في حادث أبو تلات.. الراية الحمراء كانت مرفوعة قبل 3 أيام من الحادث

الإسكندرية : ‬محمد ‬مجلى ‬
تحولت الضحكات العالية إلى صراخ وعويل والفرح إلى بكاء والرحلة الجميلة إلى عزاء كبير، فكان للقدر رأيًا مخالفًا لتوقعات الجميع والتى كانت جميعها مليئة بالسعادة لمجموعة من الفتيات رسمن أحلامهن على رمال بحر عروس المتوسط لتأتى الأمواج لتمحوها وتحولها إلى ذكريات مؤلمة فى حادث مأسوى راح ضحيته 7 واًصيب 28 آخرين فى لحظة غدر فيها البحر وجعل الاسكندرانية يعيشون ليلة صعبة طويلة وحزينة.
كانت البداية عندما خرجت رحلة تحمل 150 طالبة من طالبات أكاديمية الضيافة الجوية القادمة من مدينة سوهاج إلى شواطئ عروس البحر الأبيض المتوسط لكابوس مفجع، لأسر الضحايا والمصابين وزملائهم بوجه خاص والإسكندرية وباقي محافظات الجمهورية بوجه عام، وذلك بعد أن حضرن الطالبات وقد راودهن الأمل والحلم بقضاء أمتع الأوقات، حاملين الألعاب البحرية وما يلزم من قضاء رحلة مميزة إلا أن الفصل الأخير فيها قد كُتب فيها العودة السريعة؛ إذ عدن منهن من نجت حاملة فى ذكرياتها أوجاع وأحزان ومشاهد نفسية لا تنسى بعد أن فقدن أقرب الناس لهن؛ حيث حملن 7 منهن فى صناديق ونعوش تمهيدًا للوداع الأخير بينما حملت منهن ويلات الألم بسبب اصابتهن أثناء محاولة إنقاذ زملائهن.
لقي 7 أشخاص مصرعهم غرقًا بشاطئ أبو تلات، غربي محافظة الإسكندرية، فيما أصيب 28 آخرين وانتشلت جثامين المتوفين ونقلهم إلى مشرحة مستشفى العجمى، بينما نقل 14 مصابًا لمستشفى العجمى التخصصي، ونقل 11 آخرين إلى مستشفى العامرية العام وجرى إسعاف 3 مصابين بمكان الحادث، فيما باشرت النيابة التحقيق فى الواقعة بعد تحرير المحاضر بالواقعة.
16 سيارة إسعاف
وفور وقوع حادث الغرق، أعلنت وزارة الصحة والسكان، تفاصيل حادث غرق طلاب الأكاديمية الجوية، مؤكدة أن الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس الوزراء وزير الصحة والسكان، يتابع عن كثب، الإجراءات الطبية والإسعافية المتخذة لتقديم الرعاية العاجلة لمصابي حادث غرق عدد من الطلاب، الذي وقع السبت الماضي، بشاطئ «أبو تلات» في منطقة العجمي بمحافظة الإسكندرية، ضمن رحلة تابعة لإحدى الأكاديميات المتخصصة في الضيافة الجوية.
وأكدت وزارة الصحة، في بيانها، أن هيئة الإسعاف المصرية وقطاع الرعاية العاجلة والطوارئ قد استجابا فورًا للبلاغ الوارد، حيث تم الدفع ب16 سيارة إسعاف مجهزة بالكامل إلى موقع الحادث، لضمان نقل المصابين بسرعة وكفاءة عالية، وأسهمت هذه الجهود في إسعاف 3 مصابين بموقع البلاغ، ونقل 13 مصابا إلى مستشفى العجمي التخصصي، و8 آخرين إلى مستشفى العامرية العام، حيث يتلقون حاليًا العلاج اللازم وفقًا لبروتوكولات التعامل مع حالات الإسفكسيا الناتجة عن الغرق، تحت إشراف فرق طبية متخصصة.
وأعربت الوزارة عن عميق حزنها لفقدان 7 أرواح في هذا الحادث المؤسف، مع تقديم خالص التعازي لأسر المتوفين، وتمنياتها بالشفاء العاجل للمصابين.
وأكد الدكتور خالد عبدالغفار؛ التزام الوزارة بتوفير كافة الإمكانيات الطبية واللوجستية لدعم المصابين وعائلاتهم، مع استمرار المتابعة الدقيقة لتطورات الحالة الصحية للمصابين ومازالت فرق الإنقاذ تتعامل مع الحادث وجاري المتابعة .
