حقّق مسلسل «ما تراه ليس كما يبدو» تفاعلًا جماهيريًا لافتًا، انعكس في ردود الأفعال القوية التي تلقاها أبطاله. في حواراتهم، يستعرض أبطال حكاية «Just You» ومؤلفها محمد حجاب، فكرة القصة وكواليس التصوير والصعوبات التي واجهوها، ويكشفون عن الأسباب التي دفعتهم للتحمس لأدوارهم المعقدة. كما يشاركوننا رأيهم في ظاهرة البطولة الجماعية التي أثبتت نجاحها مؤخرًا، وكيف ساهمت في تشكيل مذاق درامي جديد. تارا عماد : عمل والدتى صحفية ساعدنى على قبول شخصية «سارة» في البداية، حدثينا عن ردود الأفعال التي وصلتك عن قصة مسلسل «ما تراه ليس كما يبدو» سعيدة بردود الأفعال التي وصلت إلي عن دوري في المسلسل، خاصة على السوشيال ميديا، حيث لم أتوقع ذلك الكم الهائل من التعليقات حول دوري. قدمت شخصية «سارة»، وهي صحفية ذكية وشاطرة جدًا في عملها، لكنها في الوقت نفسه شخصية حساسة للغاية، تبدو قوية أمام الناس، لكنها من دخلها تعاني من الخوف والضعف، وتحاول دائمًا أن تُخفي هذا الجانب. الشخصية معقدة جدًا، وهذا ما جعلني أتحمس لها. هل عمل والدتك كصحفية ساعدك على قبول الدور؟ هناك أسباب كثيرة وراء قبولي الشخصية، أبرزها أنني في إحدى السنوات درست الصحافة، ووالدتي أيضًا كانت صحفية. هذا ساعدني في تفاصيل كثيرة مثل أسلوبها في الكتابة، حركتها، طريقة لبسها، وحتى تركيزها في بعض الأمور الصغيرة. كيف كان شعورك عندما قرأت الحلقات الأولى من العمل؟ فور أن قرأت أول حلقة تحمست بشدة، وقرأت الخمس حلقات التي أشارك فيها في جلسة واحدة دون توقف، واتصلت بالفريق فورًا وقلت لهم: «أنا معكم». أعجبني العمل جدًا، وأعجبتني فكرته التي تقول إن ما نراه ليس بالضرورة الحقيقة الكاملة. ما الصعوبات التي واجهتك أثناء تقديم شخصية «سارة»؟ الصعوبة كانت في التحضيرات، الشخصية ليست سهلة أبدًا، وأول يوم تصوير كان مليئًا بالمشاهد الثقيلة والدسمة جدًا. شعرت وكأنني أعوم في مياه ثقيلة، لكن بعد انتهاء اليوم أحسست أنني وضعت أساس الشخصية لبقية الحلقات. هل لجأتِ إلى تدريبات خاصة أو ورش عمل من أجل الشخصية؟ جلست مع مخرج العمل كثيرًا لنفهم البعد النفسي ل»سارة»، وحاولت أن أكتب يوميات قصيرة كأنها تكتبها، حتى أتعرف أكثر على مشاعرها من الداخل، كما استعنت ببعض الأصدقاء الصحفيين لأفهم طبيعة المهنة من الزوايا الخفية التي لا تظهر للناس. وماذا عن التعامل داخل الكواليس خاصة أن هناك أجيالًا مختلفة؟ الكواليس كانت ممتعة جدًا، أنا أحب العمل مع الأجيال المختلفة، سواء ممثلين كبار أو شباب، والجميع أصدقائي. الجميل أن كل شخص حصل على فرصة حقيقية ليُظهر موهبته. بالنسبة لي لم أرها مجازفة، بل تحدياً جميلًا. هل ترين أن هناك منافسة بينكم كجيل شباب؟ المنافسة موجودة في كل المجالات، لكن المهم أن تكون منافسة صحية تحفزك لتقديم الأفضل، لا أن تثير الغيرة أو الغل. حين أرى ممثلاً أو ممثلة يقدم دورًا عظيمًا، أشعر بالإلهام وأقول: «أنا عايزة أعمل حاجة زي كده أو مختلفة بس بنفس الجودة». وماذا عن مشاهدك مع الفنان عمرو جمال؟ أعرف عمرو منذ حوالي عشر سنوات، من أيام الورش الفنية، وعملنا معًا في «سوتس بالعربي»، لكن هذه أول مرة نعمل معًا بهذا الشكل القوي في عمل درامي. أنا سعيدة جدًا لأنني أرى كيف يطور نفسه دائمًا بلا سقف لطموحه. كيف كان التعاون مع المخرج في هذه الحكاية؟ مهم جدًا لأي ممثل أن يشعر أن المخرج سند له، في «Just You» شعرت أن المخرج فتح لي مساحات كبيرة للإبداع، وكان دائمًا يشجعني على التجريب، وهذا جعلني أكثر ارتياحًا وثقة. ما اللحظة التي لا تُنسى بالنسبة لك أثناء التصوير؟ هناك مشهد معين بكيت فيه بعد انتهاء التصوير، ليس بسبب صعوبته فقط، بل لأنني شعرت أنني عشت مشاعر «سارة» كما لو كانت حقيقية. هذه اللحظة جعلتني أؤمن أنني على الطريق الصحيح مع الشخصية. ما الأدوار التي تتمنين أن تقدميها الفترة القادمة؟ الإجابة تختلف معي كل مرة، لكن مؤخرًا اكتشفت أنني أحب أن أجرب أدوار الرعب، رغم أنني لا أشاهد أفلام الرعب أبدًا لأني خوافة جدًا، إلا أنني متحمسة لفكرة أن أكون أنا من يخيف الآخرين. هل تهتمين بالسينما العالمية وهل تحلمين بدور لك فيها؟ طبعًا.. أتابع كثيرًا أفلامًا أوروبية وأمريكية، وأتمنى أن تكون لدي فرصة يومًا ما للمشاركة في عمل عالمي يقدمني من زاوية مختلفة، لكنني أؤمن أن الخطوة تأتي في وقتها الطبيعي. هل تؤمنين أن أدوار الدراما النفسية تترك أثرًا على حياة الممثل؟ أكيد، هذه الأدوار تأخذ من طاقة الممثل كثيرًا، أحيانًا أخرج من التصوير وأشعر أنني مازلت أحمل هموم الشخصية، لذلك أتعلم دائمًا كيف أفصل بين حياتي الشخصية والعمل. ما هي رسالتك لجمهور «ما تراه ليس كما يبدو»؟ أتمنى أن يتفاعلوا مع شخصية «سارة» وأن يروا ما وراء ملامحها القوية، وأتمنى أن تصل رسالتنا من خلال الحكاية: أن ما نراه ليس دائمًا الحقيقة الكاملة. عمرو جمال : لا أؤمن بالمنافسة فى الفن .. و سعيد بالعمل مع تارا بداية.. كيف جاء اختيارك لحكاية «Just You»؟ التجربة بدأت عندما تواصل معي المنتج كريم أبو ذكري، وأرسل لي السيناريو. بمجرد أن بدأت القراءة، شعرت بشغف كبير تجاه العمل. قليلاً ما يأتيك نص يجعلك متحمسًا من أول سطر، لكن هذا حدث بالفعل. الأغرب أنني قبلها بيومين فقط كنت في جلسة مع صديقة مخرجة نتحدث عن فكرة تشبه مضمون العمل: أن كل إنسان يرى الحقيقة من زاويته الخاصة، وتذكرت وقتها جملة شهيرة مكتوبة على المرايا الجانبية للسيارات: «الأشياء في المرآة أقرب مما تبدو عليه»، وعندما وصلني السيناريو بهذا العنوان تقريبًا، شعرت أن هناك إشارة بأنني يجب أن أشارك في الحكاية. حدثنا عن تفاصيل شخصية «سليم» وكيف تعاملت معها؟ أجسد شخصية سليم، وهو نائب رئيس تحرير جريدة، تجمعه علاقة عاطفية مع الصحفية سارة «التي تجسدها تارا عماد». الشخصية تحمل مزيجًا من الواقعية والرومانسية، وفي الوقت نفسه تنخرط في الأحداث المليئة بالغموض والتشويق. الاستعدادات بدأت من خلال جلسات مكثفة مع المخرج جمال خزيم على الطاولة، لمناقشة تفاصيل الشخصية ومفاتيحها، بجانب الاستعانة بخبراتي السابقة في معرفة طبيعة العمل الصحفي والإعلامي. هل استعنت بصحفيين للتحضير للدور؟ لم أجلس مع أحد بشكل مباشر، لكنني لست غريبًا عن عالم الصحافة. لدي أصدقاء يعملون في هذا المجال، وبعضهم مذيعون وصحفيون. قبل سنوات قدمت دور معد برامج، وقتها أجريت أبحاثًا كثيرة وقرأت عن تفاصيل العمل الإعلامي، وهذا جعلني ملماً بطبيعة الشخصيات المرتبطة بالمجال الصحفي، لذلك عندما جاء دور سليم، كان الأمر أكثر سلاسة. كيف كانت كواليس العمل مع تارا عماد هذه المرة؟ هذه ليست المرة الأولى التي نلتقي فيها، فقد عملنا معًا في «سوتس بالعربي»، لكن المختلف هنا أن لدينا مشاهد مشتركة أكثر وأعمق، على المستوى الشخصي والمهني. أحب تارا كثيرًا، وأراها موهوبة جدًا. في «Just You» قدمت شخصية مركبة وصعبة، وبرعت في إبراز معاناة البطلة. وجود ممثل موهوب أمامك يجعل أداءك أقوى بلا شك. كيف وجدت تفاعل الجمهور مع الحلقات؟ الحقيقة أنه فاق توقعاتي. أتابع يوميًا عبر السوشيال ميديا، ورأيت كمًا كبيرًا من التفاعل والنقاشات بين الجمهور. بعض المشاهدين يضعون توقعات معقدة للأحداث وكأنهم يشاركوننا الكتابة، هذا دليل على أن العمل نجح في جذب اهتمامهم. بالنسبة لي، أعتبر هذا الدور بداية جديدة مع الجمهور، لأن مساحة الشخصية وتفاصيلها سمحت لي بأن أظهر جوانب تمثيلية مختلفة عن أدواري السابقة. المسلسلات القصيرة أصبحت موضة.. ما رأيك فيها؟ أنا مؤيد تمامًا لفكرة المسلسلات القصيرة. نحن نعيش في عصر المشاهد السريع أو كما أسميه «المشاهد الملول»، الذي يريد قصة مكثفة ومباشرة. «Just You» مثال حيّ على أن القصة لو طُوّلت بلا داعٍ لَفقدت جزءًا من قوتها. معظم أعمالي الأخيرة كانت من 10 إلى 15 حلقة، ولم أشارك في مسلسل من 30 حلقة منذ سنوات. أعتقد أن المستقبل سيكون أكثر لصالح الحكايات القصيرة عالية الجودة. الفترة المقبلة.. ما الجديد الذي تحضره؟ انتهيت مؤخرًا من تصوير مسلسل «جد جديد»، وهو تجربة خاصة جدًا لأنه أول تعاون درامي كبير بين مصر والسعودية، بمشاركة شباب من البلدين. أراهن على تميّزه من حيث الفكرة والصورة. بجانب ذلك، لدي مشروع فيلم من تأليفي، وهو الآن في مرحلة التحضير مع منتج ومخرج متحمسين للفكرة. التجربة مختلفة بالنسبة لي لأنها المرة الأولى التي أقدّم فيها عملاً من كتابتي. كيف كان انطباعك عن المخرج جمال خزيم بعد أول يوم تصوير؟ من أول لقاء معه شعرت براحة نفسية، وهو ما أعتبره شرطًا أساسيًا لنجاح أي تعاون. المخرج جمال خزيم مريح جدًا، ويمنح الممثل مساحة للإبداع. هذه الراحة انعكست على الأجواء في الكواليس، خاصة أن علاقتي الجيدة مع تارا ساعدت أيضًا في أن يكون الجو العام ممتعًا ومثمرًا. المنافسة في الفن.. كيف تراها من وجهة نظرك؟ بصراحة، لا أؤمن بالمنافسة في الفن إطلاقًا. قد تكون المنافسة مطلوبة في الرياضة، لكن الفن شيء مختلف. أنا أمثل لأنني أحب التمثيل، وأبحث عن الاستمتاع بالرحلة، وليس عن المركز الأول. لا يعنيني أن أكون الأكثر شهرة أو الأكثر تصدرًا للترند، الأهم أن أكون صادقًا مع نفسي والجمهور. الله لم يضع في قلبي حب المنافسة في الفن، لذلك أتعامل مع كل عمل باعتباره فرصة جديدة للتعلم والتطور، لا أكثر. محمد حجاب : الدراما قادرة على كشف النفس الخفية بدايةً.. من أين استلهمت فكرة «Just You»؟ الحقيقة أن الفكرة جاءت من شغفي الدائم بعلم النفس، إلى جانب دراستي الطبية، فقد كنت مهتمًا بقراءة الكثير عن اضطرابات الذهان وأشكاله المتعددة. أكثر ما لفت انتباهي هو أن بعض المرضى، خاصة في حالات الفصام أو الذهان المزمن، قد يصلون إلى مرحلة متقدمة يخلق فيها العقل عالمًا موازيًا كاملاً، يضم شخصيات وأحداثًا وتفاعلات يومية يعيشونها كما لو كانت واقعًا حقيقيًا. هذه النقطة بالتحديد ألهمتني ككاتب، وشعرت أنني أستطيع توظيفها دراميًا ليعيش المشاهد التجربة وكأنه بداخلها. غالبًا ما يُختزل الذهان في الدراما بالهلوسة السمعية أو البصرية، كيف تعاملت مع هذه الصورة النمطية؟ هذا صحيح، في معظم الأعمال الدرامية أو حتى في التصورات العامة، يُنظر إلى الذهان باعتباره مجرد أصوات يسمعها المريض أو صورًا يراها. لكن الحقيقة أعمق بكثير، الأطباء يشيرون أحيانًا إلى ما يسمى ب «Severe Psychotic Episode» أو «نوبة الذهان شديد الوطأة»، وهي من أخطر المراحل التي قد يمر بها المريض. في هذه المرحلة يفقد الشخص الحد الفاصل بين الحقيقة والخيال بشكل شبه كامل. عقله لا يخلق موقفًا عابرًا فحسب، بل يرتب له أحداثًا كاملة ويقنعه بها لدرجة أنه يعتقد جزماً أنها وقعت بالفعل. كيف انعكس ذلك على شخصية «سارة» داخل العمل؟ حرصت على أن يعيش المشاهد مع «سارة» رحلتها من الداخل، لا أن يراقبها من الخارج فقط. فالمشاهد يرى العالم من منظورها الخاص، ويشعر بما تشعر به، ويلتبس عليه التمييز بين الواقع والخيال تمامًا كما يحدث معها. ثم تأتي لحظة الانكشاف في النهاية ليكتشف المشاهد، بالتوازي مع البطلة، أن كثيرًا مما رآه لم يكن سوى انعكاس لحالة ذهانية معقدة. في رأيي، هذا يمنح القصة بعدًا إنسانيًا كبيرًا، ويجعل المشاهد أكثر وعيًا بعمق هذه المعاناة. هل تحمل الحكاية رسالة توعية حول الصحة النفسية؟ يمكن القول إنها رسالة غير مباشرة. لم أسعَ إلى تقديم محاضرة طبية، لكنني حاولت من خلال الأحداث أن أعرض صورة واقعية بقدر الإمكان، بحيث يشعر المتلقي بمعاناة من يمر بمثل هذه الحالات. أؤمن أن الدراما قادرة على فتح وعي مجتمعي، وأنها وسيلة لإيصال فكرة أن المرض النفسي ليس ضعفًا في الشخصية، بل اضطراب يحتاج إلى علاج وفهم ودعم. ما أبرز التحديات التي واجهتك أثناء كتابة هذا النوع من الدراما؟ أكبر التحديات كان في الموازنة بين الدقة الطبية والبعد الدرامي. كنت حريصًا على ألا أقدم صورة مغلوطة، وفي الوقت نفسه لا أريد أن يتحول النص إلى مادة تقريرية أو جافة. الجانب الأصعب هو الحفاظ على التشويق والإثارة، بحيث يظل المشاهد متورطًا في الأحداث حتى النهاية، قبل أن يكتشف الحقيقة. أعتقد أن هذا هو جوهر الدراما النفسية: أن يعيش المشاهد الصراع كأنه جزء منه. اقرأ أيضا: a href="https://akhbarelyom.com/news/newdetails/4655418/1/%D9%86%D8%AC%D9%88%D9%85-%D9%81%D9%84%D8%A7%D8%B4-%D8%A8%D8%A7%D9%83-%D9%8A%D9%83%D8%B4%D9%81%D9%88%D9%86-%D9%83%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%85%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%B1%D8%A7%D9%85" title="نجوم "فلاش باك" يكشفون كواليس العمل الدرامي"نجوم "فلاش باك" يكشفون كواليس العمل الدرامي