مستعدون لدعم إنشاء بعثة دولية لمساندة السلطة الفلسطينية نرفض أى محاولات أو أفكار لتهجير الشعب الفلسطينى حظيت مشاركة مصر فى اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة ومؤتمر حل الدولتين الذى دعت له المملكة العربية السعودية وفرنسا بتقدير كبير نظرًا لدورها المهم فى الوساطة مع قطروالولاياتالمتحدة لوقف إطلاق النار والتوصل لحلول لإنهاء الحرب فى غزة. وباعتبارها أكبر دول المنطقة التى لا غنى عن دورها ورؤيتها نحو الحل. وفى هذا الإطار تأتى مشاركة الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء فى اجتماعات نيويورك نيابة عن الرئيس عبد الفتاح السيسى، فى مؤتمر حل الدولتين، وافتتاح أعمال الشق رفيع المستوى للدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة، التى تُعقد تحت شعار «معًا أفضل: 80 عامًا وأكثر من أجل السلام والتنمية وحقوق الإنسان». أكد د. مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، ترحيب الدولة المصرية بكل الجهود التى تستهدف التوصل لتسوية سياسية للقضية الفلسطينية، وهو ما يستلزم دعم الجهود المبذولة من قبل الوسطاء من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار فى قطاع غزة وحقن الدماء وإغاثة الشعب الفلسطيني. كما شدد مدبولى كذلك على رفض وإدانة أي محاولات أو أفكار لتهجير الشعب الفلسطيني، محذرا من خطورة أن يتسبب ذلك فى توسيع نطاق الصراع وامتداده لدول المنطقة وبصورة يصعب السيطرة عليها. وأضاف رئيس الوزراء إن نجاح أفكار التعامل مع «اليوم التالي» فى قطاع غزة، وانتهاء جولات العنف، يتوقف على عدم التعامل مع القطاع بمعزل عن مسببات وجذور الصراع، حيث تم وضع إطار واضح لذلك بالخطة العربية الإسلامية لإعادة الإعمار، وكذلك بمؤتمر حل الدولتين الذى ترأسته فرنسا والسعودية، مشيرا إلى هناك ضرورة لأن ترتبط أي أفكار بمسار وآليات واضحة لتجسيد الدولة الفلسطينية، وأن يتم التعاطى مع غزة باعتبارها جزءاً لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية، وكذلك بتكريس ضرورة الوقف الفورى لإطلاق النار، وإطلاق سراح الرهائن على ان يكون ذلك فى إطار صفقة تبادل مع الأسرى المحتجزين الفلسطينيين، فضلاً عن أهمية أن تخضع الضفة الغربيةوغزة لمنظومة حكم واحدة تتمثل فى السلطة الفلسطينية. جاء ذلك خلال مشاركته امس فى اجتماع بشأن «اليوم التالى ودعم الاستقرار فى غزة»، بمقر منظمة الأممالمتحدة بمدينة نيويورك ، بحضور أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، ود. بدر عبد العاطى ، وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين فى الخارج . وشدد رئيس الوزراء على أهمية أن يكون لأجهزة الدولة الفلسطينية الحق الحصرى فى امتلاك السلاح، كما ندعم وجود ضمانات أمنية للجانبين الفلسطينى والاسرائيلى على حد سواء، وأن يتم ذلك من خلال دعم دولي، ينسحب ما تقدم بطبيعة الحال على عدم وجود دور لحماس، أو اى فصيل فلسطينى آخر فى حكم قطاع غزة، بل ان تقوم جميع الفصائل المسلحة بتسليم سلاحها للسلطة الشرعية وهى السلطة الفلسطينية. وأضاف مدبولى أن التجارب السابقة