أشاد شريف فتحى وزير السياحة والآثار، بالجهود التي يبذلها الأثريين والمرممين المصريين في مشروع ترميم معبد "خنوم"، الذين ساهموا فى إظهار واستعادة ألوان المناظر الأصلية خاصة مناظر السقف الفلكي بالكامل. كما تفقد الأعمدة الداخلية الثمانية عشر للمعبد والذي تقوم به البعثة الأثرية المصرية الألمانية المشتركة بما بتناسب وأهميتها التاريخية والأثرية التى تساهم فى إعادة وضع مدينة إسنا إلى خريطة مصر السياحية بما تملكه من مقومات اثرية ترجع إلى مختلف العصور. وأضاف أن الدولة تضع كل إمكاناتها لهذا الهدف حيث قمنا بتخطيط المنطقة الأثرية بإسنا بعد الإنتهاء من ترميم وكالة الجداوي الأثرية واستعادة رونقها الأصلي وافتتاحها عام 2021، ضمن مشروع "إعادة إحياء إسنا التاريخية" والذى تم بتمويل من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، وبتنفيذ مؤسسة "تكوين لتنمية المجتمعات المتكاملة، والتى تمت تحت إشراف المجلس الأعلى للآثار والذي فاز مؤخراً بجائزة الأغاخان للعمارة 2025. أقرأ أيضا| «السياحة والآثار» تطلق المرحلة الثالثة من حملة «إحنا مصر» جاء ذلك خلال زيارة شريف فتحى وزير السياحة والآثار لمحافظة الأقصر، لتفقد المشروعات الجارية بعدد من المواقع الأثرية، والوقوف على آخر مستجدات الموقف التنفيذي والتي بدأت مساء "الجمعة"، بتفقد معبد خنوم المعروف باسم معبد إسنا ومتابعة ما يتم تنفيذه من أعمال ترميم للجدران والنقوش. واستمع إلى شرح مفصل من الدكتور محمد إسماعيل خالد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار عن مشروع الترميم بصفة عامة والذي بدأ عام 2018، وما تقوم به البعثة المصرية الألمانية من أعمال بهدف تنظيف السقف والجدران من طبقات السناج ومخلفات الطيور التي تكونت عبر الزمن، وإزالة الأملاح، وإظهار المناظر والنقوش والألوان الأصلية للمعبد، وخاصة النقوش الفلكية التي يتميز بها سقف المعبد، وترميمها لاستعادة رونقها كما كانت خلال العصور المصرية القديمة. هذا بالإضافة إلى أعمال تطوير وتأهيل المنطقة المحيطة بالمعبد بالكامل، كمشروع للاستثمار في السياحة المستدامة والمتكاملة بمدينة إسنا بما يعمل على الحفاظ على الموقع الأثري وتحسين تجربة الزائرين وزيادة مستوى تنافسية المنطقة كموقع تراثي سياحي متميز، فضلا عن إبراز القيمة التراثية والتاريخية والجمالية للمعبد من خلال تطوير الخدمات المقدمة للزائرين من خلال توفير لوحات إرشادية وتفسيرية وتوضيحية تحكي تاريخ المنطقة، وتوفير مقاعد ومظلات خشبية لحماية الزائرين من الشمس بما يتسق مع البيئة التراثية للمنطقة، بالإضافة إلي إتاحة الموقع للسياحة الميسرة من ذوي الهمم وتوفير ممرات لتسهيل الحركة لهم. كما تضم أعمال التطوير تفعيل نظام إضاءة جديد متخصص للمعبد بما يشمل الإضاءة الخارجية والداخلية ومراجعة عناصر الإضاءة بالمنطقة المحيطة بالمعبد لتلافي تأثيرها على إضاءة المعبد، وإضاءة السلالم والممرات (بصورة غير مؤثرة على المعبد)، وإضاءة منطقة الدخول، وساحة الخروج، ومبنى خدمات الزائرين وذلك ضمن خطة لوزارة للحفاظ على تراث مصر الأثري والحضاري بالإضافة إلى تنمية المقومات السياحية للمدينة عن طريق إحياء وفتح أماكن جذب سياحي جديدة، مما يعمل على تنشيط حركة السياحية الوافدة إليها، ورفع الوعي السياحي والأثري وخلق فرص عمل جديدة لأهالي إسنا. وأوضح وزير السياحة والآثار، أن الاهتمام ليس فقط بالأثر بل بأهالي إسنا والنهوض بالمدينة ككل والحفاظ على الموروث الثقافي والأثري للبلاد ورفع القدرة التنافسية للمقصد السياحي المصري وتعزيز المشاركة المجتمعية ورفع كفاءة الموارد البشرية من خلال تنظيم برامج تدريبية للفئات المتعاملة بصورة مباشرة مع السائحين لرفع الوعي السياحي والأثري لهم وتعريفهم بالسلوكيات المناسبة للتعامل مع السائح، بالإضافة إلى دمج وإشراك المجتمعات المحلية المحيطة بالمناطق الأثرية والسياحية في إسنا في عملية التنمية المستدامة. يذكر أن معبد إسنا يقع على الضفة الغربية للنيل بمدينة إسنا على بعد حوالي 60 كم جنوب مدينة الأقصر. تم بناءه في عهد الملك بطليموس السادس والملك بطليموس الثامن في القرن الثاني قبل الميلاد، تكريسا للمعبود خنوم، وهو أحد أهم الأمثلة على عمارة المعابد المصرية من العصر اليوناني الروماني والتي لا تزال قائمة حتى اليوم. ويعد الجزء الوحيد الباقي من المعبد هو صالة الأعمدة (بروناوس) والذي تم الانتهاء منه في القرن الأول الميلادي، مع استمرار أعمال الزخرفة حتى عهد الإمبراطور تراجان داكيوس. ويعتبر المعبود الرئيسي للمعبد هو المعبود خنوم وكذلك المعبودة نيت حيث يقوم خنوم بتشكيل جميع الكائنات الحية على عجلة الفخراني.