كاليفورنيا - وكالات الأنباء: ذكرت قناة «سى إن إن» نقلا عن بيان للشرطة بأن 60 شخصا على الأقل تم اعتقالهم مساء أمس الأول فى مدينة لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا الأمريكية خلال احتجاجات ضد سياسة الهجرة الأمريكية. ونقلت القناة عن رئيس شرطة المدينة جيم ماكدونيل أن التهم الموجهة للمعتقلين تشمل محاولة إلقاء زجاجة حارقة على أحد رجال الشرطة واصطدام دراجة نارية بحاجز أمنى للشرطة. وكانت حملة وكالة الهجرة والجمارك الأمريكية لملاحقة المهاجرين غير الشرعيين فى وسط لوس أنجلوس، التى بدأت السبت الماضى، قد تحولت إلى مواجهات مع المحتجين. وشارك الآلاف فى الاحتجاجات، التى بدأت سلمية حول مركز الاحتجاز والمحكمة الفيدرالية، قبل أن تتصاعد التوترات باستخدام الشرطة للغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية لتفريق الحشود. واصطدم عملاء فيدراليون مع متظاهرين فى لوس أنجلوس أمس الأول حيث استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع و»ذخائر أقل فتكًا» لتفريق حشود ضخمة من الناس الذين احتجوا على حملة ترامب ضد الهجرة ونشره الحرس الوطنى فى كاليفورنيا رغم اعتراض قادة الولاية المنتخبين. كما وردت تقارير عن إصابات بين الضباط والصحفيين، وأعمال تخريب تضمنت إشعال سيارات ذاتية القيادة. وكان البيت الأبيض قد توعد بنشر 2000 فرد من الحرس الوطنى فى المدينة بسبب الاحتجاجات. وقد أُعلن عن وصول المئات منهم بالفعل الى المدينة. واندلعت المواجهات العنيفة فى لوس أنجلوس عقب قرار ترامب نشر الحرس الوطنى فى الولاية دون موافقة المسئولين المحليين.. واتهم المتظاهرون ترامب بانتهاك سيادة الولاية وقال منظم الاحتجاج جون باركر عبر مكبر صوت: «نحن لسنا خائفين منكم!». ورفعت لافتات كُتب على إحداها: «حرس وطنى، هاها!». فيما غطت كتابات جدارية مثل «شرطة لوس أنجلوس يمكنها التلاشى»، و»اقتلوا كل الشرطة» كل المبانى والجدران فى المنطقة. ومن جهته، ندد حاكم كاليفورنيا جافين نيوسوم بالنشر، واصفًا إياه بأنه «إساءة مقلقة للسلطة»، داعيًا لإلغاء القرار وإعادة السيطرة للولاية. كما اعتبر ان نشر الحرس الوطنى «خطوة تحريضية» ستؤدى إلى اشعال التوترات. من جهته، وصف ترامب عبر منشور على منصته الاجتماعية «تروث سوشيال»، المشاركين فى احتجاجات لوس أنجلوس بأنهم «متمردون مأجورون». وهدد بالمزيد من التصعيد، مع استعداد 500 من مشاة البحرية للتدخل من قاعدة «توينتى ناين بالمز».. وقد وصف نيوسوم هذا التصرف ب«الجنون»، مؤكدًا أن الشرطة المحلية قادرة على حفظ النظام دون تدخل فيدرالى. من جانبها، انتقدت وزيرة الأمن الداخلى كريستى نويم - نيوسوم، قائلة إنه فشل فى السيطرة على الوضع. لكن حكام 22 ولاية أمريكية استنكروا قرار ترامب إرسال الحرس الوطنى إلى ولاية كاليفورنيا وقال الحكام فى بيان مشترك، يوم الأحد، إن «قرار الرئيس ترامب نشر الحرس الوطنى فى كاليفورنيا تجاوز صلاحيات مثيرٌ للقلق». وأشار الحكام إلى أن حكام الولايات يعتبرون قادة الحرس الوطنى فى كل ولاية، واعتبروا أن نشر قوات الحرس الوطنى دون التنسيق مع حاكم الولاية «أمر غير فعال وخطير».. وأعرب الحكام عن دعمهم لحاكم كاليفورنيا جافين نيوسوم الذى «أكد بوضوح أن العنف غير مقبول وأن السلطات المحلية ستتمكن من أداء مهامها بدون التدخل الفوضوى والترهيب من جانب الحكومة الفيدرالية». وفى واشنطن، اعتبر السيناتور بيرنى ساندرز الخطوة تهديدًا للديمقراطية، متهمًا ترامب بدفع البلاد نحو الاستبداد. يُذكر أن التوتر بدأ مع تنفيذ سلطات الهجرة مداهمات فى مناطق متفرقة من لوس أنجلوس، مما أشعل غضبًا واسعًا، خاصة فى المجتمعات اللاتينية، مع توقعات بتمديد العمليات لشهر كامل، ما ينذر بمزيد من التصعيد. ويُعد هذا أول استخدام لرئيس أمريكى لصلاحية نشر قوات الحرس الوطنى منذ اضطرابات لوس أنجلوس عام 1992، حين اندلعت أعمال عنف واسعة بعد تبرئة أربعة ضباط بيض من تهمة ضرب السائق الأسود رودنى كينج بوحشية.