رغم اعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التوصل لاتفاق لوقف اطلاق النار بين ايران والكيان الصهيونى بوساطة قطرية وذلك بعد ساعات من قصف الحرس الثورى الايرانى لقاعدة العيديد الأمريكية فى الدوحة تواصل عدوان الاحتلال الصهيونى على الأراضى الايرانية حيث تم قصف عدة مواقع فى طهران واغتيال مسئول ايرانى وأصدر جيش الاحتلال تحذيرا جديدا لسكان منطقتين في طهران لإخلائهما فيما ردت ايران بقصف الأراضى المحتلة واصابة مبنى من 7 طوابق في بئر السبع وطالبت القوات المسلحة الإيرانية الصهاينة بإخلاء منطقة رامات جان في تل أبيب فورا، وزعم جيش الاحتلال أنه اعترض 4 مسيرات أطلقت من إيران كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعلن انه جرى الاتفاق بشكل تام بين إيران ودولة الاحتلال على أنه سيكون هناك وقف إطلاق نار كامل وشامل. وقال ترامب إنه في غضون 6 ساعات من الآن ستبدأ إيران وقف إطلاق نار، وبعد مرور 12 ساعة ستبدأ إسرائيل وقف إطلاق النار. وأضاف : بعد مرور 24 ساعة تكون النهاية الرسمية لحرب استمرت 12 يوماً .
فى هذا السياق أعلنت قناة "إيرين" الإخبارية الرسمية في إيران أن وقف إطلاق النار قد دخل حيّز التنفيذ، مشيرةً إلى أنه جاء نتيجة هجوم إيراني ناجح على قاعدة أمريكية في قطر، وهو ما فرض على الكيان الصهيونى القبول بالتهدئة . وأكد التلفزيون الإيراني الرسمي أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "توسل" من أجل وقف إطلاق النار بعد هذا الرد الإيراني المباغت، في إشارة إلى مدى تأثير الضربة على مسار المواجهة. جاء الإعلان في بيان قرأه مذيع القناة بصوت مرتفع وتضمّن إشادة بالحرس الثوري الإيراني والقوات المسلحة، مؤكدا صمود الشعب الإيراني في مواجهة العدوان الصهيوني والأمريكي . واعتبر البيان أن الهجوم شكل نقطة تحوّل استراتيجي في الميدان، أعادت رسم قواعد الاشتباك بين طهران والكيان الصهيونى .
لا اتفاق رسمي
وأعرب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي عن شكره للقوات المسلحة الإيرانية، مؤكداً أن العمليات العسكرية ضد الكيان الصهيونى استمرت حتى اللحظة الأخيرة، في إشارة إلى احتمال انتهاء الأعمال العدائية. وقال عراقجي، فى تصريحات نُشرت عبر منصة "إكس" – استمرت العمليات العسكرية لقواتنا المسلحة الباسلة لمعاقبة دولة الاحتلال على عدوانها حتى الدقيقة الأخيرة، الساعة الرابعة صباحاً ، مشيراً إلى أن هذا هو التوقيت الذي وضعت فيه إيران سقفًا لإنهاء ردها العسكري، في حال توقف الكيان الصهيونى عن الضربات الجوية ضد الأراضي الإيرانية. وكان عراقجي قد صرّح في وقت سابق أن إيران ستوقف ردها العسكري إذا أنهت دولة الاحتلال غاراتها على إيران بحلول الساعة الرابعة فجراً بتوقيت طهران، أي قبل نصف ساعة من التوقيت المحلي في الأراضى المحتلة . وشدّد على أنه لا يوجد اتفاق رسمي على وقف إطلاق النار حتى هذه اللحظة، قائلاً: كما أوضحت إيران مراراً: دولة الاحتلال هي من بدأت الحرب ضد إيران، وليس العكس… وحتى الآن، لا يوجد أي اتفاق على وقف إطلاق النار أو تعليق العمليات العسكرية . وأضاف قائلاً: إذا أوقفت دولة الاحتلال عدوانها غير القانوني على إيران قبل الساعة الرابعة فجراً بتوقيت طهران، فإننا لا ننوي الاستمرار في ردّنا بعد ذلك . وأشار إلى أن القرار النهائي بشأن وقف عملياتنا العسكرية سيتخذ لاحقاً، في تلميح إلى أن القيادة الإيرانية تراقب تطورات الميدان والتزام الكيان الصهيونى، قبل اتخاذ موقف نهائي.
وقال الخبير العسكري كريم حاتم الفلاحي إن إيران كانت أمام خيارات متعددة للرد على الضربات الأمريكية، إلا أن هذه الخيارات كانت معقدة للغاية، خاصة إذا تعلق الأمر برد مباشر على القواعد الأمريكية في المنطقة، إذ إن مثل هذا الخيار قد يستدعي ردا أمريكيا واسعا. وأضاف الفلاحى في تصريحات صحفية : طهران لجأت إلى خيار الرد المحدود عبر استهداف قاعدة العديد الجوية في قطر، وهو ما يختلف كثيرا من حيث التداعيات المحتملة، لا سيما وأن القاعدة قد أُخليت بدرجة كبيرة في الفترة الأخيرة . وتابع: هذا العامل أسهم في منع رد أمريكي مباشر على الضربة الإيرانية، ما قد يوفر مخرجا لكافة الأطراف نحو خفض التصعيد والتوصل إلى تفاهمات تحفظ ماء الوجه، خصوصًا لطهران التي باتت تعتبر نفسها في موقع الرد . وأكد الفلاحى أن الكيان الصهيونى يجد نفسه الآن في موقف محرج نتيجة الضربات الإيرانية، مما يفتح المجال أمام اتفاق غير معلن بين الأطراف المعنية، تتعهد بموجبه الولاياتالمتحدة بعدم الرد، مقابل التزام إيران بعدم التصعيد
مناورة سياسية وعسكرية
واستشهد بتصريحات صدرت عن مسؤول إيراني رفيع، أكد فيها أن إيران لن تقوم بأي ضربات إضافية إذا توقفت العمليات العسكرية من كافة الأطراف . وعلى الصعيد العسكري، أوضح الفلاحي أن إيران استخدمت خلال اليومين الماضيين صواريخ متطورة ودقيقة لم تستخدم سابقا، قادرة على الوصول إلى أهدافها رغم امتلاك الكيان الصهيونى والولاياتالمتحدة منظومات دفاع جوي متقدمة. وبخصوص استهداف قاعدة "العديد"، قال الفلاحي: عدد الصواريخ الموجهة نحو القاعدة كان محدودًا، مما يسهل مهمة اعتراضها من قِبل الدفاعات الجوية الأمريكية، ولكن فاعلية الاعتراض تتراجع في حال كانت الصواريخ المستخدمة متطورة تقنيًا . وتوقع أن تكون إيران قد اختارت عمدا صواريخ قابلة للاعتراض، في سياق مناورة سياسية وعسكرية تتيح لها تسجيل رد رمزي دون استفزاز ردود فعل قوية من الجانب الأمريكي .