أخيرًا.. وفى صحوة إنسانية متأخرة ويقظة طال افتقادها للضمير الإنسانى الأوروبى، انتظرناها على مدى أكثر من ثمانية عشر شهرا كاملة، حفلت بكل أنواع وصور الجرائم الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة، دون إدانة واضحة أو تحرك رافض وفعال من الدول الأوروبية الغربية، لوقف إطلاق النار أو وقف الجرائم والمذابح التى ترتكبها إسرائيل فى كل يوم، بل فى كل ساعة طوال ما يزيد على عام ونصف العام دون رادع أو مانع، ودون موقف أوروبى قوى للإدانة والردع. ولكن هاهى أوروبا تثوب إلى رشدها ويتحرك ويصحو ضميرها الإنسانى أخيرا وبعد طول غفلة، وتعلن استنكارها للجرائم الإسرائيلية غير المسبوقة وتطالب بوقف الحملات والعمليات الإرهابية الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطينى، وإنهاء حالة الحصار البشعة المفروضة على قطاع غزة وحرب التجويع التى تمارسها إسرائيل ضد أهالى القطاع، والتى منعت دخول المساعدات الإنسانية من الغذاء والشراب والدواء إلى المواطنين الفلسطينيين فى غزة، بهدف القضاء عليهم وإنهاء وجودهم فى وطنهم بالموت جوعا أو إجبارهم على اللجوء إلى أى مكان آخر هربا من عمليات القتل والدمار التى تمارسها قوات الاحتلال ضدهم. وإذا كانت إسرائيل قد استطاعت تضليل العالم الأوروبى طوال الأيام والأسابيع والشهور الماضية بالادعاء الباطل، بأنها تدافع عن نفسها ضد الإرهابيين والقتلة الفلسطينيين الذين يريدون القضاء عليها، وإنها تهاجم غزة وتدمرها وتقتل أهلها دفاعا عن النفس،.. فقد اكتشف العالم كله بما فيه الشعوب الأوروبية كذب هذا الادعاء، وبطلان وكذب هذه الخدعة وتلك الضلالة، تحت وقع المذابح وحجم القتل والدمار المروع والهائل الذى تقوم به إسرائيل ضد الشعب الفلسطينى، طوال الثمانية عشر شهرا الماضية وحتى الآن. والآن.. حان الوقت أن تدرك إسرائيل انها تستطيع أن تخدع البعض بعضا من الوقت ولكنها أبدا لن تستطيع خداع كل العالم كل الوقت.