توجيهات الرئيس السيسى نحو حماية تراث كبار القراء هى رسالة تقدير للأصوات التى صدحت بآيات الله، ورسالة للأجيال القادمة بأن مصر لا تنسى رموزها ولا تفرط فى تراثها، القرار الذى اتخذه الرئيس السيسى لا يعنى فقط صون تسجيلات قديمة، بل هو استثمار فى الوجدان الجمعى للأمة، فالأصوات التى شكلت وجدان المصريين والعرب ستظل مصدر إلهام روحى وجمالى، وحمايتها تعنى حماية قيمة ثقافية وإنسانية باقية، اهتمام الرئيس السيسى للدور الحقيقى للإعلام المصرى وأهميته تبرهن دوما على مدى معرفة الرئيس بالدور الحقيقى، الذى يجب أن يحققه الإعلام، قرار حماية التراث المصرى هو نهج يرعاه الرئيس السيسى لأنه يؤمن بقيمة تاريخنا الحضارى والثقافى والدينى، «ماسبيرو» يضم كنوزًا ثمينة من تسجيلات نادرة للقراء، بعضها لم يُذع سوى مرات قليلة. وحماية هذه الكنوز تستلزم الإسراع بعمليات الرقمنة الحديثة لحفظها من التلف، وإتاحتها للأجيال الجديدة عبر المنصات الرقمية، بما يواكب التطور التكنولوجى العالمى، كما يسهم ذلك فى تجديد حضور مدرسة التلاوة المصرية، التى لطالما مثلت النموذج الأرفع للتجويد والإتقان، فمنذ تأسيس الإذاعة المصرية فى ثلاثينيات القرن الماضى، لعب كبار القراء أمثال الشيخ محمد رفعت، والشيخ مصطفى إسماعيل، والشيخ عبد الباسط عبد الصمد، والشيخ محمود خليل الحصرى، وغيرهم، دورًا محوريًا فى نشر القرآن الكريم بأسلوب متميز يجمع بين جمال الصوت ودقة الأداء، حتى صاروا رموزًا عالمية ومراجع للتلاوة الصحيحة، هذا التراث لم يكن مجرد أصوات خاشعة، بل أصبح جزءًا من الهوية المصرية وصورة حضارية عبرت حدود الزمان والمكان، ووصلت إلى ملايين المسلمين حول العالم، ربما هى البداية التى ننتظرها لصون تراث ماسبيرو كله وما أقيمه.