لا يزال المشهد الجارى على مرأى ومسمع من العالم كله خلال الأيام والأسابيع والشهور الماضية، مستمرًا فى تعدد الجرائم وعمليات القتل والتدمير والإرهاب التى يمارسها الكيان الصهيونى الإرهابى ضد الشعب الفلسطينى فى غزة والضفة الغربية، رغم ما يثيره من موجات غضب وألم فى الرأى العام كله، وبالرغم مما يبعثه لدى كل الشعوب من استنكار ورفض لكل الجرائم وعمليات القتل الجماعى التى تقوم بها قوات هذا الكيان الإرهابى دون رادع أو مانع. ولكن المشهد كان ولا يزال كاشفًا عن مدى الخداع والمراوغة التى تمارسها بعض القوى الدولية الكبرى وعلى رأسها الولاياتالمتحدةالأمريكية، التى دأبت على تكرار رغبتها اللفظية فى وقف إطلاق النار ووضع حد لحرب الإبادة وحرب التجويع، فى كلمات وتصريحات طنانة دون فعل حقيقى أو تحرك فاعل. وأحسب أنه أصبح جليًا أننا لن نرى تحركًا فاعلًا من هذه الدول لوقف إطلاق النار وتوقف الحرب فى غزة فى القريب العاجل، رغم كل التصريحات الصادرة عن الولاياتالمتحدة التى تؤكد قرب التوصل إلى بدء الهدنة ووقف إطلاق النار خلال أيام. والواقع يؤكد أن تلك التصريحات هى مجرد كلمات دون مضمون، لتهدئة الرأى العام الإقليمى والدولى، المطالب بضرورة وقف إطلاق النار، ووضع حد لحرب الإبادة والتجويع التى تمارسها إسرائيل ضد الشعب الفلسطينى. وفى تقديرى أن هذا الكيان الإرهابى العنصرى المتطرف الصهيونى المسمى إسرائيل، لن يتوقف عن جرائم القتل والتدمير والإبادة، التى يمارسها الآن وطوال الأيام والأسابيع والشهور الماضية فى غزة والضفة - طوعًا على الإطلاق، ولن يستمع إلى النداءات المتكررة لوقف إطلاق النار، ووقف حرب الإبادة بالقتل والتجويع التى يشنها على الشعب الفلسطينى دون ضغط حقيقى وفاعل من جانب الولاياتالمتحدةالأمريكية، التى هى السند الرئيسى والداعم القوى والأساسى له فى كل أفعاله وسياساته وتوجهاته العدوانية والتوسعية. وأحسب أنه بات مؤكدًا للجميع فى منطقتنا وفى العالم كله أن الموقف الأمريكى هو الداعم الرئيسى لإسرائيل فى عدوانها على الشعب الفلسطينى، وهو المؤيد والمساعد لها فى تحقيق أهدافها المعلنة لتصفية القضية الفلسطينية والاستحواذ والسيطرة على كل الأراضى الفلسطينية المحتلة،..، وأن أمريكا هى التى تستطيع الضغط على إسرائيل لوقف ذلك،..، هذا إن أرادت صدقًا وحقًا.