فى اليوم السابع من الحرب غير المسبوقة بين إسرائيل وإيران، أطلقت القوات الإيرانية صباح أمس دفعة جديدة من الصواريخ تضم ما بين 20 إلى 30 صاروخا على مناطق مختلفة داخل إسرائيل وهى الأكبر من نوعها خلال ال48 ساعة الماضية، وأسفرت عن 137 اصابة، بينما توعدت إسرائيل إيران بدفع ثمن هجماتها ، وسط مخاوف من تفجر الوضع إقليميا. اقرأ أيضًا | مصر تحذر من فوضى بالشرق الأوسط نتيجة التصعيد الإسرائيلي الإيراني وأعلنت إيران أنها أطلقت «صواريخ متطورة باتجاه تل أبيب»، وهاجمت مقر قيادة للجيش وآخر للمخابرات ومركزا للجيش فى بئر السبع، وفقا لوكالة فارس. وكشف الحرس الثورى الايرانى انه نفذ بنجاح الموجة ال14 من عمليات «الوعد الصادق 3» عبر إطلاق صواريخ ثقيلة وبعيدة المدى على أهداف العدو الإسرائيلى الاستراتيجية. وقال الحرس الثورى إنه حذر سابقا أن كل أجواء الأراضى المحتلة باتت مكشوفة ولا وجود لأى مكان آمن فيها، مشيرا إلى أن منظومات العدو الصهيونى الصاروخية والدفاعية باتت عديمة الجدوى. وأضاف أن جسد الكيان الصهيونى الميت لم يعد قادرا على تحمل الضربات الاقتصادية المقبلة. وتوعد الحرس الثورى الإيرانى أنَّ بلاده لن تمنح إسرائيل لحظة هدوء واحدة. ودعا الحرس الثورى إلى الإخلاء الفورى لفندق ديفيد كمبينسكى فى مدينة تل أبيب، دون تقديم مزيد من التفاصيل حول طبيعة التهديد. وأشارت وكالة الأنباء الايرانية «إيرنا» إلى أن الهجوم ركز على منشآت تحتوى على أنظمة القيادة الرقمية والعمليات السيبرانية ومكونات شبكة C4ISR التابعة لجيش الاحتلال، والتى تضم آلاف العسكريين. وأكدت المصادر أن الضربة أصابت البنية التحتية العسكرية بدقة، بينما تعرضت مستشفى سوروكا فى بئر سبع جنوب إسرائيل لإصابة مباشرة، وقال متحدث باسم المستشفى إن سوروكا تعرضت «لضرر بالغ» فى أجزاء مختلفة. وأشارت وسائل إعلامية إسرائيلية بأن مواد خطيرة تسربت جراء استهداف «سوروكا» فى الطابق العلوى من المبنى، وقد بدأت الشرطة بإجلاء السكان من موقع الحادث. وأعلنت السلطات الإسرائيلية توقف العمل فى مستشفى سوروكا باستثناء حالات الطوارئ. كما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن مبنى البورصة فى مدينة رمات جان شرق تل أبيب، تعرض لإصابة مباشرة بصاروخ إيراني، مما أسفر عن أضرار مادية كبيرة فى الموقع والمبانى المحيطة. وأكدت الشرطة الإسرائيلية أن أحد الصواريخ استهدف برجًا سكنيًا، وتسبب بأضرار جسيمة فى المبنى ومبانٍ مجاورة. وأظهرت مشاهد من موقع سقوط أحد الصواريخ الإيرانية دمارا كبيرا طال حيا، وتظهر فيها فرق الإنقاذ تهرع إلى عدد من المبانى المدمرة فى محاولة للعثور على مصابين وعالقين تحت الأنقاض. وفى المقابل، توعد رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو إيران بأنها «ستدفع ثمنا باهظا» بعد الهجوم الصاروخي، فيما هدد وزير الدفاع الإسرائيلى يسرائيل كاتس بأن المرشد الإيرانى على خامنئى «سيتحمل المسئولية»، مشيرا إلى أن خامنئى يريد تدمير إسرائيل ويجب ألا يظل على قيد الحياة. وأكد كاتس على أنه أمر ب»تكثيف الضربات» ضد الأهداف الاستراتيجية فى إيران وضد البنية التحتية للطاقة فى طهران من أجل القضاء على التهديدات ضد دولة إسرائيل وهزيمة النظام الإيراني. وبدوره، قال الرئيس الإسرائيلى إسحاق هرتسوج إن «ما حدث اليوم جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية ولن يردعنا عما نقوم به». فى غضون ذلك، أعلنت القناة 12 الإسرائيلية مقتل 24 شخصا وإصابة 838 آخرين وإجلاء نحو 5 آلاف شخص من منازلهم جراء صواريخ إيران منذ بدء الحرب، فضلا عن إطلاق أكثر من 400 صاروخ، سقط نحو 40 منها فى مواقع مختلفة. بينما كشفت وسائل إعلام إسرائيلية أن التقديرات تشير بأن الحرب مع إيران ستكلف الاقتصاد الإسرائيلى نحو 28 مليار دولار. وقبل ساعات من الهجوم الإيراني، أعلن الجيش الإسرائيلى استهداف المفاعل النووى فى «أراك» والمنشأة فى نطنز بإيران. وقال المتحدث باسم الجيش فى بيان إن قواته هاجمت مفاعل آراك النووى فى خنداب غرب إيران، الذى يضم هيكل احتواء المفاعل، وهو عنصر أساسى فى إنتاج البلوتونيوم، وأضاف أن 40 طائرة مقاتلة هاجمت عشرات الأهداف العسكرية بأكثر من 100 ذخيرة. وأشارت تقارير إلى أن الهجوم استهدف المكون المخصص لإنتاج البلوتونيوم، مما حال دون إمكانية استخدامه مجددًا فى إنتاج الأسلحة النووية. كما هاجم سلاح الجو الإسرائيلى موقعا يستخدم لتطوير الأسلحة النووية فى نطنز، حيث توجد مكونات ومعدات فريدة تستخدم فى تطوير الأسلحة النووية، ويجرى تطوير مشاريع هناك تمكن من تسريع برنامج الأسلحة النووية. وأوضح الجيش أن قواته قصفت مواقع صناعية عسكرية تابعة للنظام الإيرانى شملت مصانع مواد أولية وأجزاء صواريخ باليستية. فى المقابل، توعد وزير الخارجية الإيرانى عباس عراقجي، إسرائيل بأنها «ستندم وتدفع ثمن» هجماتها. وكتب عبر إكس «ستواصل إيران ممارسة حقها فى الدفاع عن نفسها بعزة وبسالة وسنجعل المعتدى يندم على خطئه الفادح ويدفع الثمن»، متهما إسرائيل عدوة بلاده اللدود بالسعى إلى «توسيع رقعة النيران فى المنطقة وأبعد من ذلك». وأكد التلفزيون الرسمى الإيرانى على إنه لا توجد مخاوف من انبعاث اشعاعات حيث تم إخلاء المعدات النووية الرئيسية قبل وقوع الضربة. من جهتها، قالت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، إن تل أبيب استهدفت المفاعل البحثى والمجمع النووى للماء الثقيل فى خنداب»، مؤكدًا أن ذلك يعتبر انتهاكا للقوانين الدولية التى تحظر استهداف المنشآت النووية.