أحمد عدوى فى ذكرى نصر أكتوبر المجيد، لا يمكن أن نغفل الدور المحورى الذى لعبته الإذاعة المصرية فى توثيق هذا الحدث التاريخى ونقله إلى قلوب الجماهير بكل صدق وشفافية، وهو ما أعاد الثقة بين المستمعين ووسائل الإعلام الوطنية بعد أزمة عام 1967، وكان للإذاعى الكبير عمر بطيشة، أحد أعمدة العمل الإذاعى فى مصر، ذكريات خاصة ومؤثرة مع هذا اليوم العظيم، فى هذا الحوار، يحدثنا عن تفاصيل هذه اللحظة، وكواليس البث المباشر من داخل الإذاعة، وكيف استقبل الفنانون، الحدث وشاركوا فيه بإبداعهم، كما يكشف عن جديده الإذاعى، وأحلام فنية لم تُكتمل. ما ذكرياتك مع يوم السادس من أكتوبر عام 1973؟ يوم السادس من أكتوبر 1973، هو بلا شك اليوم الأهم فى حياتى المهنية والشخصية، كنت فى ذلك الوقت أقدم فوازير إذاعية بالاشتراك مع الفنانة الكبيرة شادية، من تأليف الشاعر الراحل عبدالوهاب محمد، كُنا فى خِضم التحضير للحلقة عندما فوجئت بالإذاعى الكبير صبرى سلامة ينادينى للدخول معه إلى الاستوديو، وعند تمام الساعة الثانية ظهرًا، كنا على موعد مع لحظة تاريخية لا تُنسى، إذاعة البيان الأول للعبور، ما إن انتهى البث، حتى تحول استوديو البرنامج العام إلى فرحة عارمة، المذيعات أطلقن الزغاريد، والمذيعون رددوا التكبيرات من شدة الفرح، كانت لحظة لا توصف، اتصلت بالفنانة شادية على الفور، وأبلغتها بالعبور وإلغاء الفوازير، ففرحت بشدة وأعلنت رغبتها فى تقديم أغنية للنصر، وبالفعل، تعاونت مع الموسيقار بليغ حمدى، وفى السابع من أكتوبر، قدمت شادية أولى أغانيها عن نصر أكتوبر، وكانت أغنية مُفعمة بالحماس والانتصار. كيف كانت الكواليس داخل الإذاعة فى هذا اليوم التاريخى؟ الكواليس كانت أشبه بخلية نحل، كان محمد محمود شعبان أو بابا شارو يشغل حينها منصب رئيس الإذاعة، وكان حريصًا للغاية على تغطية الأحداث لحظة بلحظة، لم يكن عملنا مجرد إذاعة أخبار، بل كان تعبئة وجدانية وثقافية للشعب المصرى، بابا شارو بادر بجمع كبار الشعراء والملحنين لتقديم أعمال غنائية تواكب النصر وكان الفن هو السلاح الثانى فى معركة العبور. كيف استعادت الإذاعة ثقة الجمهور بعد فقدها فى أعقاب نكسة 1967؟ هنا لا يمكننا أن نغفل دور د. عبدالقادر حاتم، وزير الإعلام، وقتها، كان يتابع كل ما يذاع بدقة شديدة، ووَجَّه بأن يكون الخطاب الإذاعى متزنًا، عقلانيًا، وهادئًا، بعيدًا عن التهويل أو التهوين، كانت التغطية تتميز بالصدق الكامل، حيث لم نبالغ فى تصوير الإنجازات، ولم نتجاهل التضحيات، هذا النهج الصادق أعاد الثقة تدريجيًا بين المستمعين والإذاعة، بعد أن اُتهمت الأخيرة بالمبالغة إبان نكسة 1967. بعيدًا عن ذكريات أكتوبر.. ما جديدك الإذاعى فى الوقت الحالى؟ أواصل تقديم برنامجى «منوعات درامية»، كل يوم جمعة على موجات البرنامج العام،و يحظى بتفاعل كبير من المستمعين، وأتلقى العديد من الرسائل من خلال «فيسبوك» و«إكس»، يطلبون فيها بث أعمال درامية معينة، وأود أن أخص بالشكر، رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، أحمد المسلمانى، الذى ساهم فى تحقيق حلمى القديم بإنشاء إذاعة الدراما، وكذلك المخرجة فاطمة حسن، المشرفة على الإذاعة، والتى جمعتنى بها لقاءات عديدة وقدمت لها كل خبرتى فى المجال الإذاعى. من خلال تجربتك الطويلة.. ما الذى تغير فى الإذاعة بين البدايات واليوم؟ لكل زمن مستمعوه ،فى الماضي كان المستمع يجلس لساعات أمام المذياع، أما الآن، فالوضع اختلف كثيرًا، التكنولوجيا فرضت إيقاعًا سريعًا، وأصبح المستمع يريد المعلومة أو المتعة بشكل مكثف وسريع، دون إطالة أو فقرات حوارية طويلة، الإعلام الحديث يتطلب تركيزًا على جودة المحتوى، وليس طوله، مع مراعاة التنوع والتجديد المستمر. من هو المطرب الذى تمنيت التعاون معه ولم يحدث؟ رغم أننى قدمت أعمالًا غنائية لكبار نجوم الزمن الجميل، مثل: فايزة أحمد، محرم فؤاد، ووردة الجزائرية، إلا أن حلمى الأكبر كان التعاون مع شادية، اتفقنا بالفعل فى ثلاث مناسبات على تقديم أعمال غنائية، ولكن لم يتم للأسف، واعتزلت شادية الفن قبل أن يتحقق هذا الحلم. هل هناك من المطربين الحاليين مَن يعجبك صوته وأداؤه؟ نعم، أنا أستمتع كثيرًا بصوت المطرب أحمد سعد، وأحب أغانيه بشدة، من أكثر أغانيه التى أحبها «إيه اليوم الحلو ده»، فهى أغنية مُبهجة وتدخل القلب بسرعة، وللعلم، قدم أحمد سعد، ثلاثة تواشيح دينية من تأليفى، وأداها بروح صوفية رائعة لاقت إعجاب المستمعين.