فى مجال نزع سلاح الجماعات المسلحة فى الأزمات استندت إلى وجود اتفاق سياسى للتسوية يشمل، ضمن أمور أخري، نزع أو إلقاء السلاح، ومن المهم الإشارة هنا إلى أن التدمير الكامل لقطاع غزة والانتهاكات الجسيمة من قبل اسرائيل ولمدة عامين كاملين دون توقف، لم تؤد بعد الى اختفاء حماس أو نزع سلاحها، ومن ثم لا نتوقع أن ينجح أى طرف، إقليمى أو دولى فى إتمام هذه المهمة من منطلق أمنى أو عسكرى بمعزل عن رؤية سياسية. ورحب رئيس الوزراء بأن يشمل الدعم الدولى وجود بعثة على الأرض، على أن يتم تحديد مهامها من قبل مجلس الأمن، وذلك من خلال أن يتم التعامل مع أفكار إرسال قوات دولية فى سياق حزمة سياسية واحدة تمثل مساراً لتجسيد الدولة الفلسطينيةبغزة والضفة، بما فى ذلك القدسالشرقية، وأن يكون من ضمن أهدافها الرئيسية منذ بداية مهامها تمكين السلطة الفلسطينية، وألا يتم اتخاذ أى خطوات على الأرض من شأنها تكريس الفصل القانونى أو السياسى أو الجغرافى بين الضفة الغربيةوغزة. وأضاف أنه من المهم التوصل لاتفاق أو توافق سياسى على ما تقدم، بما فى ذلك من قبل الولاياتالمتحدة وإسرائيل، وبضمان من أعضاء مجلس الأمن الدائمين، وعدم البدء فى مسارات أمنية أو عسكرية دون ضمان الإطار السياسى لإقامة الدولة فى سياق جدول زمنى وآليات واضحة، وإلا اصطدمت جميع الترتيبات بعراقيل تنفيذية على الأرض تطيل من أمد الصراع، وتورط المزيد من الأطراف فيه، بالإضافة إلى أهمية المشاركة الفعالة لقوات أمريكية على الأرض حتى يتسنى ضمان التزام إسرائيل بما يتم الاتفاق عليه. وأكد مدبولى أن مصر بدأت فى إجراءات لتدريب قوات الأمن الفلسطينية، ونحن على استعداد للتوسع فى ذلك بدعم من المجتمع الدولي. من ناحية أخرى، فإن مصر على استعداد لدعم أية جهود لإنشاء بعثة دولية لدعم عودة السلطة الفلسطينية لقطاع غزة، وبناء الدولة الفلسطينية، ونرى ضرورة لإمكانية تحقيق ذلك والعمل على التوصل لإطار سياسى توافق عليه إسرائيل والولاياتالمتحدة قبل الدخول فى مناقشة تفاصيل ومهام البعثة، وهى التفاصيل التى ستتشكل بطبيعة الحال وفقاً لما سيتم الاتفاق عليه سياسياً.. كما وجه د. مدبولى خلال الاجتماع، الشكر للرئيس الفرنسى «إيمانويل ماكرون» على دعوته لهذا الاجتماع، وجهوده من أجل دعم الحقوق الفلسطينية والتى أثمرت مع الجهود المقدرة للمملكة العربية السعودية عن عقد مؤتمر حل الدولتين اول أمس، مؤكدا أن ذلك ما تعتبره مصر نقطة انطلاق على طريق التوصل إلى حل عادل ومستدام للقضية الفلسطينية على أساس من حل الدولتين وإنشاء الدولة الفلسطينية على خطوط الرابع من يونيو لعام 1967، وعاصمتها القدسالشرقية، كما تقدم رئيس الوزراء بالشكر للرئيس ماكرون على القرار التاريخى باعتراف فرنسا بدولة فلسطين. يأتى حضور رئيس الوزراء هذا الاجتماع، على هامش مشاركته على رأس وفد رفيع المستوى، نيابة عن الرئيس عبد الفتاح السيسي، فى مؤتمر حل الدولتين، وافتتاح أعمال الشق رفيع المستوى للدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة، التى تُعقد تحت شعار «معاً أفضل: 80 عاماً وأكثر من أجل السلام والتنمية وحقوق الإنسان».