في اليوم العالمي للكتاب.. «خزائن المعرفة» تواكب العصر

المكتبات العامة.. منارات العقول

فى عصر تتسارع فيه وتيرة التطور، تبرز المكتبات كرمزٍ للمعرفة والتنوير، وتتجاوز دورها التقليدى كمجرد مستودعات للكتب، ولم تعد المكتبات مجرد مصادر للقراءة، بل أصبحت حضنًا للإبداع والابتكار، تسهم فى صقل مهارات الشباب وتمكين ربات البيوت من خلال الفنون التقليدية كالنول والحياكة والتطريز، وأخيرًا وليس آخرًا الكشافة.. إنها مكتبات مصر التى ترفع شعار «من هنا يبدأ بناء الانسان».
وفي اليوم العالمي للكتاب الذي يواكب 23 إبريل، تطرح الأسئلة نفسها: هل تساهم المكتبات بعصرنا الحديث فى تكوين الانسان؟ هل مازال هناك إقبال على المكتبات أم أن التطور التكنولوجى والذكاء الاصطناعى كان له رأى آخر؟ّ وما الجديد الذى تقدمه ويختلف عن دورها التقليدى كمصدر لاستعارة الكتب؟.. «الأخبار» فى السطور القادمة تنقل بالصورة والقلم الإجابة عن هذه التساؤلات، وقامت بجولة على أكبر ثلاث مكتبات بمصر، لتبرز كيف لهذه المكتبات وأنشطتها أن تغلبت على المعوقات.
◄ مكتبة مصر العامة بالدقي مبنى كلاسيكي بقُدرات عصرية
صرح عظيم استطاع أن يواكب العصر..آمن بدوره فى بناء الإنسان فتفوق على المعوقات التلقيدية، منه كانت البداية لتغير صورة المكتبات التقليدية، فأضاف الكثير من البرامج إضافة إلى استعارة الكتب، بداية من تعلم اللغات ووصولا إلى تطوير الإنسان وكورسات تعلم الرسم، والندوات التثقيفية لكبار الكتاب كل هذا بأسعارٍ رمزية ولن تجده سوى فى مكتبات مصر العامة، الانطلاقة التى بدأنا منها وتحديدا بمكتبة مصر العامة المركزية بالدقي..المبنى ذو الطراز والذوق الكلاسيكى الرفيع فى التصميم والذى يتكون من 4 طوابق، ويجذب نظرك ما إن تصل إليه، ويطرح على بالك السؤال الأهم هل روعة المبنى تتناسب مع المسئولية المُلقاة عليه؟ وهل هذا الرونق الرائع فى التصميم سيتطابق معه حلم تكوين الإنسان المفكر والمتسلح بفنون العصر والقادر على النهوض والبناء، أم أن الأمر يقتصر على روعة فى التصميم بالخارج، بينما شاخ الداخل ولم يستطع مجاراة تسارع العصر أو التسلح بعلوم العصر.
◄ الاقتصاد المنزلي
لحظات بسيطة وستتيقن أنك أمام تركيبة فريدة مزجت بين رونق التصميم وعبقرية التنظيم، فما إن تدخل إلى غرفة الاستقبال ستبهرك الأعداد الكبيرة التى انتشرت فى غرفة الاستقبال للتسجيل بنشاطات المكتبة ليزداد يقينك بأن مكتبات مصر مازالت بألف خير وأن ما سنراه بعد ذلك سيكون أكثر إبهارًا مما رأيناه، ودخلنا إلى المبنى واصطحبنا مسئولو المكتبة للحديقة الملحقة بالمكتبة والتى ستبصرها ما إن تدخل يسار غرفة الاستقبال، وانتشرت بها العشرت من الأسر للاستمتاع بالخضرة والأشجار والنباتات الرائعة فى الحديقة وأيضًا للاستئناس بالبرجولات الموجودة بها، وكأنك فى لوحة رائعة من تناغم بصرى وموسيقى من مناقشات الأسر عن نشاطات المكتبة، ولكن يبقى أجمل ما فى اللوحة تلك المساحة التى توسطت الحديقة والتى كانت بها المفاجأة الكبرى ألا وهى مجموعة من المنتجات، وللوهلة الأولى قد تظن أنها أحد النشاطات التجارية للمكتبة، ولكن الحقيقة الاكثر جمالًا هى أن هذه المنتجات نتاج لإبهارات المشتركين بالمكتبة قاموا بها يدويًا بعد التدريب داخل المكتبة على فنون التطريز والنول والمكتبه قامت بتخصيص هذه المساحة لتسويقها تشجيعًا لرواد المكتبة.
