كلما حل شهر أكتوبر يزداد الشعور بالتفاؤل خاصة لأبناء جيلى الذين عاشوا طفولتهم مابين انكسارات يونيو وانتصارات أكتوبر. خلال هذا الشهر تتراءى أحلى وأغلى الذكريات التى تمزج بين العام والخاص كُلنا كان يعيش الأحاسيس والمشاعر نفسها مشاعر الفرحة العارمة بالعبور العظيم كل بيت ومنزل كان به عائد أو شهيد.. عائد نلتف حوله ليروى بطولات نشعر أنها من حكايات ألف ليله وليلة أو من مغامرات السندباد البحري.. أو شهيد نلتف حول أسرته نواسيها ونفخر بها.. أسر الشهداء كان يُغلفها الفرح والحزن فى آن واحد..هيَ الذكريات التى تسكن أرواحنا ولا تتوارى من الوجدان نرويها لأبنائنا وأجيالنا المتعاقبة فهى كنز يضيء لهم النور ويغلفهم بالأمل. فى السادس من أكتوبر 1973 لم نسترد الأرض فقط بل استردينا العرض والشرف والكرامة بعد أن أوقعنا بالعدو الإسرائيلى أكبر الهزائم فى التاريخ الحديث بعبور قناة السويس وتدمير خط بارليف المنيع الذى قالت عنه إسرائيل أنه لا يُقهر! إنها حرب مازالت تُدرس فى كبرى الأكاديميات العسكرية فى العالم ويُدرس معها بسالة وبطولات الجندى المصري.. بطولات مازالت تُكتشف عاماً بعد عام رغم مرور أكثر من خمسين عاماً على حدوثها..ومازالت سجلات حرب أكتوبر تحوى الكثير الذى لم يُكشف عنه.. ورغم وجود عدد من القصص والمشاهد التى تناولتها الأفلام فى السينما إلا أن الروايات والبطولات المخفية مازالت كثيرة ولم يُفرج عنها بعد. فى ذكرى انتصارات أكتوبر نحيى ذكرى أبطالنا الذين استشهدوا خلال الحرب والعائدين منها فهُم الذين سطروا أروع الملاحم فى البطولة والفداء وأعادوا لنا الكرامة. نقطة ضوء : فى ذكرى انتصارات أكتوبر يأتى لنا خبر فوز د خالد العنانى مديراً عاماً لليونسكو ب 55 صوتاً من أصل 57 صوتا.. مبروك لمصر.