المهندس طارق سعد زغلول رئيس الشركة العربية العالمية للبصريات ل«المصري اليوم»: نستهدف مواكبة رؤية الدولة بدعم منظومة القطاع الصناعى

تُعد الشركة العربية العالمية للبصريات، التى تحتوى على 8 مصانع لإنتاج منتجات متقدمة تكنولوجيًا، واحدة من أقوى القلاع الصناعية فى مجال الأجهزة الكهرو بصرية «ليلية- نهارية- حرارية- ليزرية»، التى توفر احتياجات القوات المسلحة، وتُصدر جزءًا آخر إلى عدد من الدول الشقيقة والصديقة لجلب العملات الصعبة للدولة وبأعلى جودة.
حرصت «المصرى اليوم» على القيام بجولة داخل الشركة للوقوف على طبيعة العمل بداخلها، مع المهندس طارق سعد زغلول، رئيس مجلس إدارة الشركة العربية العالمية للبصريات، ومعرفة مدى مساهمتها فى القطاع المدنى والمشروعات القومية للدولة.
■ نود منكم إلقاء الضوء على نشأة ودور الشركة، وما هى أهم خطوط الإنتاج التى تملكها؟
- تأسست الشركة العربية العالمية للبصريات عام 1982 بقانون الاستثمار رقم 43 لسنة 74 كشركة استثمار مُشترك بين وزارة الدفاع، ممثلة فى جهاز مشروعات الخدمة الوطنية، بنسبة 51٪، ومجموعة تاليس الفرنسية بنسبة 49٪، وذلك بهدف الاكتفاء الذاتى لتصنيع المنتجات البصرية العسكرية الدقيقة.
وتم إنشاء الشركة العربية العالمية للبصريات انطلاقًا من مسؤولية القوات المسلحة وحرصها على الاهتمام ببناء قاعدة صناعية وإنتاجية متطورة، فهى واحدة من أقوى القلاع الصناعية فى مجال الأجهزة الكهرو بصرية (ليلية- نهارية- حرارية- ليزرية)، التى توفر احتياجات القوات المسلحة، وتُصدر جزءًا آخر إلى عدد من الدول الشقيقة والصديقة لتوفير العملة الصعبة.
أما أهم المنتجات التى تقوم الشركة بإنتاجها فى المجال العسكرى فهى تصنيع الأجهزة البصرية والكهرو بصرية وأجهزة الليزر والأجهزة الإلكترونية الدقيقة وأنظمة الاشتباك والتحكم عن بعد والأنظمة المتكاملة وأنظمة إدارة النيران لمختلف التطبيقات العسكرية، وحرصت الشركة على خدمة القطاع المدنى بمجموعة من المصانع مثل مصنع تصنيع مديولات الطاقة الشمسية، ومصنع كاميرات المراقبة التليفزيونية ومصنع تجميع الكروت الإلكترونية بأنواعها، إضافة إلى ذلك مصنع لمبات وكشافات «الليد».
أما أحدث منتجات الشركة فى القطاع المدنى فهى كاميرات المراقبة البانورامية، كشافات الطرق الليد الاقتصادية، العمود الذكى، العدادات الذكية.
وتتضمن الشركة العديد من خطوط الإنتاج المهمة التى تغطى مجالات واسعة من ورشة التصنيع الميكانيكى، حيث يتم إنتاج جميع المكونات الميكانيكية واختبارها للأجهزة البصرية والكهرو بصرية مثل أجهزة الرؤية الليلية والحرارية، وأنظمة التوجيه، وأنظمة إدارة النيران وأنظمة المراقبة.
وهناك ورشة التصنيع البصرى، حيث يتم إنتاج جميع العدسات الزجاجية ذات المواصفات العسكرية وعدسات الجرمانيوم بتكنولوجيا عالية الدقة التى تدخل فى تصنيع أجهزة الرؤية الليلية والحرارية، وأحدث خطوط تجميع الدوائر الإلكترونية بدقة تصل إلى 200.000 مكون فى الساعة الواحدة.
كما يوجد مصنع إنتاج منظومات الاشتباك والتحكم عن بعد المحملة على المركبات المدرعة والقطع البحرية لتوفير عامل الأمان الكامل للمقاتل. بالإضافة إلى خطوط تجميع الكابلات الخاصة بالمعدات العسكرية المتخصصة.
