تصاعد التوتر بين ترامب وزيلينسكي.. اتهامات متبادلة وتهديدات سياسية

تصاعدت حدة التوتر بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بعد سلسلة من التصريحات المتبادلة التي زادت من تعقيد العلاقة بين الطرفين.
جاءت هذه المواجهة بعدما رفض زيلينسكي انتقادات وجهها له ترامب، وردّ الأخير بوصفه بأنه "ديكتاتور من دون انتخابات"، مشككًا في شرعيته كرئيس لأوكرانيا.
وفي منشور على منصته "تروث سوشيال"، قال ترامب: "ديكتاتور من دون انتخابات. على زيلينسكي أن يتنحى سريعًا وإلا لن يبقى له بلد".
وأضاف ترامب في منشورة أن الرئيس الأوكراني "يرفض إجراء الانتخابات رغم تراجع شعبيته، وكان يجيد فقط التلاعب بجو بايدن"، في إشارة إلى الدعم الأمريكي الكبير الذي تلقته أوكرانيا خلال إدارة بايدن.
وتعليقًا على تصريحات ترامب، أكد البيت الأبيض أن "الولايات المتحدة أجرت انتخابات حتى في أوقات الحروب، بما في ذلك الحرب الأهلية والحرب العالمية الثانية"، في إشارة غير مباشرة إلى أن عدم إجراء انتخابات في أوكرانيا يُثير تساؤلات حول الديمقراطية هناك.
أما نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس، فحذر زيلينسكي من انتقاد ترامب علنًا، قائلًا:
"اعتقاد زيلينسكي بأنه سيغيّر رأي ترامب من خلال التحدث عنه بسوء في الإعلام العام هو كارثي. هذه طريقة فظيعة للتعامل مع هذه الإدارة."
بدوره، ردّ زيلينسكي على تصريحات ترامب، معتبرًا أنه "يعيش في مساحة من التضليل"، مستنكرًا إعادة ترامب لاتهامات الكرملين بأن كييف تتحمل مسؤولية الحرب. وأكد الرئيس الأوكراني أن تأجيل الانتخابات جاء بسبب الأحكام العرفية المفروضة منذ بدء الغزو الروسي، وهو أمر ينص عليه القانون الأوكراني.
ورغم انخفاض شعبيته، إلا أن استطلاعات معهد كييف الدولي لعلم الاجتماع أظهرت أن ثقة الأوكرانيين بزيلينسكي لم تنخفض عن 50% منذ بدء الحرب، مما يعكس انقسامًا داخل المجتمع الأوكراني حول قيادته.
في حين استمرت الولايات المتحدة في تقديم الدعم العسكري والمالي لكييف، فإن مواقف ترامب تعكس تحولًا مفاجئًا في السياسة الأمريكية، حيث بدأ الجمهوريون بقيادته فتح قنوات تواصل مع موسكو، مما قد يعيد تشكيل موقف واشنطن من الحرب الأوكرانية في حال فوز ترامب بولاية رئاسية جديدة.
وفي وقت سابق، قالت شبكة "فوكس نيوز" نقلا عن مستشار الأمن القومي الأمريكي مايك والتز، اليوم الأربعاء، إن الرئيس ترامب ينوي إنهاء حرب أوكرانيا وكل الأطراف بحاجة إلى قبول ذلك، موضحا أنه أبلغ عددا من نظرائه الأوروبيين ترحيب واشنطن بزيادة مساهمتهم في الدفاع عن أوكرانيا.
ونقلت صحيفة "ديلي ميل" البريطاني عن والتز، قوله إن حديث زيلينسكي عن ترامب بشكل سيئ علنا لن يؤدي إلا إلى نتائج عكسية، لافتا إلى أن الرئيس الأوكراني كان يتلقى نصائح سيئة بشأن كيفية التعامل مع الإدارة الجديدة.