ودعت وزارة الصحة والسكان، الجمهور إلى الالتزام بإرشادات السلامة على الشواطئ، خاصة خلال الرحلات الجماعية، لتجنب مثل هذه الحوادث المؤلمة.
أسماء الضحايا والمصابين
ووفقًا للبيانات الصادرة عن الجهات المعنية؛ فتم الإعلان عن أسماء ضحايا الحادث الأليم والبالغ عددهم 7 ضحايا وهم كل من: حبيبة السيد بخيت، 17 سنه متوفاة، ونور ممدوح عبد، حوالى 16 سنة متوفاة، وسلمى عصام ديب الله 17 سنة متوفاة، وفارس ياسر 17 سنة، متوفى، ويسا ساويرس 17 سنة متوفاة، وأمين محمد أمين 19 سنة متوفى، انتشل فى اليوم الثاني من وقوع الحادث، بالإضافة إلى جثة لشخص مجهول الهوية، يبلغ من العمر 20 سنة، جميعهم تم إيداعهم بمشرحة مستشفى العامرية العام، تحت تصرف النيابة.
وجاءت أسماء المصابين الذين تم إيداعهم بمستشفى العامرية العام وهم كل من: صهباء ناصر عبدالله 16 سنة، وريهام احمد محمود 17 سنة، واسماء انور 16 سنة، وآيه 17 سنة، وآلاء بليغ حمدي، ورحمه أحمد 17 سنة، وشهد رجب ناصر 16 سنة، جميعهم يقيمون بمحافظة أسوان، ورانيا حمدي السيد 24 سنة، محافظة الفيوم، واسماء سعد علي 23 سنة، محافظة سوهاج، وتبين أن حالتهم الطبية غير مستقرة وتم حجزهم بمستشفى العامرية العام لإجراء التحاليل والفحوصات الطبية، ومجهول حوالي 20 سنة، وصل في النزع الأخير نتيجة التعرض للغرق حيث توفى بعد محاولات إسعافه».
كما تم إيداع مصابين آخرين بمستشفى العجمى التخصصي وهم كل من: سمر فراج عبد الفتاح 18 عاماً، وندى ياسر السيد 17 عاماً، وملك عهد وائل 16 عاماً، و أمنية جمال فتحي 15 عامًا، وهدى علاء محمود 16 عامًا، وبسمة ممدوح محمود 20 عامًا، وخديجة عاطف عيد، 17 عامًا، وسارة فتحي، 19 عامًا، وحبيبة عزت 16 عامًا، ويمنى عبد طلعت 17 عامًا، ونورهان علاء عبد الحميد 18 عاماً، وملك سام عبد المولى 17 عاما، وياسمين فوزي عطية 17 عامًا، ودنيا عبد الجليل يوسف 16 عامًا.
النيابة تجرى تحقيقاتها
من جانبها باشرت نيابة العامرية أول الجزئية التحقيق تحت إشراف المستشار أحمد شوربة، المحامى العام الأول لنيابات استئناف الإسكندرية، التحقيق فى الواقعة، والتي بدأت بتسلم كشوف بأسماء المتوفين والمصابين والتعرف على سبب الرحلة واستدعت مسئولي الرحلة والمشرفين لسؤالهم وكذا عمال ومتعهدي الشاطئ للوقوف على ملابسات وظروف الحادث.
وأمرت النيابة العامة بتسليم جثامين الضحايا لذويهم بعد ورود تقرير الطب الشرعي، وتقرير مفتش الصحة الذي انتدب لتوقيع الكشف الطبي على المتوفين فور وصولهم إلى المشرحة، كما استمعت النيابة إلى المصابين ممن سمحت حالتهم الطبية باستجوابهم لمعرفة أسباب وقوع حادث الغرق الجماعي.
كما استعلمت النيابة من مسئولي الشاطئ عن أسباب وقوع حالات الغرق ومدى توافر إجراءات السلامة والإنقاذ وحالة البحر والرايات الدالة على حالته، وإذا ما كانت هناك مخالفة لتعليمات نزول البحر من عدمه.
