مشكلات عديدة ظهرت مع بداية تشغيل مشروع تطوير منطقة هضبة الأهرامات، وبدلًا من أن يضعها المسئولون عن الآثار فى حساباتهم تناسوها تمامًا، وراحوا يتحدثون عن الافتتاح والتطوير الذي تم هناك، رغم أن كل من يعمل في الأهرامات، يعلم أن أصحاب الجمال والخيول سطوتهم قوية لدرجة أنهم ضغطوا على المحافظة، ونتيجة هذا الضغط تقرر وبشكل مفاجئ تغيير المسار المتفق عليه، والنتيجة النهائية كانت ذلك المشهد الذى وجدناه فى أول أيام التشغيل، عندما قام أصحاب الجمال والخيل بقطع الطرق على الأتوبيسات الكهربائية والسيارات. ◄ مدبولي: «نزلة السمان» ستصبح من أهم المقاصد السياحية بسبب المتحف الكبير وشهدت منطقة أهرامات الجيزة صدامات غير مرغوبة فيه خلال اليوم الأول من التشغيل التجريبى لمشروع تطوير منطقة هضبة الأهرامات الذى أصبح حديث العالم، وانتشر كالنار فى الهشيم بمُختلف منصات التواصل الاجتماعى حول العالم، وكشف غياب التنسيق، حيث شهد الجميع داخل مصر وخارجها قيام عدد كبير من الخيالة والهجانة بالتجمهر أمام المدخل الجديد للمنطقة على طريق الفيوم، وقطع الطريق أمام الزائرين والحافلات السياحية الكهربائية، مما أدى إلى شلل تام فى حركة الدخول والتنقل داخل المنطقة، وسط هتافات احتجاجية عشوائية، وتعطيل متعمد لرحلات السياح الأجانب والمصريين، الذين جاءوا ليشهدوا تجربة جديدة فوجدوا أنفسهم وسط اضطرابات مهينة، دون تدخل عاجل من الجهات المسئولة أو خطة طوارئ تليق بحجم الحدث. ◄ فخر للمصريين رجل الأعمال، المهندس نجيب ساويرس، قال إن شركته «أوراسكوم بيراميدز للمشروعات الترفيهية» بذلت مجهودا كبيرا للغاية، ونفذت استثمارات تقترب من ال1.5 مليار جنيه، مؤكدًا أن ما تم يدعو للفخر لأى مصري. أما عمرو جزارين، رئيس مجلس إدارة الشركة، فكشف حقيقة ما حدث فى اليوم الأول للتشغيل التجريبي للمنظومة الجديدة لهضبة الأهرامات بالجيزة، قائلًا إن الأمور سارت بشكل ممتاز من الساعة 7 صباحا حتى 11، مُبيّنًا أن زمن التَقاطر بين الحافلات 3 دقائق، بدلا من 5 دقائق، وقمنا بزيادة العدد إلى 45 حافلة بدلا من 30 حافلة، وأكد أن أوراسكوم هى المنفذة لخطة الدولة، المبنية على ما يُسمى بمحطة التريض التى تم تحديدها عام 2009، وهى المكان المخصص لنقل الخيالة والجمالة وأصحاب الدواب. وقال: «اتخذت الدولة قرار التطوير بعد التجاوزات التى كانت تحدث فى منطقة الأهرامات»، مُضيفًا أن هناك 2.5 مليون زائر يزورون الأهرامات، نصفهم من الأجانب، وهذا رقم مُخجل، لأن هناك كثيرا من المناطق الأثرية أقل أهمية ويزورها أكثر من 15 مليون شخص في العام. تابع: «التعطل الذى حدث اليوم الأول لتشغيل المشروع تم بسبب قطع الخيالة الطريق الأسفلتى المخصص للسيارات الكهربائية مرتين، وهو ما تسبب فى تكدس الركاب»، مؤكدا أن الدولة يجب عليها أن تتخذ الإجراء المناسب تجاه هذا الوضع، مشددا على أن كافة الآراء مطروحة لتلافى السلبيات التى حدثت، وإذا تم قطع الطريق مرة أخرى فهذه مشكلة خارج إرادتنا، وبخلاف ذلك فنحن مستعدون لتطوير أداء الشركة والعمل وفق ما تم الاتفاق عليه، وبالتعاون مع المرشدين السياحيين وكافة الأطراف. ◄ نظام وتراخيص المُرشدة السياحية هدى راضى، شددت