للأسف لا يشغل بال الكثيرين خطورة المنتجات الغذائية، التى تغرق الأسواق المصرية، ولكن حينما نجد أن حوالى 26 مليون شخص يتعرضون للتسمم سنويًا منهم يموتون 220 ألف فرد سنويًا، بسبب وجود المبيدات السامة فى الزراعة – وبالتالى تزداد مخاوف الجميع–خاصة فى ضوء تحذيرات الأطباء بضرورة الامتناع عن شراء الخضراوات والفواكة «المهرمنة»، لما تحتوى عليها من مواد مسرطنة، تسبب قائمة طويلة من الأمراض أقلها السرطان، وتقتل التربة الزراعية، وتلوث المياه الجوفية.. وما خفى كان أعظم. إننا أمام مشكلة حقيقية وهى انتشار الأغذية المهرمنة فى الأسواق الشعبية والراقية، خاصة بعدما لجأ معظم الفلاحين إلى وضع الهرمونات بشكل عشوائى، للتعجيل بنضج المحاصيل الزراعية، لضمان أكبر مكاسب ممكنة، دون مراعاة الأضرار الصحية، وهو ما يهدد الأمن الغذائى. وإن كان يعد التفاح المتهم الأول بحمل المبيدات، وفقًا لدراسة حديثة أكدت أن أكثر من 98% من الثمار التى تم فحصها تحتوى عن معدل 90% من بقايا المبيدات، مثل الفراولة والخوخ والمشمش والعنب والبرتقال، والأخطر من ذلك أن غسل الفواكة بالمياه فقط، لن يكفى لإزالة بقايا المبيدات بشكل كامل. ولأنها قضية أمن قومى، فالأمر يستوجب وضع قرارات حازمة ورادعة، لمنع منعدمى الضمائر الذين يرغبون فى تحقيق الأرباح الطائلة على حساب صحة أبناء وطنهم–من تداول الأغذية المهرمنة، مع تكاتف الجميع–وزارات الزراعة والصحة وواضعى السياسات على المستوى المحلى، للتأكد من مدى التزام المزارعين بنسب الأمان فى إنتاج الخضراوات والفاكهة وتخزينها، وتوعية المستهلكين. ليبقى السؤال: أين دور الأجهزة الرقابية فى منع تداول الأغذية المهرمنة؟.. وما هى أضرارها.. وطرق الوقاية منها؟! خطة للوقاية بداية، يقول الدكتور إبراهيم إسماعيل، خبير التغذية، رئيس الجمعية المصرية للتوعية من أجل الصحة والتنمية: يعتبر الغذاء وسيلة سهلة لنقل الأمراض المختلفة، لذا يجب اتباع ربات البيوت ل 6 خطوات أساسية لتجنب المخاطر الصحية المتوقعة.. أولًا الاعتناء بالغذاء الصحى للوقاية من الأمراض، من خلال تنويع الأصناف الجيدة، وثانيًا غسل الخضراوات والفاكهة بشكل جيد، من خلال مزج الخل الأبيض وبيكربونات الصوديوم مع الماء البارد، لمدة 15 دقيقة، وهى طريقة صحية للتخلص من السموم، أو الليمون بنفس الطريقة، وثالثًا منع تناول الخضر والفاكهة فى غير موسمها، لاحتوائها على ألوان صناعية ومواد كيماوية ترشحها لتكون واحدة من مسببات مرض السرطان، ورابعًا الاهتمام بمسألة الغلاف والتخزين أو نظافة أماكن تداول الغذاء، والابتعاد عن الأطعمة من دون لاصقة غذائية، وخامسًا شراء العبوات الزجاجية الطبيعية حفاظًا على صحة المصريين، وسادسًا تجنب الدهون الحيوانية قدر المستطاع. تدمير صحة المواطنين ومن جهته، أوضح الدكتور محمد سعيد صالح، أستاذ كيمياء السموم والمبيدات بجامعة عين شمس: أن حقن الثمار بمواد كيميائية مجهولة المصدر، بهدف زيادة الإنتاج، وتكبير حجم