ما أقدم عليه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتغيير مسمى وزارة الدفاع إلى «وزارة الحرب» يعكس بوضوح الوجه الحقيقى للولايات المتحدة الذى ظلت تخفيه لسنوات طويلة وتشن الحروب وترتكب الاعتداءات العسكرية خارج أراضيها تحت ذرائع عدة.. مرة ترفع شعار الديمقراطية، وتارة تختبئ خلف راية حقوق الإنسان.. وتحرك أساطيلها للعدوان على سيادة دول أخرى تحت مبرر مكافحة الإرهاب. العودة لاسم الوزارة القديم الذى ظل مستخدما فى أمريكا لأكثر من 150 عاما، منذ 1789 فى أعقاب استقلالها عن بريطانيا وحتى نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1947 يعد أيضا مؤشرا لتغيير مرتقب على المسرح الدولى فى ظل اتساع بؤر التوتر المشتعلة فى أكثر من موقع على خريطة العالم.. أبرزها الأزمة الروسية الأوكرانية، وما أصبحت تمثله من تهديدات محتملة بشن حرب كبرى بين أوروبا وبالتبعية حليفتها أمريكا من جانب ضد روسيا ومن سيتحالف معها من جانب آخر.. خاصة بعد ما قامت به روسيا مؤخرا، والذى رفع حدة التوتر والترقب فى أوروبا بسبب المناورات العسكرية المشتركة التى أجرتها مؤخرا مع بيلاروسيا على حدود بولندا.. أيضا ينذر استمرار عدوان الاحتلال الإسرائيلي على غزة بتوسيع رقعة الصراع فى الشرق الأوسط بشكل غير مسبوق.. وكذلك مواصلة الاستفزازات الأمريكية والبريطانية للصين بعد مرورو قطعهم البحرية العسكرية عبر مضيق تايوان.. كل هذا بخلاف الصراع الإمبراطورى بين أمريكا وحلفائها، والصين وحلفائها نحو السيطرة على العالم، وشكل النظام العالمى الجديد. الأكثر غرابة فى تغيير مسمى الوزارة هو التناقض الكبير بين إعلان «ترامب» رغبته فى الحصول على جائزة نوبل فى السلام لدوره فى إنهاء الحروب.. فى الوقت نفسه يعلن تغيير سياسة أمريكا العسكرية من «الدفاع» إلى «الحرب» بكل ما يحمله هذا التغيير من دلالات سياسية وعسكرية على الصدى الدولى!