وهذا ما أكده لنا محمود محمد -موظف- أن هذه المنتجات مصنوعة بأيدى رواد المكتبة الذين تدربوا على فنون النول على يد أفضل المدربين لتدريب أبنائهم على فنون الحياكة اليدوية مساهمة من المكتبة فى بناء الشباب على التسلح بمهارات تفيدهم مستقبلًا على العمل على مشاريع خاصة بهم.
ويضيف أنه يحرص دائمًا هو وابنته على ارتياد المكتبة لتنوع أنشطتها فهناك أنشطة خاصة كورسات اللغات والنيو ماث التى ساهمت فى تطوير قدرات ابنته العقلية بالاضافة إلى النشاطات الخاصة بالاقتصاد المنزلى والرسم والتى كانت لها أثر كبير فى شخصية ابنته وساهمت فى قدرتها على الابتكار.
ويشير إلى أن أجمل ما فى الأمر أن المكتبه لا يقتصر دورها على التدريب فقط بل انها تخلق حافزًا للابناء عن طريق أنها تقوم بعرض إبداعاتهم للبيع، وهذا الأمر يساعد كثيرًا فى بناء شخصيتهم الاقتصادية وأيضًا تعزيز إيمانهم بذاتهم.
◄ اللغة الألمانية
في نهايه الحديقة يوجد 3 غرف خصصت للكورسات اللغوية جهزت على أعلى مستوى وتتوافر بها كافة الخدمات من شاشة للعرض حديثة وكان يتواجد بها أحد الكورسات الخاصة باللغة الألمانية وتمتلئ بالطلاب الذين أكدوا أن كورسات اللغة بالمكتبة من أفضل الكورسات وأن سعرها رمزى مقارنة بالكورسات فى اللغات الأخرى.
فيقول أحمد سعيد - طالب - إن الكورسات فى مكتبة مصر العامة رائعة وأنها ساعدته كثيرًا فى إتقان اللغة الإنجليزية والآن اللغة الألمانية، خاصة أنه مقبل على المرحلة الثانوية، وفَضَّل أن تكون اللغة الثانية التى يدرسها اللغة الألمانية.
ويشير إلى أن ما تتميز به الكورسات بالمكتبة أولًا السهولة ووجود مدربين على أعلى مستوى تتعامل مع قدرات كل شخص بسهولة ويُسر وأيضًا يستطيعون أن يوصلوا المعلومة لنا بسلاسة وهذا الأمر كنت أفتفده فى أماكن أخرى.
ويوضح أن أيضًا ما يميز الكورسات هنا أسعارها الرمزية مقارنة بالأماكن الأخرى والكورسات بها أسعارها مبالغ بها فضلًا عن أنك فى نهاية المطاف تحصل على شهادات معتمدة من أفضل الجهات.