وتوجد خطوط تجميع وإنتاج الحلقات الدوارة «Slip rings» التى تدخل فى معظم الأجهزة التى تعمل بنظام الوصلات الدوارة داخل القوات المسلحة (الرادارات- منظومات التحكم والاشتباك عن بعد... إلخ).
وتضم الشركة معامل اختبار ومعايرة متطورة مختلفة تحاكى الظروف البيئية المختلفة حاصلة على شهادات جودة عالمية تضمن صلابة المنتج وكفاءته.
■ ما هى رؤيتكم لدعم منظومة القطاع الصناعى بما يتماشى مع رؤية مصر 2030؟
- رؤية الشركة بعيدة المدى تهدف دائمًا لمواكبة رؤية الدولة بدعم منظومة القطاع الصناعى، والتى تشمل تعميق الصناعة المصرية والاتجاه للتصنيع المحلى والتقليل من الاستيراد، ولذلك تشمل رؤية الشركة إنتاج منتج مصرى 100٪ من تصنيع الشركة العربية العالمية للبصريات ينافس المنتجات العالمية، والشركة الآن خطت خطوات عديدة نحو تحقيق ذلك، حيث تسعى الشركة إلى تحقيق الريادة فى مجال البصريات والإلكترونيات فى المنطقة، من خلال:
التطوير المستمر للمنتجات بالتعاون مع الشركاء المحليين والدوليين وتدريب وتأهيل الكوادر، والاهتمام بتقليل المكون الأجنبى فى الصناعة والاتجاه للاعتماد على المكون المحلى للصناعة المصرية- كما تشمل خطة مصر 2030 فى الأهداف الاستراتيجية للطاقة على زيادة المساهمة فى الناتج المحلى الإجمالى عن طريق توفير تكنولوجيا مستدامة فى مجال الطاقة المتجددة وبيعها للدول الأخرى أو عن طريق إنتاج منتجات مختلفة، مثل العدادات الذكية ومنتجات توليد الطاقة الشمسية.
وتنتج الشركة منتجات تعمل على توفير الطاقة فى مجال الطاقة المتجددة، مثل منتجات الشركة من لمبات وكشافات الطرق التى تعمل بتكنولوجيا الليد وذلك لتوفير استهلاك الطاقة، وإنشاء مصنع لتصنيع العدادات الذكية للكهرباء والمياه بالتعاون مع شركات خاصه مثل السويدى.
وإنتاج ألواح طاقة شمسية تصل ل400 وات بطاقة إجمالية 100 ميجاوات سنويًا، وبجانب تطوير منظومات إنارة الطرق تعمل بالطاقة الشمسية. وتطوير نظام إدارة للإضاءة يعمل على توفير الطاقة بخاصية خفض الإضاءة والتحكم الآلى فى مستويات الإضاءة عن بعد أوتوماتيكيًا.
ومن الأهداف الاستراتيجية فى محور الصحة، تهدف رؤية مصر 2030 إلى تعميق التصنيع المحلى وزيادة الكفاءة الطبية وتطوير المنظومة الطبية، لذلك استطاعت الشركة العربية العالمية للبصريات إنتاج كبسولة عمليات متطورة.
■ ما هو الدعم الذى توليه القيادة العامة للقوات المسلحة للشركة؟
- القيادة العامة للقوات المسلحة توفر رؤى قيّمة تساهم فى تطوير منتجات مبتكرة تلبى احتياجات القوات المسلحة المصرية على أكمل وجه، وتصدير الفائض إلى الدول الشقيقة، علاوة على ذلك تساهم القوات المسلحة بشكل فعال فى تعزيز قدرات الشركة البحثية والتطويرية من خلال توفير المعدات والخبرات المتخصصة.
■ ما هو الدور الذى تقوم به الشركة لتأهيل الكوادر العاملة بها؟
- تهتم الشركة بتوفير فرص عمل خاصة للشباب، والرجال والسيدات حديثى التخرج من فنيين ومهندسين، ونسبة العاملين فى الشركة من السيدات والآنسات 40٪ والرجال 60٪، من ضمنهم فنيون ومهندسون ومديرو إدارات، وتتعاون الشركة مع العديد من الجامعات لتدريب الطلبة فى الشركة لتأهيلهم لسوق العمل.