على ضرورة أن يكون للخيالة وأصحاب الجمال والكاريتات، نظام وتراخيص يسيرون عليه، وألا يتم طردهم نهائيًا، فهذا أكل عيشهم منذ سنوات، مُشيرة إلى أن السياح يحبون التصوير على الجمل والخيول، ويصنعون ذكرى لهم هنا مميزة، ومشكلتنا ليست مع الجمال لكن مشكلتنا مع أصحاب الجمال غير المُنظمين ولا المسئولين. مونيكا حنا، عالمة آثار، قالت: «الصيف الماضى تلقيت دعوة لزيارة مشروع تطوير هضبة الأهرام، وحيث إننى عملت بهذا المكان منذ أكثر من 20 عامًا، تحمست جدًا وفعلًا ذهبت لزيارة المشروع، واكتشفت أن المشكلة الواضحة هى أن الخطة والاستثمار الكبير الذى نفذته الشركة من خلال أكبر المكاتب الاستشارية فى العالم، لم يراع ثقافة المكان بشكل صحيح، ولم تتم دراسة أهم مكونات المكان، وهم أصحاب المصلحة بالمنطقة الأثرية، وهذا ما أدى للمشكلة الكبيرة التى حدثت فى أول يوم تشغيل. ولفتت إلى أن القائمين على المشروع لم يقوموا بأبسط خطوات إدارة المواقع الأثرية الحديثة، وهى استطلاع رأى أصحاب المصلحة الحقيقيين والمتعاملين التقليديين مع الموقع، فلم يتم الاستماع إلى الخيالة والهجانة قبل وضع الخطة، ولم يتم التشاور مع المرشدين السياحيين، ولا مع الأثريين، ولا حتى مع الزائرين المحليين والأجانب. ◄ تحرك نيابي يأتي ذلك فيما عقدت لجنة السياحة والطيران المدنى بمجلس النواب، برئاسة النائبة نورا على، جلسة استماع بشأن مستجدات أعمال التشغيل التجريبى لمشروع تطوير منطقة الهرم، وانعقدت اللجنة بمشاركة ممثلين لوزارتى السياحة والآثار، والتنمية المحلية، وغرفة شركات السياحة، والمرشدين السياحيين، وشركة أوراسكوم، وقالت النائبة نورا على، إن اللجنة تستهدف بحث كافة الرؤى المتعلقة بالمشروع، والنظر فى كافة الأمور المثارة منذ بدء الافتتاح التجريبى؛ لتقريب وجهات النظر والخروج بخطة متكاملة تحقق كافة التطلعات، وأوضحت أن اللجنة تدعم مشروع التطوير الذى يسهم فى إحياء هذه المنطقة الأثرية المتفردة، وتعظيم دورها كوجهة سياحية ثقافية عالمية رائدة ومتفردة. وكانت النائبة الدكتورة مها عبدالناصر عضوة مجلس النواب عن الحزب المصري الديمقراطي، قد تقدمت بطلب إحاطة موجه إلى رئيس مجلس الوزراء ووزير السياحة والآثار ووزيرة التنمية المحلية، بشأن الوقائع التى حدثت أثناء افتتاح مشروع تطوير منطقة هضبة الأهرامات. ◄ إحياء نزلة السمان ولمُتابعة الموقف التنفيذي للأعمال بالمنطقة الأثرية بالأهرامات ومُخططات إحياء منطقة «نزلة السمان» كمقصد سياحى، عقد الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، اجتماعًا، بحضور كل من شريف فتحى، وزير السياحة والآثار، والمهندس شريف الشربينى، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، واللواء دكتور خالد فودة، مُستشار رئيس الجمهورية للتنمية المحلية، رئيس اللجنة العليا لإدارة مواقع التراث العالمى، والمُهندس عادل النجار، مُحافظ الجيزة، والدكتورة هند عبد الحليم، نائب محافظ الجيزة، والدكتورة مها فهيم، رئيس الهيئة العامة للتخطيط العمرانى، والدكتور محمد إسماعيل، أمين عام المجلس الأعلى للآثار، حسام الشاعر، رئيس مجلس إدارة الاتحاد المصري للغرف السياحية، والمهندس محمد