كانت مصر الأسبق فى العلوم والثقافة والإعلام والفكر والفنون فى المنطقة العربية والاسلامية. لا أتحدث عن تاريخنا الفرعونى القديم، بل أتحدث عن عصرنا الحديث منذ مائة عام أو يزيد. وكانت منارة لهم سواء أتوا اليها او ذهبنا إليهم لتعليمهم. وكان تراثها ذخيرتها الحية الباقية حتى فى نفوسهم. إلى أن جاءت الثمانينيات، وتمكن البعض من ضعاف النفوس من سرقة هذا التراث، وتهريبه الى بعض الدول، بل واحتكاره فى النشر والاذاعة والقنوات الفضائية! من ذلك التراث السينمائى «الافلام القديمة»، والغنائى «أغانى أم كلثوم»، الذى بنت عليه هذه القنوات شهرتها وسمعتها! اليوم أثلج صدرى التحرك الواعى للدولة المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى، وتوجيهه برقمنة تراث مصر. الرئيس السيسى، طالب وزير الاتصالات عمرو طلعت، ورئيس الهيئة الوطنية للإعلام أحمد المسلمانى، واللواء محسن عبد النبى، مستشار رئيس الجمهورية للإعلام، بإنشاء المنصة الرقمية بالهيئة الوطنية للإعلام. وتهدف الى الحفاظ على تراث الإذاعة والتليفزيون المصرى، من خلال تحويل جميع الأشرطة الإذاعية والتلفزيونية التابعة للهيئة إلى وسائط رقمية، واستثمار هذا المحتوى، وإعداد الموقع العالمى لإذاعة القرآن الكريم، وذلك من أجل حفظ تراث القراء والمبتهلين، وحماية البرامج العديدة التى تعاقب بثها فى إذاعة القرآن الكريم منذ تأسيسها عام 1964، وكانت تهدف إلى مواجهة تحريف المصحف الشريف. لا أريد أن أعود إلى الوراء، لكن تهريب أشرطة التراث الفنى والغنائى جريمة لا تسقط بمرور الزمن، وأطالب بمحاسبة كل مَن تسبب فى سرقة هذا التراث وملاحقته جنائيًا، لأنه سرق عقل مصر وفكرها، وقدمه كسلعة مقابل ثمن رخيص، ويجب أن نعلم أن حقوق الملكية الفكرية تعطى مصر، وحدها، حق استغلال هذا المنتج الفكرى والثقافى والفنى. وأعتقد أن الخطوة التى بدأها الأخ المسلمانى باستقبال وتكريم أسر عمالقة مصر فى الفن والابداع والتلاوة، خطوة موفقة، تتيح له توفيق أوضاع تراثنا المنهوب، وأيضًا حماية قوة مصر الناعمة. دعاء: اللهم لك الحمد والشكر.