■ ماذا عن دور الشركة فى دعم السوق المحلية والمساهمة فى التصدير؟
- تعمل الشركة دائمًا على دعم السوق المحلية بتحقيق الاكتفاء الذاتى من المنتج العسكرى للقوات المسلحة المصرية، وتصدير الفائض للدول الإفريقية والدول الشقيقة، كما تقوم الشركة بدعم المشروعات الوطنية والمساهمة فى تحقيق الكفاءة الكاملة. وعملت الشركة أيضًا على إدخال مجالات جديدة للإنتاج والتصدير تناسب احتياجات الدول الأوروبية من مكونات أولية، مثل العدسات والمكونات الميكانيكية التى تُسهم فى إنتاج أجهزة عالية الدقة. وأهم مساهمات الشركة فى خدمة القطاعين العسكرى والمدنى خلال الفترة الماضية. تقوم الشركة بتصميم وتصنيع الأجهزة البصرية والكهرو بصرية وأجهزة الليزر والأجهزة الإلكترونية الدقيقة، وتقدم معدات ومنظومات عسكرية متطورة من شأنها تيسير مهام المقاتلين، وتمكنهم من التعامل مع الأهداف فى أصعب الظروف، فهى تقدم أجهزة أخف وزنًا وأقل حجمًا من أجل مساعدة المقاتل أثناء تنفيذ العمليات أو فى ميادين القتال، كما تتميز الشركة بإنتاج كاميرات المراقبة طويلة المدى وقصيرة المدى (نهارية- حرارية-ليلية) المدعومة بالدقة العالية، والشركة تلعب دورًا هامًا فى دعم مقومات التنمية بمصر وإسهاماتها كبيرة بالتعاون مع العديد من الوزارات والهيئات.
وتمتلك الشركة العربية العالمية للبصريات مصنع إنتاج كاميرات المراقبة التليفزيونية، الذى ينتج كاميرات مصرية هى الوحيدة الحاصلة على الاعتماد اللازم من لجنة الرصد المرئى، ونظرًا لذلك تم تكليف الشركة بتركيب الكاميرات عالية الدقة فى المشروعات القومية الكبرى، لما تتميز به من جودة عالية، وذلك بإمداد آلاف الكاميرات داخل الحى الحكومى بالعاصمة الإدارية، كما ساهمت الشركة فى تطوير الخدمات المرورية بمحافظة القاهرة، وقامت بإنارة ميدان السلام بشرم الشيخ، وغيرها من المشروعات القومية الأخرى.
وقامت الشركة أيضًا بتجهيز المتاحف الكبرى المختلفة بفاترينات عرض بمعايير عالية الدقة وتكنولوجيا حديثة لحفظ الآثار المصرية وتأمينها، فضلاً عن المساهمة فى دعم منظومة «البحث العلمى»، بالتعاون مع هيئة الاستشعار عن بُعد.
■ فى ظل رؤية القيادة السياسية لتوطين الصناعات ودعم المنتج الوطنى، ما هى اتجاهات الشركة فى الفترة القادمة لتحقيق ذلك؟
- تلعب الشركة دورًا حيويًا فى دعم الاقتصاد الوطنى من خلال توطين الصناعة، حيث تعمل على زيادة نسبة المكون المحلى فى منتجاتها، وتعزيز الصادرات المساهمة فى المشروعات القومية، وتسعى الشركة لفتح مجالات للتعاون مع العديد من الشركات والمؤسسات بالدول المختلفة لنقل التكنولوجيا وتطوير المنتجات، وتستثمر الشركة جزءًا كبيرًا من ميزانيتها فى البحث والتطوير، حيث نوفر لأفضل الكفاءات الموارد اللازمة لتطوير أفكار جديدة.
■ المشاركة فى المعارض الدولية لها أهمية كبرى، فماذا عن مشاركات الشركة فى الفعاليات الدولية (داخل- خارج) مصر؟
- تهتم الشركة بوصول منتجاتها للأسواق العالمية الخارجية، خاصة بالدول الإفريقية الشقيقة، حيث تعمل على ذلك من خلال الاشتراك فى المعارض العالمية والإقليمية الخاصة بالدفاع بكافة منتجاتها، كما تشارك فى عدة معارض خاصة بالقطاع المدنى، وللشركة دور كبير فى المشاركة بمعرض إيديكس مصر وإيديكس الإمارات، كما شاركت الشركة فى معرض الدفاع العالمى بالرياض فى السعودية.
كما شاركت الشركة فى معرض يوريستورى فى فرنسا مع الشريك الأجنبى تاليس جروب، حيث قامت الشركة بعرض منتجاتها من أجهزة رؤية ليلية وحرارية.