◄ الثانوية العامة
ومن الحديقة إلى الطابق الأول علوى تستمر مكتبة مصر العامة بالدقى فى تأكيدها على أن مكتبات مصر مازالت قادرة على بناء الانسان، فالدور والذى خصص لمكتبة الكبار والتى تختص بالفئة العمرية التى تكبر ال 16 عامًا، والتى ما أن تطأ قدماك بابها ستجد العشرات من الوافدين انتشروا فى أرجاء المكتبة والترقة التى توسطتها والتى تم تقسيمها إلى 4 أبواب على اليمين وخصصت كمكتبة تتوافر بها كافة أنواع الكتب وتم تقسيمها وفق تخصصات ويتوسطها مكاتب للجلوس والقراءة يجلس عليها عشرات من الشباب والرجال، ولكن غلب عليهم فى هذا الوقت طلاب الثانوية العامة الذين توافدوا للاستذكار داخل المكتبة وذلك يعود إلى أن مسئولى المكتبة أعلنوا استعدادهم لاستقبال طلاب الثانوية العامة الذين لم يفوتوا الفرصة وتوافدوا للاستفاد بالجو المثالى داخل المكتبة.
فيقول ممدوح سعيد -طالب- إنه اعتاد ارتياد المكتبة فى كافة الاوقات واستعارة الكتب منها خاصة أن المكتبة تحتوى على كتب كثيرة مهمة ساعدته كثيرًا فى دراسته.
ويضيف أن الأمر يختلف هذه المرة فقد أتى للمكتبة للمذاكرة، خاصة أن الجو داخل المكتبة يساعد بشكل كبير على المذاكرة بشكل جيد وأيضًا التركيز مقارنة بالأماكن الأخرى، لذا فإنه استغل إعلان المكتبة عن استقبالها لطلاب الثانوية العام وجاء لكى يكمل مذاكرته.
ويشيد ممدوح بالمكتبة والتى توفر للجميع كافة الخدمات التى يحتاجونها.
◄ اقرأ أيضًا |
◄ الخبراء: عودة الشباب إلى القراءة تؤهلهم لقيادة المستقبل بفكر واعٍ
يؤكد الدكتور سعيد توفيق، الأستاذ فى علم الاجتماع والفلسفة بجامعة القاهرة، أهمية العوامل المتعددة التى تسهم فى إحياء شغف القراءة بين أفراد المجتمع، مشيرًا إلى أن الأسرة والمدرسة والمجتمع والإعلام تلعب أدوارًا محورية فى هذا السياق.
ويسترسل د. توفيق فى حديثه موضحًا أن البناء الثقافى يجب أن يبدأ من القاعدة، مع التركيز على الأطفال كشباب المستقبل وأمل الأمة، ويشدد على دور الدولة فى تعزيز هذه العادة من خلال برامج إعلامية تثقيفية وندوات تسلط الضوء على أهمية القراءة فى تطوير الفرد والمجتمع.
ويشير إلى أهمية دور الأسرة فى تنمية حس الانتماء لعالم الثقافة والفكر لدى الأطفال، مُقترحًا إنشاء مكتبات منزلية تخدم هذا الغرض وتعزز من مكانة القراءة فى الحياة اليومية.
ويضيف الدكتور سعيد توفيق، أستاذ علم الاجتماع والفلسفة بجامعة القاهرة، أن هناك العديد من العوامل التى تلعب دورًا كبيرًا فى تنشيط القراءة عند أبناء المجتمع.
وتابع أن البداية من الأسرة والمدرسة والمجتمع، والإعلام له دور مهم فى التوعية بالاهتمام بتوجيه الأطفال لعودتهم للمكتبات والقراءة، ولذلك علينا أن نبدأ البناء من أسفل وليس من أعلى، فيجب أن نركز على الطفل الذى هو شباب المستقبل.
أضاف توفيق، أن من الأدوار التى يمكن للدولة أن تقوم بها من أجل التشجيع على عادة القراءة فى نفوس المواطنين، قيامها بعمل البرامج الإذاعية والتليفزيونية التى تصب فى هذا المضمون كقيامها بعمل الندوات والمحاضرات التى تتحدث عن القراءة وأهميتها فى الارتقاء بسلوكه، وكونها السبيل الذى من خلاله نستطيع أن نعمل على مستقبل أفضل لشباب واعٍ مهتم بالقراء والمعرفة.