أشارت التحريات، إلى أن جميع الفتيات من محافظة سوهاج وأنهن حضرن ضمن معسكر صيفي تابع لأكاديمية وأنهن توجهن صباح السبت الماضي إلى الشاطئ كجزء من البرنامج الترفيهي على هامش المعسكر، بينما أشار مشرفو الرحلة؛ أن فتاة حاولت النزول فجرفتها الأمواج وحاول زملاؤها اللحاق بها فغرق 7 وأصيب 28 آخرين.
ففى الوقت الذي وطأت فيه أقدام طلاب الأكاديمية الجوية، شاطئ أبو تلات التابع لقطاع الشواطئ الغربي والعجمى فوجئوا برفع الرايات الحمراء، خاصة أنه من الشواطئ المفتوحة وأن التيارات الهوائية قوية ما دفع المسئولون عن الشاطئ من المنقذين المتخصصين والغواصين المتواجدين على التأكيد بأن نزول البحر أمر فى غاية الصعوبة وغير مسموح النزول مطلقًا، إلا أنهم فوجئوا بحالة هرج ومرج واندفاع كبير من جانب المتواجدين على الشاطئ فسارعوا بالنزول بعد اكتشافهم وجود حالات غرق لزملائهم الذين نزلوا إلى البحر.
ممنوع نزول البحر
قال محمد. ر، أحد المنقذين على الشاطئ أنه منذ قدوم الرحلة وتم التنبيه عليهم بعدم النزول إلى البحر، مشيرين إلى وجود تيارات هوائية شديدة وارتفاع فى أمواج البحر، وأن المنطقة بها أعمال سحب كبير وأنه غير مسموح النزول للبحر تجنبًا لحدوث أي حالات غرق.
وأضاف خلال تصريحات ل»أخبار الحوادث»: أن مشرفي الرحلة تعهدوا بعدم النزول وأنهم سيكتفون بالتدريب على الرمال خاصة وأن معظمهن طالبات فى أكاديمية الضيافة الجوية بسوهاج، مشيرًا إلى أنهم فوجئوا بنزول إحدى الطالبات ثم تبعها اندفاع العشرات، موضحًا أنه وزملاءه ممن تواجدوا على شاطئ أبو تلات والشواطئ الملاصقة سارعوا بالنزول لإنقاذ ما يمكن إنقاذه ممن حاولنوا النزول لإنقاذ زميلتهم.
وأوضح المنقذ بشواطئ أبو تلات؛ أن اندفاع الطالبات والمشرفين بهذه الصورة كان سببًا فى حدوث حالة هرج ومرج وهو ما زاد من حالات الغرق التي وقعت وبلغت 7 حالات فيما انقذ أكثر من 25 آخرين ونقلوا جميعًا إلى المستشفيات لتلقى العلاج اللازم.
والتقط زميله محمود .ع، منقذ بشواطئ العجمى؛ أنه رفعت الرايات الحمراء على شواطئ القطاع الغربي للإسكندرية والعجمى وأبو تلات وضواحيهم، ما يعنى صعوبة نزول البحر بصورة قاطعة بسبب ارتفاع الأمواج لخطرها على الرواد، لافتًا إلى أن الجميع كان فى وضع الاستعداد من أجل تأمين جميع الرواد.
ونوه إلى أنه رفعت الرايات الحمراء قبل 3 أيام من وقوع حادث الغرق، وأشار إلى وصول الرحلة التي كانت تضم نحو 150 فتاة وشابا صغار السن وبعض المشرفين التابعين لإحدى الأكاديميات التعليمية الخاصة والذين أكدوا أن تواجدهم على الشاطئ سيقتصر على أداء الأنشطة الصيفية، إلا أن طالبة غافلت الجميع ونزلت البحر فسحبها التيار وتبعها مجموعة كبيرة من أفراد الرحلة.
ناجيات من الغرق
فى الوقت الذي رقدت فيه الطالبة نانسي محمد، مصابة فى حادث غرق أبو تلات، بإحدى غرف المستشفى، وبعد أن بدأت فى التعافي من الإصابة التي لحقت بها بعد اندفاعها رفقة زملائها لنزول البحر وإنقاذ زميلتهن، أكدت أنها عاشت لحظات صعبة لا تنسى.
وأوضحت؛ أن إحدى الطالبات نزلت البحر فشاهدناها تصارع الغرق فتوجه العشرات لنزول البحر لإنقاذها من الغرق لكن التيارات الهوائية كانت قوية وشاهدت البعض يصارع الموت الذي خطف 7 من زملائنا داخل بحر أبو تلات.
