على هذا الأساس حتى تصل المركب لبر الأمان ، وعلى المستوى الشخصى أحب حسام حسن جداً وأعلم جيداً أنه صاحب تاريخ محترم وكم أسعدنا جميعًا كمصريين عندما كان يهز الشباك خاصة هدفه فى مرمى الجزائر 89 الذى وضع قدم الفراعنة فى مونديال إيطاليا ، ولن أنسى أبدا أهدافه التاريخية مع الأهلى والزمالك والمنتخب مع الجنرال الجوهرى فى بوركينا فاسو 98 التى فاز فيها الفراعنة بكأس البطولة . وأطالب المدير الفني للمنتخب بأن يبتعد عن أى مشاكل فى المرحلة القادمة لأن هناك أحباباً وهناك من لا يقتنع بوجود حسام حسن على رأس القيادة الفنية وبالتالى العمل ولم الشمل هو المطلوب حتى نفرح جميعًا بعودة مصر لمنصات التتويج القارية والمونديال .