وشَدَّد توفيق على أنه يجب أن تسعى الأسرة لخلق شعور فى نفسية الطفل بأنه منتسب إلى عالم الثقافة والفكر، وذلك من خلال الاهتمام بآرائه ومقترحاته حول ما يقرأ وأن تهتم كل أسرة فى المجتمع بإنشاء مكتبة منزلية تعمل لخدمة الأطفال، إن لم نقل بضرورة عمل مكتبة خاصة بالأطفال. وتقول الدكتورة بثينة عبدالرؤوف، الخبير التربوى إن مسألة إعادة الشباب إلى المكتبات العامة يمكن أن تتم عبر اتباع عدد من الخطوات والإجراءات المفيدة بهدف تعزيز الوعى الثقافى وتثقيف الشباب عن أهمية القراءة والبحث وكيفية استخدام المكتبات لتحقيق أهدافهم لصقل الجوانب التعليمية لديهم وتكوين شخصية قيادية قادرة على فهم الواقع واستقراء المستقبل والتمسك بكل داوفع الأمل وتمكينهم من قيادة المستقبل بفكر واعٍ.
أوضحت بثينة أن تنظيم فعاليات ونشاطات مثيرة مثل الندوات والمحاضرات وورش عمل تثقيفية فى المكتبات العامة لجذب الشباب وتحفيزهم مع تحديث المحتوى والتقنيات وجعل المكتبات مُجهزة بأحدث التقنيات والموارد الرقمية لتلبية احتياجات الشباب وجعل البحث والوصول إلى المعلومات سهلًا ومُشوقًا.
أضافت بثينة أن الترويج والتسويق بشكل فَعَّال عبر استخدام وسائل التواصل الاجتماعى والإعلانات للترويج لفعاليات المكتبة وخدماتها بطريقة تجذب الشباب، وتوفير بيئة مريحة وملهمة مع إنشاء فضاءات داخل المكتبة تتيح للشباب العمل والدراسة فى جوٍ هادئ يساعد على الإبداع مع توفير مناطق للتفاعل الاجتماعى داخل المكتبات. كما يُرجى تنفيذ شراكات مع المدارس والجامعات بهدف تعزيز التعاون مع المؤسسات التعليمية لتشجيع الطلاب على استخدام المكتبات العامة كمصدر للمعرفة والبحث.
وتابعت أنه يمكن تعزيز اهتمام الشباب بالمكتبات العامة وتحفيزهم على العودة إليها والاستفادة من فوائدها الكبيرة فى تعزيز المعرفة والتعلم المستمر، وتابعت أن هناك بعض العوامل المؤثرة فى عزف الشباب عن المكتبات بسبب انشغالهم بالتواجد عبر وسائل التواصل الاجتماعى، ولذلك يجب أن تقوم معظم المكتبات العامة والثقافية بعمل أنشطة تجذبهم.
◄ «الزاوية الحمراء».. الخدمات للجميع
◄ مسرح واستديوهات وورش للموسيقى.. وذوو الهمم أولوية
الصورة لم تختلف كثيرًا بمكتبة مصر العامة بالزاوية الحمراء والتى تخدم منطقة الزاوية الحمراء وما يجاورها، فما إن تصل هناك سيخطف نظرك الطابع المعمارى الحديث وهيئة المبنى التى تحافظ على رونقها ونظافتها فى صورة تجعلك تتمنى أن تتناسب صورة المبنى مع واقع الأداء، وهذا ما ستجده بالفعل بدايةً من استقبالك بإحدى غرف الأمن التى ستقوم بتسجيل حضورك والهدف من الزيارة ومن ثم ترشدك إلى المكان الذى تريده بطريقة نظامية رائعة، ووصولًا لنشاطات المكتبة المتنوعة والتى تنفرد عن باقى مكتبات مصر بوجود مسرح رومانى بها، ما إن تدخل إلى اليسار يتم فيه إقامة الكثير من الأنشطة الترفيهية واستضافة كبار الفنانين وإقامة الحفلات الغنائية والكورال ونشاطات المسرح وغيرها من الأنشطة الترفيهية التى تساهم فى بناء الانسان.
