منذ انطلاقها لم تكن إذاعة القرآن الكريم مجرد وسيلة إعلامية تبث التلاوات العطرة على أثيرها، بل تحولت إلى مدرسة كبرى لتعليم الناس معاني الوسطية، وإلى منارة تحمل صوت الأزهر الشريف إلى العالم، في مواجهة تيارات الغلو والتطرف والانغلاق. تصدرت الإذاعة خطاب «الإسلام الوسطي» وتجنبت التطرف، عبر برامج تفسيرية وعقائدية ورؤية فقهية توعوية، حتى مع بعض التعديلات الطفيفة في عصور سابقة، حافظت على التوازن دون أن تتحول إلى مؤسسة سياسية أو تجارية. ◄ اقرأ أيضًا | ناصر أطلقها والسيسي يقود ثورتها الرقمية| إذاعة القرآن الكريم.. صوت مصر الروحي اعتمدت إذاعة القرآن الكريم منذ تأسيسها على منهج الأزهر الشريف، فبرامجها لا تنحاز لفكر متشدد، بل تبسط المعاني وتشرح القضايا الدينية برؤية وسطية متوازنة. من خلال البث الموجَّه والأقمار الصناعية، وصلت تلاوات الإذاعة إلى أصقاع الأرض، فصار صوتها جزءًا من الذاكرة الروحية لملايين المسلمين في آسيا وإفريقيا وأوروبا. وهذا الحضور لم يكن مجرد نشر للتلاوة، بل كان نشرًا لثقافة الاعتدال المصرية التي يتبناها الأزهر.