وجّه الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب انتقادات حادة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على خلفية استمرار العمليات العسكرية بميدان الحرب الروسية الأوكرانية. وفي منشور عبر منصته "تروث سوشيال"، وصف ترامب الهجمات الروسية بأنها "غير ضرورية"، مُلوحًا بفرض "عقوبات غير مسبوقة" إذا استمرت موسكو في خوضها الحرب الروسية الأوكرانية، على حد تعبيره. اقرأ أيضًا| «نيويورك تايمز» تحلل موقع دونالد ترامب وسط ثلاثية قابلة للانفجار جاءت الانتقادات في توقيت حساس في ظل تزايد النقاش داخل الولاياتالمتحدة حول دورها في دعم كييف في ميدان الحرب الروسية الأوكرانية، كما تعكس هذه التصريحات تحولًا ملحوظًا في لهجة ترامب، الذي طالما وُصِف بأنه يتبنى خطابًا أكثر مرونة تجاه الكرملين خلال فترات سابقة. من جهته، اكتفى الكرملين بالرد على تصريحات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب بوصفه بأنه يمر ب"ضغط عاطفي زائد"، في تعليق بدا مقتضبًا وغير تصعيدي. لكن تبقى الأسئلة مفتوحة حول ما إذا كانت هذه الرسائل تعكس تحوّلًا حقيقيًا في مواقف ترامب تجاه موسكو مع استمرار الحرب الروسية الأوكرانية، أم أنها تأتي ضمن سياق إعادة ترتيب أولويات الخطاب السياسي استعدادًا للمرحلة المقبلة. تعقيدات العلاقات الأمريكية الروسية من اللحظات القليلة التي شهدت نوعًا من الإهمال في العلاقات الأمريكية الروسية، كانت محاولة وزارة الخارجية الأمريكية في 2014، عبر المتحدثة آنذاك جين بساكي، للتأثير على الرأي العام الروسي بمنع هجمات على شبه جزيرة القرم، فيما حاولت واشنطن إطلاق وسم (هاشتاج) «#متحدون_من_أجل_أوكرانيا» لكنه تحوّل سريعًا إلى أداة استفزاز من قبل موسكو التي قلبت المعنى لصالحها، وأكد بوتين حينها أنه غير مكترث، وهو الأمر الذي لم يتغير حتى اليوم، بحسب مجلة «ذا أتلانتيك» الأمريكية. ترامب وبوتين.. صداقة متوهمة وحرب مستمرة وفقًا للمجلة الأمريكية ذاتها، يبدو أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب لا يزال يعتقد أنه يمتلك علاقة شخصية قوية مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ويظن أنه قادر على إقناعه بوقف خوض الحرب الروسية الأوكرانية. ففي منشوره الأخير، قال ترامب إن علاقته ببوتين "لطالما كانت جيدة جدًا"، لكن الواقع عكس ذلك تمامًا، ولا تأثير واضح للعلاقات الشخصية على قراراته. وأصبح سلوك بوتين عبئًا على ترامب، الذي وجد نفسه في موقف صعب بعد أن كان يزعم أنه سيوقف الحرب الروسية الأوكرانية قبل أن يتولى منصبه في يناير الماضي. إلا ان بوتين لم يكن مُستعدًا لإنهاء الصراع، ومع ذلك، أقر ترامب أخيرًا بأن بوتين يريد ضم أوكرانيا بالكامل، وهو اعتراف جديد يعكس تحولًا في رؤيته، بحسب مجلة «ذا أتلانتيك». في محاولة لتجنب اللوم، قال ترامب إن الحرب الروسية الأوكرانية ليست من صنعه، بل نتيجة أخطاء سلفه جو بايدن والرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، مُؤكدًا أنه فقط يحاول إخماد حرائق افتعلتها تلك الأطراف، وهذه المحاولة الواضحة للتهرب من المسؤولية لم تُقنع أحدًا، خصوصًا أن بوتين لم يظهر أي مؤشر على التراجع أو تغيير سياساته. اقرأ أيضًا| خبراء يحذرون: إدارة ترامب تُضعف القاعدة الصناعية وتُشعل صراعات داخلية.. ما القصة؟ الرد الغربي وتصعيد الدعم العسكري لأوكرانيا في خطوة تصعيدية، أعلن المستشار الألماني، فريدريش ميرز رفع القيود على مدى الأسلحة الغربية المقدمة لأوكرانيا، بما يشمل بريطانيا وفرنسا وأمريكا. وأثار هذا الإعلان، رد فعل روسي قوي ووصفته موسكو بأنه "خطير"، إذ يهدد مصالحها ويعزز قدرات أوكرانيا على الصمود في وجه موسكو بميدان الحرب الروسية الأوكرانية. أما عن الوضع الأمريكي الداخلي، فهو لا يعكس قوة أو جاهزية لمواجهة روسيا بفعالية، فالتعيينات الأمنية خلال فترة ترامب شابها الضعف وعدم الكفاءة، من سفير غير متخصص في روسيا إلى وزير دفاع يهتم أكثر بصورته الإعلامية، مرورا بمشاكل داخلية في البنتاجون وجهاز الاستخبارات الامريكي الوطني، كل ذلك يقلل من مصداقية واشنطن أمام الكرملين وغيره من الخصوم. ورغم الصياغة الحادة في منشورات ترامب على منصته "تروث سوشيال" وتحذيراته لبوتين من "اللعب بالنار"، فإن التاريخ يشير إلى أن انتخاب ترامب كان بمثابة فرصة ذهبية لموسكو للاستفادة من الفوضى السياسية الأمريكية، وحتى الآن، لم تظهر أية علامات على أن بوتين يشعر بأي تهديد حقيقي من هذه التحذيرات للوصول لتسوية في الحرب الروسية الأوكرانية، ولا حتى أن السياسة الأمريكية ستشهد تغييرات ملموسة تحد من نفوذه. اقرأ أيضًا| ترامب وبوتين.. علاقة مريبة تُعيد تشكيل خريطة القوة العالمية