فوز الخطيب وبعض أفراد قائمته بالتزكية قبل العملية الانتخابية المقرر لها نهاية أكتوبر الجارى ليس دليلاً على قوة «بيبو» ولكنها تأكيداً على أن مصلحة الكيان تأتى عند الجميع فوق أى اعتبارات شخصية وبالتالي انعكس الأمر بالإيجاب على فريق الكرة الذى استعاد مسيرة الانتصارات المتتالية ولحق بالزمالك والمصري على القمة. النوايا الخالصة في الأهلي تظهر جلية فى تضحيات أفراد قائمة الخطيب بطموحاتهم ورغباتهم الشخصية من أجل مصلحة القلعة الحمراء وحتى يظل نسر الأهلى محلقاً فى سماء البطولات المحلية والقارية على أمل أن ينال حظه بالتتويج ببطولة عالمية للأندية يوماً ما، الخطيب نفسه تراجع فى قرار عدم ترشحه للانتخابات على رئاسة النادى لفترة ولاية ثالثة رغم النجاحات الكبيرة التى حققها لظروفه الصحية، وانصاع لمطالب الجماهير والأعضاء والحكماء وعاد وترشح، وإن كان هذا السيناريو متوقعاً جاءت النتيجة سارة للجميع فى النهاية. وتراجع ياسين منصور رجل الأعمال الشهير عن حلمه برئاسة الأهلي واتفق مع الخطيب على خوض الانتخابات على منصب النائب الذى فاز به بالتزكية ونفس الأمر خالد مرتجى الذى قبل بالترشح مرة أخرى على أمانة الصندوق بدلاً من النائب لخلافة بيبو وتحقيق حلمه بالجلوس على مقعد والده الفريق عبدالمحسن مرتجى رئيس القلعة الحمراء السابق، وهو ما يؤكد أن مصلحة الأهلي فوق جميع أبنائه. تلك التضحيات والنوايا الخالصة انعكست بالإيجاب على أحوال الفريق الأول الذى عاد من بعيد ليصل لصدارة الدورى بأربعة انتصارات متتالية منها فوز مثير على الزمالك معتمداً على كتيبة من الأسماء القوية رغم غياب إمام عاشور أفضل لاعب فى الدورى تحت قيادة عماد النحاس الذى أثبت أنه يستطيع أن «يعمل من الفسيخ شربات» بعدما تولى المسئولية خلفاً للإسبانى ريبيرو «الفاشل» وحقق الانتصارات وعاد بالفارس الأحمر للقمة مثلما فعل فى الموسم الماضى وحقق الدوري بعد إقالة كولر. المؤكد أن ماكينة الأهلى التى بدأت تطلع قماش دليلاً على الاستقرار الإدارى الذى تعيشه القلعة الحمراء والقصة ليست فقط فى النتائج ولكن لأن جميع أطراف المنظومة تجدف في نفس الاتجاه للوصول بالكيان لشواطئ البطولات ومنصات التتويج والعمل من أجل مستقبل أفضل للأجيال الأهلاوية القادمة بداية من تأسيس شركة الأهلى لكرة القدم وحلم ستاد الكرة الذي سيصبح واقعاً في السنوات المقبلة وهذا يعنى مزيداً من العوائد المالية والاستقرار الفنى والإدارى لكيان كبير وتاريخ عريق وشعبية جارفة اسمها الأهلي. الوضع مختلف تمامًا في الزمالك والمشكلة فى تراجع النتائج خاصة فى المباريات الأخيرة التى فقد فيها الفارس الأبيض النقطة تلو الأخرى ليست فى المدرب البلجيكى فقط ولكن فى ترهل المنظومة الغارقة في الديون والتي دائماً تبحث عن الخروج من الورطة من جيوب الآخرين وليس اعتماداً على موارد النادى الأبيض الكبير الذى لا يليق به أن يكون حقلاً للتجارب. بالطبع أن تجربة جون إدوارد المدير الرياضي وما يُقال عن الشركة التى تدير فريق الكرة ليست سيئة ولكن أين دور مجلس الإدارة من الأمور الشائكة وعدم الوفاء بالتزاماته تجاه عقود ومستحقات اللاعبين مما يتسبب فى عدم القدرة على الحساب أمام نزيف النقاط وتضميد جراح وآلام الجماهير التي أصبحت تصرخ فى المدرجات مطالبة برحيل فيريرا وربما يصل الوضع قريباً للمجلس نفسه. لابد من التدخل الحاسم و وضع النقاط فوق الحروف بإقالة فيريرا وعدم الانتظار لأن كل دقيقة تمر والزمالك ينزف سيرتفع سقف المطالب وينال الجميع ولذلك أنصح مجلس حسين لبيب بالحسم المبكر ومعالجة الأخطاء التى يراها الجمهور وفى مقدمتها توفير فلوس اللاعبين خاصة أن هناك عناصر جيدة مثل بن تايك المغربى الذى يقدم أداء راق بدون كلام ومعه الكثير ولكن الأزمة تكمن فى عدم الشعور بالأمان على «بكره» وأن القلق دائماً موجود بين جنبات القلعة البيضاء وهنا مربط الفرس. الحفاظ على كيان الزمالك يحتاج للنوايا الخالصة الموجودة فى الأهلى من أبنائه ومحبيه وعشاقه لأن استمرار القطبين في المنافسة على القمة دائماً مكسب كبير للمنتخب الوطنى الذى يقف على بُعد خطوة من حسم بطاقة التأهل للمونديال.