يجاور المسرح جراجٌ كبير يتواجد به أكثر من 4 سيارات مُجهزة الاستخدام كمكتبات متنقلة، بالإضافة إلى غرفة كبيرة تم إنشاؤها لتكون مقرًا إضافيًا لكورسات اللغة المتنوعة وبداخلها لوحات للرسم المميز فى هذه الغرفة الجدار الذى يتوسطها والذى صمم ليكون جدارًا متنقلًا، بحيث يمكن من خلاله فصل الغرفة إلى غرفتين او يتم تحريكه لتصبح قاعة كبيرة للندوات أو المحاضرات ذات الأعداد الكبيرة، ليس هذا فحسب، بل هناك المساحة الخضراء والكافتيريا التى تتوسط المسرح الرومانى والمكتبات.
ومن الخارج وإلى الطريق للداخل، هناك مفاجأة سارة لك، ألا وهى أن المكتبة صممت لتتناسب مع ذوى الاحتياجات الخاصة، وراعت فى تصميمها توفير ممرات مجهزة لذوى الاحتياجات تيسيرًا عليهم للدخول للمكتبة والاستفادة من أنشطتها، لتكون بداية مبشرة بأن القادم من نشاطات داخل المكتبة بالتاكيد على قدرٍ عالٍ من الكفاءة وهذا ما ستجده داخل المبنى والذى يتشابه فى تكوينه مع مكتبة مصر العامة بالدقى، وأنه يتكون من 3 طوابق، الأرضى منه خصص ك «ريسيبشن» لاستقبال الرواد وتسجيلهم، بالإضافة إلى قاعة كبيرة خصصت للندوات والاحتفالات، بينما خصص الدور الثانى ليكون للأطفال ويتواجد به غرفة للكمبيوتر لتعليم الأطفال فنون الكمبيوتر يجاورها غرفة للأنشطة تيسيرًا على الطلاب، وأخيرًا مكتبة الطفل والتى تَمَّ تصميمها بحيث تكون الإضاءة بها إضاءة طبيعية من نور الشمس بجانب الكشافات التى تساهم فى عملية الإضاءة، ولكن يبقى الاعتماد الرئيسى على الاضاءة الطبيعية.. الجميل فى الأمر صورة الأطفال الذين انتشروا داخل المكتبة وبأيديهم الكتب التى يقرأونها والابتسامات تملأ وجوههم فى صورة رائعة تؤكد لك أن دور المكتبات لن ينتهى.
ومن الطابق الثانى إلى الطابق الثالث، لم يختلف التقسيم، فعلى اليمين خصص كمكتبة للكبار صممت أيضًا بحيث تكون الاضاءة بها مشتركة بين الإضاءة الطبيعية والكشافات التى تستخدم خلال الفترة المسائية، وتتميز بتنوع مصادر الكتب بها، والأجمل فى كل هذا توافد العشرات من الشباب الذين امتلأت بهم ساحات المكتبة والمكاتب التى توسطتها وجلسوا عليها إما للقيام بالمذاكرة كطلاب الثانوية العامة الذين وجدوا فى مكتبة الزاوية الحمراء الموقع الافضل ليكون مقرًا لمذاكرتهم.
◄ «البحر الأعظم» وحكاية سينما الشعب
تُشكِّل مكتبة البحر الأعظم واحة ثقافية تغذى الروح والعقل، وتقف كصرحٍ معرفى يخدم جمهورًا واسعًا من سكان المنطقة.
تتميز المكتبة بموقعها الاستراتيجى وتمتد على مساحة إجمالية تبلغ 3000 متر مربع، بينما يحتل المبنى 370 مترًا مربعًا منها، ويتألف المشروع من ثلاثة طوابق متعددة الاستخدامات، يضم الطابق الأرضى بهو استقبال فسيحًا بارتفاع دورين، جاليرى للفنون، مكتبة عامة، ومرافق متنوعة.
