بدأت بعض فواكه الصيف تظهر في الأسواق، على الرغم من أن أوانها لم يأتِ بعد، ولأنها تتمتع بمذاق خاص فقد أقبل الكثيرون على شرائها، بينما تساءل آخرون عن مدى أمان تناول هذه الفواكه المبكرة، خاصة أن هناك شكوى من انتشار النزلات المعوية بين الأطفال والكبار، وتعد الفواكه المتهم الرئيسى فى ذلك. ◄ البطيخ النمس الأفضل صحيًا ◄ موسم الخوخ يبدأ من يونيو ◄ فطريات العنب تهدد الصحة يوضح عزت شمس، أخصائي المحاصيل البستانية بالإدارة المركزية للبساتين بوزارة الزراعة، عددًا من النقاط المهمة التى تتعلق بإنتاج الفاكهة فى هذا الوقت ومدى أمانها على صحة المستهلك، حيث يقول إن بعض المزارعين يستغلون البرودة التى تأتى مبكرًا فى فصل الشتاء، ويقومون برش مادة تُعرف باسم «كسارات السكون»، وهى بديل للهرمونات، وتعمل على إخراج النبات من مرحلة طور السكون والراحة، مما يدفعه إلى التزهير مبكرًا، ليبدأ فى دخول مراحل النمو والإثمار فى توقيت مبكر عن موعده الطبيعى، خاصة فى الأيام التى تشهد موجات حارة. ◄ الالتزام بالمعايير ويؤكد أنه لا توجد مشكلة من استخدام هذه المادة إذا تم الالتزام بالتعليمات الصحية والتركيزات المحددة والتوقيت المناسب والطريقة العلمية السليمة، لكن للأسف قد يقوم بعض المزارعين بزيادة الكميات المستخدمة، ما يشكل ضررًا على النبات، ويجعل المحصول أكثر خطرًا على صحة المستهلك. ويشدد على أن لكل فاكهة من فواكه الصيف توقيتا محددا للإثمار، وهو أفضل وقت لتناولها. فمثلاً المشمش هو أول الفواكه الصيفية التى تظهر بشكل طبيعى فى شهر مايو، وبالتالى يمكن تناوله بأمان. أما الخوخ والبطيخ فلهما وضع خاص، حيث يتم زراعتهما حاليًا فى أراضى الوادى الجديد وتوشكى، أى فى الجنوب الغربى لمصر، وتتميز هذه المناطق بالدفء حتى فى فصل الشتاء، لذا يظهر البطيخ مبكرًا، ولكن تناوله فى هذه المرحلة ليس مضمونًا، لأن بعض التجار قد يخلطون البطيخ الناضج بآخر تمت زراعته ورشه بمبيدات ليُباع فى السوق قبل أوانه، مضيفا أن الموعد الطبيعى للخوخ يبدأ من منتصف يونيو ويستمر حتى أغسطس، بينما البطيخ من أول يونيو حتى نهاية الصيف. ◄ اقرأ أيضًا | أسعار الفاكهة اليوم الجمعة 16 مايو في سوق العبور للجملة ◄ البطيخ النمس ويوضح شمس أن صنف «البطيخ النمس» ذى الشكل الطولى هو من الأصناف المحلية عالية الجودة ويمكن تناوله بأمان، لأنه يزرع بطريقة طبيعية دون استخدام مياه الرى أو الرش الكيماوى، ويُزرع هذا النوع فى مناطق الواحات، فى خنادق عميقة على بعد متر ونصف من الماء الجوفية، حيث تضاف الأسمدة أولا ثم تترك لتختمر، وبعدها توضع بها البذور المنبتة، ويترك لينمو بشكل طبيعى دون تدخل، وينضج هذا الصنف خلال 90 يومًا تقريبًا حسب طبيعة الجو. وعن العنب، يوضح شمس أنه ظهر فى السوق حاليًا نتيجة زراعته فى المناطق الجديدة التى تتميز بطقس حار، لكن خطورة تقديمه للمستهلك فى هذا التوقيت تكمن فى احتمالية تعرضه لنمو بعض أنواع الفطريات، مما يدفع المزارع لرشه بكميات من المبيدات، لذا لا يفضل تناوله الآن، مشيرًا إلى أن الموعد الطبيعى لتوفر العنب يمتد من يونيو وحتى أكتوبر، خاصة الأنواع الملونة أو تلك المستخدمة فى صناعة الزبيب، والتى تتأخر فى النضج. ◄ تعليمات مهمة ويختتم شمس حديثه بالتأكيد على أهمية غسل الفواكه والخضراوات بطريقة صحيحة قبل تناولها، حيث ينصح بنقع الفواكه لمدة 10 دقائق فى ماء وملح، والخضراوات فى ماء وخل، كطريقة طبيعية للتعقيم، ويشير إلى أن البطيخ والكنتالوب يعدان من الخضراوات، أما الخوخ والمشمش والمانجو والعنب فهى فواكه. ويشير أيضا إلى أن الفواكه ذات القشرة السميكة، يفضل غسلها بالماء والصابون، ويجب تكرار الغسل عدة مرات مع جميع الأنواع، تمامًا كما يتم التعامل مع البقوليات لضمان سلامة الغذاء. ◄ تحذيرات أخرى ومن جانبها تحذر الدكتورة رشا الطنطاوى، استشارى التغذية العلاجية، من خطورة تناول هذه الفواكه فى غير موسمها، لما قد تحمله من آثار صحية جسيمة على المدى القريب والبعيد. وتؤكد أن الكثير من هذه الفواكه، وعلى رأسها البطيخ والخوخ، قد تكون خضعت لعمليات رش كثيفة بالمبيدات أو تم تخزينها منذ الموسم الماضى وتجميدها، ما يؤدى إلى فقدانها جزءًا كبيرًا من قيمتها الغذائية من فيتامينات ومعادن ومضادات أكسدة، كما أن هذه الفواكه تصبح أكثر عرضة للتلف السريع عند تعرضها لأشعة الشمس أو درجات الحرارة المرتفعة. وتتابع الطنطاوى أن تناول هذه الفواكه قد يسبب فورًا أعراضًا مزعجة مثل آلام المعدة، والنزلات المعوية الحادة، والإعياء الشديد، أما على المدى البعيد، فقد يرتبط الإفراط فى استهلاكها بزيادة خطر الإصابة بالأورام، خاصة فى حالة الخوخ، إذ إن قشرته الفروية تمتص نسبة كبيرة من المبيدات، ويصعب التخلص منها حتى عند غسله بالماء والخل، ما لم يُفرك جيدًا. وتشدد د. رشا على أن خلايا الفاكهة تمتص جزءًا من المركبات الكيميائية المستخدمة لتسريع نضجها، وهو ما يصعِّب تطهيرها منه بالكامل، مشيرة إلى أن الحل الأمثل هو الالتزام بتناول الفواكه الطازجة المحلية فى موسمها الطبيعى، بعد غسلها جيدًا بالماء والخل أو الماء والملح. فذلك لا يحافظ فقط على قيمتها الغذائية بل يحمى من أضرار صحية محتملة لا يحمد عقباها.