الثمرة، دون مراعاة للناحية الصحية، نجد أخطاره الصحية تظهر بنسبة 90%، «حسب الإحصائيات»، فى ثمار التفاح والكنتالوب والخوخ والمشمش والموز والفراولة والبطيخ والطماطم والفلفل والباذنجان والكوسة والخيار، مما يؤدى إلى الإصابة بالتسمم، مثلما حدث منذ فترة طويلة عند تناول الخوخ والمشمش والبطيخ، وهناك أمراض أخرى تظهر أعراضها على المدى البعيد مثل السرطان والفشل الكلوى وتليف الكبد والعقم، وهى قادرة على تدمير صحة الإنسان، وتخريب التربة. وأشار إلي أن مخاطر هذه الملوثات الكيميائية تكمن فى أنها مهددة للحياة، بالأخص عند الأفراد الضعفاء كالأطفال والمسنين وضعيفى المناعة، فضلًا عن خسارة الدولة لمليارات الجنيهات، التى تنفقها لعلاج الأمراض الناتجة عنها، أما أكثر أعراض المرض المنقولة بسبب الطعام الملوث شيوعًا تتمثل فى المغص البطنى والتقيؤ وآلام الرأس أو العضلات وارتفاع الحرارة، حيث تظهر هذه الأعراض عادة بعد تناول الطعام الملوث بفترة تتراوح من 12 إلى 72 ساعة، ومن المحتمل أن تظهر مبكرة بعد نصف ساعة أو متأخرة جدًا بعد مرور 4 أسابيع. نضج سريع ووافقه الرأى السابق، الدكتور عبد الرحمن عطية، أستاذ الصناعات الغذائية، عميد كلية الاقتصاد المنزلى جامعة حلوان. مؤكدًا أن هناك مخاوف كبيرة من غياب السلامة الكيميائية فى الأغذية، بسبب سوء استخدام المبيدات أثناء إنتاج الأغذية وتخزينها، مما يؤدى إلى ظهور مشاكل صحية وبيئية غير مرغوب فيها، لأنها يمكن أن تدخل ملوثات من المعادن الثقيلة إلى الأغذية.. إما من خلال التربة أو المياه أو المواد السمية التى تُلامس الأغذية. وأوضح: يجب عودة الإرشاد الزراعى مرة أخرى لتوجيه المزارعين حول الطرق الصحيحة لاستخدام المبيدات، مع تشديد الرقابة عليهم وحل مشاكلهم، حتى لا يلجأوا لاستخدام مواد محرمة للتربح السريع، مع تواجد هيئة جديدة تكون مهامها التفتيش على الأسواق الغذائية، لتجنب التعرض لأى مخاطر صحية حادة محتملة، وإصدار قوانين عاجلة لمنع تداول المبيدات إلا عبر جهة حكومية، وتشجيع تصنيع المبيدات محليًا. كما طالب «أستاذ الصناعات» بضرورة عدم تناول الخضار والفاكهة فى غير أوقات زراعتها، ومن الأفضل أن تستخدم فى المحاصيل المعدة للتصدير بالجرعات والنسب المحددة، لأنها أدت إلى زيادة عدد المصابين بالفشل الكلوى والكبدى، بسبب الرش بمبيدات محرمة دوليًا، ثم الرى بمياه الصرف الصحى والصرف الكيماوى للمصانع. مؤشرات وأرقام أمريكا وأستراليا منعت استخدام المبيدات المحرمة دوليًا منذ عام 2001.. ومصر تستورد حتى الآن من 27 دولة على رأسها دولة الهند. التفاح المتهم الأول بحمل المبيدات.. وثمار الفراولة والخوخ والمشمش والعنب والبرتقال تحتوى على 90% سموماً! نسبة أمان الأغذية التقليدية تقل أكثر من 70% عن العبوات الغذائية فى السوبر ماركات. مصر مرتع لمبيدات مغشوشة ومسرطنة منذ عام 2005. 26 مليون شخص يتعرضون للتسمم سنويًا يموت منهم 220 ألف فرد سنويًا بسبب المبيدات السامة فى الزراعة.