كانت لى تجربة مختلفة، زرت خلالها الشركة العربية العالمية للبصريات، إحدى القلاع الصناعية المضيئة التابعة لجهاز مشروعات الخدمة الوطنية بالقوات المسلحة. كنت أتوقع أن أرى نفس المصانع المنظمة التى شاهدتها فى زيارات سابقة، لكننى وجدت ما هو أبعد من ذلك بكثير؛ وجدت عالمًا ينبض بالانضباط والحماس الإبداعى فى آن واحد. منذ اللحظة الأولى، لفت نظرى النظام الدقيق وكفاءة التشغيل، حيث تعمل أحدث خطوط الإنتاج فى صمت مدروس، تديرها كوادر مصرية شابة وخبرات من المدنيين، تصنع أنظمة بصرية متطورة للرؤية الليلية والمراقبة، وتقدم حلولًا بصرية دقيقة تلبى احتياجات القوات المسلحة وتخدم أيضًا السوق المدنى. الأمر هنا لا يقتصر على تصنيع أجهزة، بل يتجاوز إلى بناء الثقة فى قدراتنا الوطنية. الشركة تضع البحث والتطوير فى قلب استراتيجيتها، لضمان امتلاك التكنولوجيا لا استيرادها، وهو ما يمثل ركيزة أساسية للأمن القومى. رؤية الدولة واضحة: الاعتماد على العقول المصرية، وخلق فرص عمل نوعية، وتوطين الصناعات عالية التقنية داخل البلاد. الأجواء فى المصانع تحمل رسالة صامتة لكن قوية: «هذه هى مصر التى نحلم بها»؛ مصر التى تنتج ما كان حكرًا على البعض، وتخطو بخطى ثابتة نحو العالمية، مستندة إلى مزيج من الانضباط العسكرى وروح الابتكار المدنى. خرجت من الزيارة وأنا أكثر يقينًا بأن الشركة العربية العالمية للبصريات ليست فقط مصنعًا للأجهزة، بل هى عيون مصر الذكية نحو المستقبل، وعدسة تلتقط صورة وطن قوى، يصنع تاريخه بيديه ويؤمن بأن المستقبل يُبنى هنا، على أرضه.