وقالت الطالبة ندى محمد، من الناجيات، إن بعضا من الطالبات أصيبن بحالة نفسية سيئة نتيجة مشاهدة زملائنا يصارعون الغرق وأنها لا تصدق ما حدث من وداع 7 زملاء غرقًا وإصابة 28 آخرين، موضحة أن عدد الضحايا كان من الممكن أن يرتفع لولا العناية الإلهية ثم تدخل المنقذين.
شهود عيان
قالت راجية ناجي، أحد شهود عيان الواقعة: إن واقعة غرق طلاب سوهاج من الوقائع المؤلمة، مشيرة إلى تواجدها على الشاطئ لحظة وقوع الحادث وغرق الطلاب، مؤكدة أن الوضع كان لطيفًا والجميع كانوا مستمتعين رغم تحذيرات عدم نزول البحر ففضل الكثيرون الاكتفاء بالتواجد على الشاطئ وعدم المخاطرة بنزول البحر فى ظل رفع الرايات الحمراء.
وأضافت؛ فجأة وبدون سابق إنذار تبدل الحال فعلا صوت الصرخات والبكاء من جانب عشرات الطالبات اللاتي وقفن على البحر للنداء على زملائهن الذين كانوا يواجهون تلاطم الأمواج السريعة والتي ابتلعت منهم 7 ضحايا فيما تم انقاذ باقي زملائهم فى مشاهد لن تمحى من الذاكرة.
والتقط محمد محمود، أطراف الحديث، ليكشف عن هول المشاهد الصعبة والمؤلمة والحزينة على الجميع، مؤكدًا أنه كان من الصعب مشاهدة الضحايا والمصابين واحد تلو الآخر وهو ملقى على الرمال لا يتنفسون بعد غرق البعض وانقاذ البعض الآخر.
ليلة صعبة
وقضى أهالي وأسر الطلاب الضحايا والمصابين ليلة صعبة قبل التصريح بخروج جثامين المتوفين من المشرحة وتسليمهم لذويهم؛ حيث لازم أهالى المصابين ذويهم داخل مستشفى العجمى التخصصي والعامرية العام، بينما جلس أهالى الضحايا أمام المشرحة لتسلم ذويهم.
وبعد مرور يوم كامل على إعلان الحادث، فوجئ المنقذون المتخصصون والغواصون المتواجدون على الشواطئ بظهور جثة جديدة تطفو على سطح المياه وتم انتشالها وإيداعها المشرحة لاستكمال الإجراءات القانونية حيال الواقعة.
ومن جانبه أكد الكابتن إيهاب المالحي، قائد غواصي الخير المتطوعين فى الإسكندرية؛ أن حادث غرق 7 و إصابة 28 آخرين خبر مؤسف وحزين، مشيرًا إلى أن القدر كان رحيمًا حيث أنقذ نحو 136 آخرين من الرحلة جميعهم نزلوا البحر خلف زملائهم وتدافعوا وكان من الممكن أن يرتفع عدد الغرقى لأكثر من ذلك، موجهًا عزائه لأسر الضحايا وامنياته بشفاء المصابين.
وقال قائد غواصي الخير، خلال تصريحات ل»أخبار الحوادث»: إن بعض المنقذين شددوا على مشرفي الرحلة بعدم النزول، لكن إحدى الفتيات نزلت وتبعها الباقون، مؤكدًا أن أمواج البحر كانت مرتفعة، مشيرًا إلى أن البحر فى أبو تلات بها بركة غويطه وأن الفتيات والشباب لا يعرفون السباحة فغرق 7 بينما انقذ باقي زملائهم.
وأكد أن شواطئ العجمى من الشواطئ المفتوحة واي نسمة هواء تكون سببًا فى ارتفاع الأمواج بصورة كبيرة، معبرًا عن حزنه من السماح بنزول هذا العدد الكبير فى البحر ما تسبب فى غرق 7 أشخاص.
ومن جانبه وصف اللواء جمال رشاد، رئيس الإدارة المركزية للسياحة والمصايف السابق بالإسكندرية، حادث غرق الطلاب بأنه مشهد موجع للقلب وأن مشاهد سقوط الفتيات والشباب واحد تلو الآخر في مياه البحر مرعب بشهادة من تواجدوا بمكان الحادث، معربًا عن حزنه الشديد لوفاة الطلاب مقدمًا العزاء لأسر الضحايا وتمنى الشفاء للمصابين.