أما الطابق الثانى، فهو مخصص لتكنولوجيا المعلومات ومكتبة الطفل، بالإضافة إلى مكاتب إدارية ومخازن، أما الطابق العلوى فيفتح آفاقه للأنشطة الثقافية المفتوحة، مع مرافق داعمة تشمل غرفة طلمبات وخزان مياه لمنظومة الحريق، وتتزين المكتبة ببرجولات خشبية تستقبل الزوار فى أحضان الطبيعة، ما يجعلها مركزًا حيويًا للتبادل الثقافى والإبداع الفكرى.
وأوضح أحمد عبد النبى، مدير مكتبة البحر الأعظم، أسباب توقف المكتبة خلال الفترة الماضية، وقال: نظرًا لجائحة كورونا، توقفت المكتبة ثم عادت للعمل بعدها مباشرة، لكن لم يكن يعلم الكثيرون عن عودة المكتبة للعمل، وبسبب محاولاتنا المستمرة للوصول لجمهور من خلال السوشيال ميديا وجروبات الخاصة بالمنطقة، استطعنا أن نتواصل مع عددٍ كبير من المواطنين، وقد بدأنا الإعلان عن محاضرات، وأنشطة المكتبة، ومواعيد فتح المكتبة لاستقبال الجمهور منذ الساعة 9 ص إلى 9 م، وتنقسم المواعيد إلى فترتين صباحية ومسائية، من 8 صباحًا ل 3 العصر، ومن 3 ل 10 مساءً، من خلال صفحة المكتبة الرسمية عبر منصة فيس بوك، أيضًا عبر طباعة ورق وتوزيعها بالشوارع بهدف الدعاية للمكتبة، دائمًا ما تكون الفترة الصباحية الأكثر إقبالًا أثناء أيام الدراسة.
وأوضح عبد النبى أن البرامج والأنشطة مختلفة المقدمة، منها ورش وكورس الرسم يومى الإثنين والثلاثاء من كل أسبوع طوال فترة الإجازة، كذلك تعليم موسيقى حتى الاحتراف، أيضًا هناك برامج جديدة تم إضافتها هذه الفترة مثل برنامج لتعليم اللغات، وقد بدأنا بفعل بكورس خط اللغة العربية، وكورس اللغة الإنجليزية لمدة شهر، وتَمَّ إجراء اختبار لها لتحديد مستوى لمعرفة مستوى المتقدم وفقًا لثلاثة مستويات، وكان عدد المتقدمين للاختبار 500 نجح منهم 200 ، غير أن الكورس مجانى لكل مَن اجتاز الاختبار، ومن المقترح إعطاء المتقدمين شهادة معتمدة لاجتيازهم الكورس بنجاح، أيضًا من يتولى تدريس الكورس ياسر حمودة مدرس لغة انجليزية تابع لوزارة التربية والتعليم بفترة الإجازة، كما أنه سيتم خلال الفترة المقبلة التعاون مع أكاديمية العبقرية لتقديم كورس حساب ذهنى، وكل هذه الكورسات مجانية.
كما أشار إلى تعاون مكتبة البحر الأعظم مع وزارة التربية والتعليم للقيام بجولات ميدانية ببعض المدارس، أيضًا يتم تجهيز زيارات بالمكتبة للطلاب فى أى وقت، حيث نحاول قدر المستطاع أن يكون هناك تعاون مستمر بيننا وبين وزارة التربية والتعليم، ومن ضمنها أنشطة التوعية الدينية بالتعاون مع وزارة الأوقاف، والأنشطة الثقافية، ومحاضرات بالتعاون مع جهات خارجية تكون مركزية من الهيئة أو بالاتفاق، ونتخذ الإجراءات القانونية والأمنية للمحاضر.