في منحني غير متوقع للأحداث في الحرب على إيران، فوجئ العالم كله بالرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» يطلق صيحات ونداءات السلام ووقف إطلاق النار، فى الحرب بين إيران وإسرائيل، في الوقت الذي كانت فيه كل التوقعات تشير إلى أن المنطقة تزداد اشتعالا، وأن الحرب ستشهد المزيد من النيران على كل جبهات القتال. كانت إيران قد نفذت ردها الانتقامى ضد القواعد العسكرية الأمريكية بالمنطقة، بعد يومين من الهجوم الأمريكى على منشآتها النووية الثلاث وتدميرها. وجاء الهجوم الصاروخى الإيرانى الذى أطلق عليه «بشائر النصر» على قاعدة العيديد الأمريكية فى قطر، وسط حالة من الاستنفار الكامل فى القواعد الأمريكية بالمنطقة، شملت العراق والبحرين وقطر والامارات وسوريا. وفي ظل هذا التصعيد العسكرى كان المتوقع أن يزداد الموقف التهابا، خاصة وأن أمريكا أصبحت متورطة بالكامل فى الحرب على إيران وأضحت طرفا أساسيا فيها بالهجوم المباشر على إيران،..، وهو ما دفع إيران إلى الرد المباشر عليها ومهاجمة أقوى القواعد الامريكية بالمنطقة وهى قاعدة «العيديد» القطرية. ووسط هذه الأحداث المضطربة والتى تزداد اشتعالا جاءت صيحات ونداءات «ترامب»، بأن الوقت قد حان للسلام ووقف إطلاق النار فى الحرب على إيران، بمثابة المفاجأة غير المتوقعة بالنسبة لكل المراقبين والمتابعين،..، ولكنها رغم ذلك مرحب بها من الجميع، إذا ما تم الالتزام بها من الطرفين الرئيسيين فى الحرب وهما إيران وإسرائيل. وفي ظل هذه الظروف، من الطبيعى أن تخرج الكثير من الرؤى والاستنتاجات لتبرير ما يحدث وما يجرى،..، منها على سبيل المثال وليس الحصر القول بأن هناك اتفاقا إيرانيا أمريكيا إسرائيليا على السيناريو الأخير الخاص بإسدال الستار على مشهد النهاية فى الحرب التى استمرت اثنى عشر يوما. ويبقى السؤال هل يتم الالتزام بوقف إطلاق النار أم يقوم أحد الاطراف بانتهاكه؟!،...، هذا ما يتابعه كل المراقبين والمهتمين بالتطورات المتوقعة أو غير المتوقعة،..، خاصة فى ظل المواقف المتغيرة والمتناقضة للرئيس «ترامب» شخصيا.