وأوضح خلال منشور وضعه على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي على فيس بوك؛ حدود المسئولية لكل طرف تسبب بشكل مباشر أو غير مباشر في الكارثة والفاجعة التي حدثت وكان أولها أن مستأجر الشاطئ تقع عليه المسئولية بسبب مشاهدته خطورة السباحة في بحر هائج ولم يمنع الناس من النزول يتحمل المسئولية الاولى ولا بد من محاسبته.
وأضاف رئيس الإدارة المركزية للسياحة والمصايف السابق؛ أن ما يشغل بال مستأجري الشواطئ زيادة الإيرادات بغض النظر عن أرواح المواطنين فكان من الخطأ صدور قرار سحب المشرفين من على شواطئ خط العجمي وهم ضباط متقاعدين يتميزون بالضبط والربط والتحمل ويجيدون التعامل مع المواطن والمستأجر على حد سواء، فكان لنا تحفظ على قرار سحبهم وإلغاء تعاقداتهم، لذلك اعتبر عدم تواجدهم لإحكام السيطرة علي انضباط الشواطئ والابلاغ عن حالة البحر ونسب الاشغال والتحقق من تواجد المنقذين المؤهلين علي الشواطئ من واقع تحقيق الشخصية الخاصة بهم هو السبب الثاني فيما حدث، بالرغم من استبدال هؤلاء الضباط بموظفين لم يثبت كفاءتهم ولا سيطرتهم.
وأشار إلى أنه، ثبت تواجد عمال إنقاذ على الشاطئ محل الفاجعة ولكن للأسف تبين انهم تابعين للمستأجر وقد يكون بعضهم عامل شماسي وتحول لعامل انقاذ وهم غير مؤهلين، كنت أتمنى ان يكونوا من هؤلاء الغطاسين الذين تم تأهيلهم بواسطة المحافظة أسوة بغطاسي شواطئ وسط وشرق المدينة لأن شواطئ غرب المحافظة هي الاخطر من حيث طبيعتها كشواطئ مفتوحة .
ولم يعف اللواء جمال رشاد، مسئولى رحلة الطلاب من المسئولية فكان لزامًا عليهم المحافظة على أرواحهم ومنعهم من النزول الى مياه البحر وقت ارتفاع امواجه واضطرابه، ولكن لكل أجل كتاب.
غلق الشاطئ
من جانبه أعلن الفريق أحمد خالد، محافظ الإسكندرية، غلق شاطئ أبو تلات والشواطئ المجاورة بشكل مؤقت ولحين انتهاء التحقيقات الخاصة بحادث غرق الطلاب، مؤكدًا أن عدد المنقذين بالشاطئ بلغ 4 منقذين فقط.
وأكد محافظ الإسكندرية؛ سيكون هناك حذر كبير فى التعامل مع الشواطئ المفتوحة، وأنه سيتم الاستمرار فى تأهيل أكبر عدد ممكن من المنقذين والغطاسين وحذر مرتادي الشواطئ من عدم الإلتزام بالتعليمات والنزول فى غير الأوقات المحددة والمسموح فيها ومتابعة حالة البحر.
وأعرب محافظ الإسكندرية عن خالص تعازيه لأسر الضحايا الذين بلغ عددهم 7 حالات وفاة، متمنيًا الشفاء العاجل للمصابين، مؤكدًا أن المحافظة تتابع عن كثب تطورات الموقف بالتنسيق مع كافة الجهات المعنية.
وناشدت محافظة الإسكندرية جميع المواطنين والمصطافين بالالتزام التام بتعليمات السلامة على الشواطئ، ولاسيما خلال الرحلات الجماعية، حفاظًا على الأرواح وتفاديًا لوقوع مثل هذه الحوادث المؤلمة.
وحرص الغريق أحمد خالد، على زيارة المصابين بمستشفى العامرية العام بنطاق حي عامرية أول، وذلك للاطمئنان على حالتهم الصحية والتأكد من تلقيهم الرعاية الطبية الكاملة، وذلك بحضور نائبة المحافظ، والسكرتير العام المساعد، وعدد من القيادات التنفيذية المعنية بالمحافظة.
