رغم موهبته الفذة التى اعترف بها المنافسون قبل المساندين فإن أهم صفة تحلى بها محمود عبدالرازق «شيكابالا» هى الجوانب الإنسانية.. ولن نحتاج لشحذ الذاكرة للتدليل على هذه الخصلة الحميدة التى قلما توافرت فى الكثير من نجوم كرة القدم.. ولم يكن خافيا أن الغزال الأسمر يتجه للاعتزال نهاية الموسم فإنه فضل تقديم زميله محمد عبدالشافى صاحب الخلق الرفيع لاستلام كأس مصر الأخيرة.. لن تغلق صفحة «الجنوبى» بل تنتظره أدوار أخرى لا تقل أهمية عن اللعب وإحراز الأهداف وصناعتها فإن وجوده داخل غرفة الملابس يحتاج لشخص بمعايير أخلاقية متفردة فهو القائد المحبوب الذى يستطيع أن يجمع الشتات حوله فى زمن عز فيه الانتماء والولاء.. وإذا كان البعض قد فقد الانتماء للكيان والجرى وراء العائد المادى الكبير فإن شيكا بسماته الذاتية قادر على التفاف اللاعبين من أبناء النادى والقادمين من خارجه حول الكيان.. قد يقول البعض إن شيكا كان موجودا على مدار 22 عاما فى الزمالك ومع ذلك ظلت الفتنة نائمة وصاحية فى غرفة الملابس.. لكن المؤكد أن دوره وهو مدير كرة مثلا سيكون مختلفا عن دور اللاعب الذى يسعى لتحقيق طموحاته والتى تصطدم برغبات الآخرين كمن يشاركه فى مركزه وسط الملعب. الآن يستطيع شيكا أن يكون الأخ الأكبر لكل اللاعبين النجوم والمغمورين وسيعطيهم القدوة والمثل الأعلى خاصة فيما يتعلق بالجانب المادى الذى أصبح شعار كل من يرتدى فانلة الكرة فى الزمالك أو غيره سيكون النجم الأسمر قريبا من إخوته الذين زاملهم لسنوات طوال وأبنائه القادمين من قطاع الناشئين.. سيسعى لحصول الجميع على مستحقاته بالعدل وبنفس حجم العطاء الذى يقدمه للفريق واسم وتاريخ القلعة البيضاء على مدار أكثر من مائة عام، ومن المؤكد أن شيكا هو الأقرب لمشاعر الجماهير التى تجرعت الصبر سنوات طوال من أجل الحصول على بطولة.. ولولا كأس مصر لخرج الزمالك صفر اليدين من البطولات الموسم المنتهى.. وبالتالى يصبح وجوده نقطة إيجابية فى إدارة منظومة كرة القدم بشرط أن يتعلم ويدرس ويستفيد من تجاربه السابقة فلن يقبل منه تصرف من التصرفات الصبيانية التى مارسها كثيرا عندما كان يذهب إلى أسوان ويختفى طويلا دون أن يعرف عنه أحد شيئا.. قصة الحب بين شيكا والجماهير واللاعبين وحتى الإدارات المتعاقبة قد تكون ترياق الحياة لنجم أهمل موهبته التى قد تجعله بين الكبار فى العالم بشهادة من عرفوه وتابعوه من النجوم وبينهم هنرى ميشيل الذى وصفه بحادثة كروية لا تحدث إلا كل 20 عاما.. وهو أيضا الموهبة التى أجمع عليها نجوم الأهلى والزمالك وباقى الأندية.. كان سحب رقم «10» من الفريق فى الموسم القادم نوعا من الاعتراف بفضل شيكا بعد ما حصل مع النادى على 18 بطولة خاض خلالها 393 مباراة وسجل 70 هدفا وصنع 88 ولعب مع منتخب مصر 32 مباراة واكتفى بهدفين!! وهو حصاد هزيل جدا على المستوى القومى.. كل التمنيات الطيبة فى القادم.