واضح أن نتن ياهو الموصوف بالدجال الثالث في نبوءات نوستراداموس أصبح مريضاً بالأساطير التوراتية والتاريخية ، ويبدو أن المداوى الأمريكي «ترامب» فشل فى علاجه من الهلاوس التى ربما تكون قد انتقلت إليه بالعدوى، ومن شابه كفيله فما ظلم، وإن كنت لا أدرى من هو كفيل الآخر!. لمغازلة اليمين الإسرائيلي المتطرف خرج علينا مريض الوهم بنبوءة أشعياء التوراتية التى تتحدث بين ثنايها عن إشارات سلبية تجاه مصر، وأبدى سعادة بالغة بهذه الإشارات وتباهى أمام الداخل المأزوم بأن العناية الإلهية أرسلته لينفذ ما جاء فيها، ولجهله المُدقع وخبثه المفضوح لم يقل إن نبوءة أشعياء تنبأت بقدوم المسيح فى المستقبل، وبمجيئه يتحقق كل ما جاء فى النبوءة !. وعاد مريض الوهم مؤخراً لاستدعاء أسطورة «اسبرطة» ليداعب بها الداخل الإسرائيلى، ويتحدى الدول التى اعترفت بالدولة الفلسطينية بمواقف فرضها الضمير الإنسانى على غير هواه وغطرسته وغروره الذى جعله فى عزلة دولية على المستوى الشعبى و الرسمى يؤثر على كيانه دبلوماسياً وتجارياً، فقال: إن إسرائيل ستضطر إلى التكيّف مع الانهيار الاقتصادى لتصبح اسبرطة عظمى تعتمد على نفسها وتنتج سلاحها وكل ما يصنع عظمتها التى ستحارب بها فى كل مكان، لكن السحر انقلب على الساحر عندما حدث انقسام حاد بين الاقتصاديين بسبب الخوف من مستقبل مظلم جعل البروفيسور مانويل ترايتنبرج مدير معهد دراسات الأمن القومى الإسرائيلى سابقاً يصف تصريح مريض الأساطير بأنه يعنى العودة للعصر الحجرى فى القرن 21، لأن تقليص الروابط الاقتصادية مع العالم يعنى انهيار مستوى المعيشة بشكل دراماتيكى، وفقدان القدرة على تمويل الجيش والأمن والخدمات الاجتماعية. الدجال الثالث أراد أن يبعث للداخل الإسرائيلى برسالة اطمئنان رمزية عندما استعار نظام أسبرطة العظمى وهو لا يدرى أن غرور القوة والغطرسة التى يتباهى بهما هو الذى أزال أسبرطة التاريخية من الوجود! ولعلها بشرة خير بإزالة مماثلة للكيان الصهيونى.