الضغط نحوّله إلى نجاح أكبر «هدفنا أن يكون الاحتراف عقيدة الجماهير سر قوة اللعبة «نخطط لإفريقيا 2026.. ونجهز لكأس العالم 2027.. ونحلم بأولمبياد 2028» فى ظل الزخم الكبير الذى تعيشه كرة اليد المصرية، بين طموحات لا تتوقف واستحقاقات قارية ودولية متلاحقة، يؤكد خالد فتحى رئيس اتحاد اللعبة فى حوار خاص مع «الأخبار» أن العمل الجماعى هو السر الحقيقى وراء نجاح المنظومة المصرية، وأن فلسفة الاتحاد قائمة على مبدأ «جيل يسلم جيلًا» حتى تستمر الإنجازات بلا انقطاع . فتحى شدد على أن المنتخب يواجه تحديات شرسة على الساحتين الإفريقية والعالمية، لكنه يسير بخطى واثقة نحو المستقبل. اقرأ أيضًا| تكريم اسم الراحل علاء السيد في ختام بطولة العالم لكرة اليد تحت 19 عامًا ما الذى يجعل كرة اليد المصرية مختلفة عن غيرها من الألعاب والمنتخبات العالمية؟ بكل وضوح، سر نجاح كرة اليد المصرية هو العمل الجماعي. نحن لا نعتمد على فرد أو نجم واحد، بل نعمل كمنظومة كاملة ومترابطة، فيها الاتحاد والجهاز الفنى واللاعبون والجماهير جميعهم شركاء فى صنع الإنجاز. قد تملك دول أخرى أسماءً لامعة، لكن مصر تملك منظومة متكاملة تسير بروح واحدة، وهذا هو الفارق الكبير. نحن على قلب رجل واحد، وكل عنصر يعرف دوره ويؤديه بإخلاص، وهذه الروح لا يمكن كسرها، وهى التى جعلتنا قوة كبرى على الساحة العالمية. هناك حديث كثير عن اختيار المدرب الإسبانى باسكوال.. لماذا وقع الاختيار عليه تحديدًا؟ اختيار باسكوال لم يكن قرارًا عشوائيًا، بل جاء بعد دراسة دقيقة. هو مدرب صاحب شخصية قوية، يعرف كيف يفرض الانضباط داخل الفريق، ويطبق مبدأ الثواب والعقاب بعدالة مطلقة، وهذه قيمة نفتقدها أحيانًا. الأهم أن اللاعبين أنفسهم يحبونه ويحترمونه ويثقون فيه، وهذا يمنح المنتخب قوة إضافية على الصعيد النفسى قبل الفني. نحن لم نبحث عن اسم كبير لمجرد الشهرة، بل عن مدرب يضيف للمنظومة كلها ويكمل العمل الجماعي. وباسكوال يمتلك كل هذه المواصفات، لذلك اخترناه بثقة كبيرة. اقرأ أيضًا| رئيس بعثة منتخب الشابات يتواصل مع السفارة المصرية بالجزائر استعدادًا لاستقبالهم اليوم الاتحاد أعلن عن إدخال «المينى هاند بول» لأول مرة.. ما الهدف من هذه الخطوة؟ الهدف استراتيجى وبعيد المدى. نحن نؤمن بأن بناء الأبطال لا يبدأ من المنتخب الأول، بل من المراحل العمرية الصغيرة. لذلك فكرنا فى مشروع «المينى هاند بول»، الذى سيزرع حب اللعبة بين الأطفال ويوسع القاعدة الجماهيرية واللاعبين فى نفس الوقت. نحن لا نريد جيلًا واحدًا فقط يحقق البطولات، بل نريد أن تكون كرة اليد المصرية سلسلة متواصلة من الأجيال. الفلسفة واضحة: جيل يسلم جيلًا.. كل جيل يسلّم راية الإنجاز لمَن بعده، وهكذا تستمر مصر فى الصدارة بلا توقف. \الموسم الحالى يشهد تزاحمًا شديدًا فى البطولات، كيف تتعاملون مع هذا الضغط؟ بصراحة، نحن أمام تحدٍ صعب جدًا. المنتخب أنجز بطولات ونجاحات فى سبتمبر آخرها تتويج الفتيات ببطولة إفريقيا.. ثم بطولة إفريقيا للرجال فى يناير. أى منتخب آخر قد يتعثر تحت هذا الضغط، لكننا لا نخاف من التحديات. بالعكس، نستغلها كفرصة لصقل اللاعبين وزيادة خبراتهم. وضعنا خطة دقيقة لتوزيع الأحمال البدنية والذهنية على اللاعبين بحيث يظلون فى أفضل حالاتهم. نعرف أن الطريق ليس مفروشًا بالورود، وسنواجه منافسات شرسة، لكننا اعتدنا على مواجهة الصعاب وتحويلها إلى إنجازات. اقرأ أيضًا| نائب رئيس اتحاد اليد: «نفدنا» من كارثة في المونديال.. وبربيتو سوبر مان| حوار الاتحاد طبق مؤخرًا نظام التجمعات الأسبوعية للاعبين المحليين.. ما الهدف من هذا القرار؟ لأول مرة فى تاريخ كرة اليد المصرية نطبق هذا النظام. قررنا أن يجتمع اللاعبون المحليون أسبوعيًا يومى الأحد والإثنين، والهدف أن نصنع عمقًا فى كل مركز. نحن نريد أن يكون لدينا أكثر من لاعب جاهز فى كل مركز، بحيث لا نعتمد على لاعب واحد. هذا النظام أيضًا يسمح لنا بتكوين فريق رديف قوى يستطيع المشاركة فى بطولات البحر المتوسط أو الألعاب الإفريقية. الأهم أن هذه التجمعات تخلق منافسة قوية بين اللاعبين، والمنافسة الداخلية هى الشرارة التى تصنع الأبطال وتجبر كل لاعب على التطور المستمر. وما خططكم لتوسيع قاعدة المحترفين المصريين فى الخارج؟ الاحتراف فى أوروبا وفى أقوى الدوريات العالمية هو أحد أهم أهدافنا. نحن نعمل على وضع آلية واضحة تسهّل خروج اللاعبين المصريين للاحتراف الخارجى بشكل منظم. اللاعب الذى يكتسب خبرة أوروبية يعود للمنتخب أكثر قوة ونضجًا، وهذا يصب فى مصلحة المنتخب الوطني. نحن لا نريد أن يكون وجود المحترفين المصريين فى كبرى الأندية الأوروبية مجرد استثناء، بل نريده أن يكون قاعدة طبيعية. كلما زاد عدد المحترفين، زادت قوة المنتخب وارتفعت حظوظه فى المنافسة عالميًا. على المدى البعيد.. ما أبرز المحطات التى يستعد لها المنتخب؟ خطتنا طويلة المدى تنقسم إلى ثلاث مراحل رئيسية. الأولى هى بطولة إفريقيا 2026، وهى محطة مهمة للحفاظ على الريادة القارية. الثانية هى كأس العالم 2027 فى ألمانيا، وهناك هدف واضح بأن ننافس بقوة لا أن نكون مجرد مشاركين. أما المرحلة الثالثة فهى الأولمبياد 2028، وهذه محطة مصيرية نسعى إليها بخطوات واثقة. لتحقيق هذه الأهداف، نستخدم أحدث الطرق العلمية فى التدريب والتأهيل البدني، ولدينا خبراء عالميون مثل مستر روجيه فونت، الذى يمتلك خبرة طويلة مع برشلونة وحقق بطولات كبرى. نحن نعمل وفق منظومة علمية دقيقة، وليس بالاعتماد على الاجتهادات الفردية. فى ظل هذه التحديات، ما رسالتك للجماهير المصرية؟ رسالتى واضحة وصريحة: أنتم جزء أصيل من المنظومة. كرة اليد المصرية لم تكن لتصل إلى هذه المكانة العالمية لولا دعم الجماهير ومساندتها. نحن نعمل جميعًا على قلب رجل واحد: اتحادا، جهازا فنيا، لاعبين، وجماهير. ما أبرز الخطوات، التى بدأها الاتحاد لتأهيل المدربين المصريين؟ بدأنا بالفعل فى تنظيم سلسلة من الدورات التدريبية للحصول على خمس رخص دولية معتمدة: D وC وB وA، إضافة إلى رخصة متخصصة لتأهيل مدربى حراس المرمى. هذه الرخص تمثل نقلة نوعية وتجعل المدرب المصرى مؤهلًا للعمل على أعلى المستويات كما يحدث فى أوروبا. هل هناك توجه للاستفادة من خبرات اللاعبين المحترفين فى أوروبا؟ بالتأكيد. لن نهدر خبرات لاعبينا المحترفين مثل كريم هنداوى ويحيى الدرع، نخطط لإشراكهم فى دورات تدريبية واجتماعات فنية لتأهيلهم مستقبلًا كمستشارين ومدربين. هذه الخطوة ستربط تاريخهم مع اللعبة بخطوات عملية تخدم الأجيال القادمة وتوسع قاعدة الخبرات. ما الخطة المستقبلية، التى يعتمدها الاتحاد فى هذا الملف؟ نعمل وفق خطة استراتيجية بعيدة المدى هدفها تزويد كل المنتخبات الوطنية - فى مختلف المراحل السنية - بمدربين على أعلى مستوى. نحن لا نصنع أبطالًا فى الملعب فقط، بل نصنع مدربين عالميين. هذه هى الخطوة التى ستضع مصر فى مصاف الدول الرائدة عالميًا.