كل المعطيات تقول إن نتنياهو وحكومته اليمينية المتطرفة، التى تمارس إرهاب الدولة ليل نهار تحت سمع وبصر العالم، لا تقيم وزنًا لأحد، ولا تعنيها بيانات التنديد شديدة اللهجة، حتى لو كانت صادرة عن الأممالمتحدة، أو مجلس الأمن، أو حتى عن المنظمات القضائية والإنسانية التابعة لها. إسرائيل لا تؤمن إلا بسياسة فرض الأمر الواقع عبر القوة المسلحة . بالأمس القريب وقف المندوب الإسرائيلى بكل صلف وغرور فى مواجهة كل أعضاء مجلس الأمن، مهددًا ومتوعدًا قطر: إما طرد أعضاء الوفد المفاوض لحماس، وإما تقديمهم للعدالة ومحاكمتهم، وإما أن تقوم إسرائيل بذلك. نحن أمام تهديد واضح وصريح لا يحتمل التأويل لقطر، ولكل دولة أخرى تسلك نفس مسلك قطر. ورغم هذا نحن أمام جلسة غير مسبوقة لمجلس الأمن، أدينت فيها إسرائيل، وإن لم يتم تسميتها، عندما وافقت أمريكا، راعية المصالح الإسرائيلية، على هذه الصيغة حفظًا لماء الوجه. لا مانع من أن يقول قادة الدول العربية والإسلامية لقطر اليوم إنها لا تقف وحدها، فى مواجهة إسرائيل، ولكن الأهم أن يكون لدى هؤلاء القادة تصور، لما بعد الرفض المتوقع لإسرائيل لمضمون البيان. أنتظر أن يصدر عن القمة تصور واضح يضع أسس ومبادئ الأمن والتعاون الإقليمى فى المنطقة التى حولتها إسرائيل إلى كرة نار تمسك بالجميع. لابد أن تسمع إسرائيل، ومن قبلها الولاياتالمتحدةالأمريكية، الرسالة الأهم وهى ضرورة التمسك بحل الدولتين، كخيار لابد منه ووقف التهجير القسرى، ووقف إعادة ضم الضفة. والأهم من هذا وذاك أن ترى إسرائيل، والولاياتالمتحدةالأمريكية، الوجه الآخر حال الاستمرار فى تحدى الإرادة الدولية .