الخطيب، استشاري مشروع إحياء منطقة نزلة السمان، حيث أشار مدبولي إلى الأهمية الكبيرة للأعمال الجارية بالمنطقة الأثرية بالأهرامات ونزلة السمان، نظرًا لما تتضمنه هذه المنطقة ومحيطها من كنوز تاريخية وأثرية فريدة، مما يستوجب وضعها دائمًا على أجندة الاهتمام ورفع كفاءة مستوى الخدمات المقدمة لزائريها من الأجانب والمصريين، وذلك بما يتناسب مع مكانتها وقيمتها الحضارية، ووجه الدكتور مصطفى مدبولي، بضرورة تضافر جهود مختلف الوزارات والجهات المعنية، والالتزام بالخطة الموضوعة مُسبقاً لنجاح التشغيل التجريبي وتوفير تجربة سياحية متميزة لزائري المنطقة وجعلها أكثر سهولة ويسر واستمتاع. ◄ متابعة مستمرة وأكد وزير السياحة، أن أعمال التطوير المُنفذة تمت على النحو الذي يتناسب مع القيمة الحضارية والتاريخية للمنطقة الأثرية، مما يُسهم في تحسين التجربة السياحية للزائرين، وإحداث أثر إيجابي يدفعهم لتكرار هذه التجربة والترويج لها في بلدانهم، مع جذب المزيد من السائحين والزائرين للمنطقة، وفي ضوء ذلك، أشار الوزير إلى أنه يجري المتابعة المستمرة للتشغيل التجريبي لمشروع تطوير الخدمات بمنطقة الأهرامات، كما يتم متابعة حركة الزيارة بالمنطقة أولاً بأول على مدار اليوم؛ بهدف الوقوف على الدروس المستفادة في أثناء تطبيق هذا المشروع على أرض الواقع، والبناء على الإيجابيات والعمل على تلافي أي سلبيات أو معوقات قد تطرأ. وقال الوزير: «شهدت حركة الزيارة أمس انسيابية وسهولة؛ سواء في الدخول من بوابة المنطقة الأثرية الواقعة على طريق القاهرة - الفيوم، أو من خلال التنقل بين مسارات الزيارة بالمنطقة، لافتا إلى أن المنطقة استقبلت أمس نحو 15 ألف زائر من المصريين والسائحين بنسبة زيادة بلغت 25%، مقارنة بأول يوم لبدء التشغيل التجريبي، وهو ما يمثل أعلى نسبة زيارة منذ بدء التشغيل للمشروع، مُضيفًا: «تعمل الوزارة بالتعاون مع الوزارات والجهات المُختصة للتغلب على أية ملاحظات، والتي وردت من المرشدين السياحيين أو من العاملين بالمنطقة لتلافيها خلال الفترة القادمة، لافتاً إلى أن حركة الزيارة أمس شهدت انسيابية وسهولة. ◄ الموقف التنفيذي المُستشار محمد الحمصاني، المُتحدث الرسمي باسم رئاسة مجلس الوزراء، أشار إلى أن الاجتماع شهد استعراضًا للموقف التنفيذي للأعمال بالمنطقة الأثرية بالأهرامات، ومن بينها إجراءات تشغيل مبنى مركز الزوار الجديد، وتشغيل منظومة الباصات الكهربائية الترددية، كما تم تناول موقف تنظيم دخول الحافلات السياحية من البوابات الجديدة، فضلاً عن إجراءات تنظيم عمل الدواب داخل المنطقة الأثرية، كما تناول الاجتماع مُخططات ورؤية إحياء منطقة نزلة السمان كمقصد سياحى، حيث تم التطرق لأبرز طلبات أهالى المنطقة، وكذا الأهداف الاستراتيجية لإحياء منطقة نزلة السمان، التى تضمنت التكامل مع منطقة الأهرامات مع تعزيز السياحة المُستدامة، واستهداف زيادة أعداد السائحين والطاقة الفندقية والخدمات السياحية، وكذا الحفاظ على المواقع الأثرية بتحقيق دخل مُستدام، حيث تم التنويه في هذا الصدد إلى أنه من المتوقع بعد افتتاح المتحف المصري الكبير أن تصبح منطقة نزلة السمان لها أهمية أكبر وتصبح من أهم المقاصد السياحية.