وخلال الزيارة، تفقد محافظ الإسكندرية غرف المصابين واطمأن على استقرار حالتهم الصحية، حيث أكد الفريق الطبي بالمستشفى أن جميع الحالات قد تعافت تماما وتقرر خروجهم من المستشفى بعد تلقيهم الرعاية اللازمة والاطمئنان على سلامتهم.
كما استجاب المحافظ خلال جولته لشكوى طبية تقدم بها أحد المواطنين داخل المستشفى، ووجه الفرق الطبية والأجهزة التنفيذية المختصة بسرعة التعامل الفوري معها وتقديم الرعاية اللازمة، مؤكداً أن خدمة المواطنين والتجاوب مع احتياجاتهم الصحية تأتي على رأس أولويات المحافظة.
وشدد المحافظ على تحذيراته من النزول إلى شاطئ البحر في ظل رفع الرايات الحمراء التي تشير إلى خطورة السباحة وارتفاع الأمواج، مؤكدًا أن الالتزام بالتعليمات الصادرة من الأجهزة المعنية هو الضمان الأول للحفاظ على الأرواح.
كما نعى الفريق أحمد خالد، محافظ الإسكندرية، ضحايا الحادث الأليم الذي وقع بشاطئ «أبو تلات» بمنطقة العجمي، حيث تقدم بخالص العزاء والمواساة إلى أسر الضحايا، داعيًا المولى عز وجل أن يتغمدهم بواسع رحمته، ويسكنهم فسيح جناته، ويلهم ذويهم الصبر والسلوان، وأن يمنّ على المصابين بالشفاء العاجل.
من جانبه أكد العميد أحمد إبراهيم، رئيس الإدارة المركزية للسياحة والمصايف، أنه أخطرت كافة الشواطئ بمنع نزول الرواد والمصطافين إلى شاطئ أبو تلات وشواطئ العجمى المفتوحة وذلك حرصًا على حياة الزائرين وسلامتهم.
وناشد رئيس الإدارة المركزية للسياحة والمصايف، المصطافين بضرورة الالتزام بكافة التعليمات التى يعلنها رجال الإنقاذ المتواجدين على الشواطئ وعدم نزول البحر حال رفع الرايات الحمراء والاستمتاع بالجلوس على الشواطئ.
اقرأ أيضا: تأخر عن زيارتها| أم بالإسكندرية تعتدي على نجلها بشومه حتى وفاته
البلاغ
وتلقت مديرية أمن الإسكندرية، إخطارًا من قسم شرطة الدخيلة، يفيد بورود بلاغ من شرطة النجدة، عن وقوع حالات غرق بشاطئ أبو تلات، غرب الإسكندرية، وتم الدفع بالأجهزة الأمنية المعنية ورجال الإنقاذ النهري وتم استخراج جثامين 6 طلاب بينهم 3 فتيات و3 شباب قبل أن تستخرج جثة فى اليوم التالى.
تحرر محضر بالواقعة واخطرت نيابة العامرية أول للتحقيق فى الواقعة واتخاذ ما يلزم قانونّا حيال الواقعة.
وأعلنت أكاديمية الضيافة الجوية، تعليق أنشطتها لمدة 10 أيام حدادا على أرواح ضحايا حادث الغرق فى أبو تلات منطقة غرب الإسكندرية.
ومن جانبها أكدت الدكتورة فايزه زايد مدير مديرية التضامن الاجتماعي بالاسكندرية، أنه ووفقا للإخطار الوارد من مركز السيطرة و الذي يفيد بوجود حالات غرق و إصابات ناتجة عن غرق بشاطئ أبو تلات (2) قى نطاق حى العجمى وباشراف ومتابعة مدير إدارة الحماية ومسئول الإغاثة بالمديرية توجهت على الفور فرق الإغاثة بالمديرية وإدارتى العجمي والعامرية الاجتماعية إلى موقع الحادث ومستشفى العامرية و مستشفى العجمي.
وأوضح بيان مديرية التضامن الاجتماعي الإسكندرية؛ تواجد عدد 130 طالبا ضمن رحلة طلبة اكاديمية الطيران Acs بسوهاج وأن مسئولى شاطى أبو تلات (2) رفعوا الراية حمراء وتم تحذيرهم من قبل الانقاذ بخطورة السباحة بالشاطئ إلا انهم نزلوا مما أسفر عن الحادث.