تُعد دور الحضانة من أهم المؤسسات التي تشكل وعى وشخصية الطفل منذ الصغر، يقضى فيها الطفل ساعات طويلة للتعلم والتعرف على الأشياء، فهى بمثابة مقدمة هامة للمراحل التعليمة المقبلة، ومن هذا المنطلق تسعى الحكومة لزيادة عدد فصول الحضانات على مستوى المحافظات لسد الفجوة ما بين أعداد الحضانات، وأعداد الأطفال فى هذه المرحلة العمرية، كما تقوم وزارة التضامن الاجتماعي من جانبها بوضع خطة لرفع كفاءة الحضانات القائمة وتدريب المعلمين والميسرات والحرص على تطويرها عبر شراكة مع الجانب الياباني. ◄ مشروع لتنمية وتحسين جودة الطفولة المبكرة تعمل الحكومة على إعداد خطة تتضمن عدة اقتراحات لزيادة عدد فصول ودور الحضانة لرياض الأطفال على مستوى المحافظات بما يسهم فى تقديم هذه الخدمة لأكبر عدد من الأطفال، وذلك من خلال استغلال أى منشآت تابعة لأى جهة حكومية واستغلال جميع المباني غير المستغلة فى المدن الجديدة، مع حصر الأماكن التى يمكن استغلالها فى مراكز الشباب وقصور الثقافة كحضانات ورياض أطفال، مع التوجيه بدراسة وتيسير إجراءات تغيير بعض المباني السكنية إلى نشاط رياض أطفال برسوم رمزية، ووضع كود ومواصفات للحضانات من سن يوم وحتى 4 سنوات، ومن 4 سنوات وحتى 6 سنوات، فضلًا عن استغلال بعض الأماكن فى مجمع الخدمات الحكومية، أو المبانى التابعة لوزارة التضامن الاجتماعي ضمن المبادرة الرئاسية «حياة كريمة». ◄ أرقام وإحصائيات وفقًا لبيانات وزارة التضامن الاجتماعي والموقف الحالى للحضانات فى إطار البرنامج القومى لتنمية الطفولة المبكرة، يبلغ عدد الحضانات المسجلة رسميًا في مصر 16.560 حضانة، بنسبة ترخيص تقترب من 80%، بينما بلغ عدد الأطفال المسجلين فيها نحو806621 طفلاً، ويأتى ضمن الخطة المستقبلية التى تضعها الوزارة حتى عام 2027 العمل على رفع كفاءة 113 حضانة قائمة، وإنشاء 176 حضانة جديدة، إلى جانب تدريب أكثر من ألفين من العاملين ومقدمى الخدمة فى هذا القطاع، من بينهم مديرون ومربيات وأولياء أمور، مع تعميم منهج تربوى موحد يتناسب مع الخصائص التنموية للأطفال فى هذه الفئة العمرية. من جانبها، أكدت المهندسة مرجريت صاروفيم نائبة وزيرة التضامن الاجتماعي، إنه بناءً على توجيهات رئيس الجمهورية بالتوسع فى إنشاء الحضانات وتخفيف وتيسير الإجراءات المعوقة لإنشائها وترخيصها، سيتم تشكيل لجنة تيسير إجراءات التراخيص وتوفيق أوضاع الحضانات غير المرخصة، بالإضافة إلى عمل مسح شامل لدور الحضانة على مستوى الجمهورية، مشيرة إلى أن الحصر الشامل يستهدف حصر جميع المؤسسات العاملة فى مجال رعاية الطفولة المبكرة، وإنشاء قاعدة بيانات وخرائط جغرافية شاملة. ◄ اقرأ أيضًا | وزيرا الصحة والتضامن يناقشان خطوات بزيادة عدد فصول الحضانات ورياض الاطفال ◄ «الجايكا» اليابانية في موازاة ذلك، تنفذ وزارة التضامن أحد أهم المشروعات لتحسين جودة تنمية الطفولة المبكرة بشراكة مصرية يابانية مع «الجايكا» التابعة لهيئة التعاون الدولى بناء على زيارة الرئيس السيسي لطوكيو عام 2016، ليتم الإعلان عن مبادرة الشراكة المصرية اليابانية فى مجال التعليم، والتى تضمنت عدة محاور منها مشروع تحسين جودة الطفولة المبكرة بالتعاون مع وزارة التضامن الاجتماعي، وذلك من خلال «الجايكا» وهى هيئة دولية تعمل كذراع اقتصادية للحكومة اليابانية ولديها فروع فى عدة بلدان من بينها مصر، وقد أسهم مكتب «الجايكا» بمصر فى تمويل وتنفيذ العديد من المشروعات بالتعاون مع وزارات الحكومة المصرية المختلفة. ويجرى تنفيذ مشروع تحسين جودة الطفولة المبكرة على عدة مراحل، حيث بدأت أولى مراحل المشروع فى عام 2018 وانتهت عام 2022، ولتنفيذ العديد من الأنشطة وتحقيق أقصى استفادة من المشروع، تم مده إلى مرحلة ثانية بدأت فى أغسطس 2022 ومن المقرر أن تنتهى فى أغسطس 2026. ◄ التعلم باللعب وأكدت ناعومي ماتسوموتو الخبيرة اليابانية المستشار الرئيسي لمشروع تحسين جودة الطفولة المبكرة، أن التعلم عن طريق اللعب يساعد الطفل على تحقيق ذاته ومهاراته ويساعد على تحفيز الخيال والإبداع لدى الطفل. وفيما يتعلّق بعدد الحضانات التى يستهدفها المشروع، توضح منى الشبراوى رئيس الإدارة المركزية للأسرة والمرأة، أن المشروع يستهدف 500 حضانة فى 9 محافظات هى الجيزة، والقليوبية، والإسكندرية، وكفر الشيخ، والإسماعيلية، والسويس، وبورسعيد، وأسوان، والفيوم، حيث زار القائمون على المشروع المحافظات التسع وقاموا بتجميع البيانات الخاصة بهذه الحضانات على مستوى المحافظات المستهدفة، بهدف تزويدها بالأنشطة والألعاب اللازمة. ◄ تجهيز الحضانات من جانبها، أكدت ليلى كرم الدين الخبير التربوى أن الحضانة ومرحلة رياض الأطفال لهما دور هام فى تنشئة الطفل خلال مراحل عمره الأولى، ولتحقيق الغرض منها وكسب طفل ذى صحة نفسية جيدة وعقل يفكر لابد من الاهتمام بإلحاق الأطفال لاجتياز هذه المرحلة الهامة قبل إلحاقهم بالتعليم الأساسي. وتضيف: الحضانات هى مؤسسات رعاية وتربية، كما أنها تساعد الأمهات على الذهاب لعملهن، لكن فى المقام الأول يجب أن يكون لديهن اطمئنان بأنها تلبى حاجة الأطفال من خلال كوادر بشرية مؤهلة للتعامل معهم، وأن يكون هناك اهتمام بعقلية وخيال الطفل فى هذه المرحلة من خلال منحه المشاركة فى الأنشطة المختلفة واللعب معه لتنمية ذكائه، وقراءة القصص فضلًا عن الاهتمام بتجهيز الحضانات بما يسمح بمزاولة هذه المهام معه.