مصر تسعى بكل الطرق لاستمرار وقف إطلاق النار فى غزة لإعطاء الفرصة لنجاح أى مفاوضات للإفراج عن بقية الرهائن وتبادل الأسرى العالم كله يؤيد الخطة المصرية لإعادة إعمار قطاع غزة لأن الأهالى لن يكونوا مضطرين أو مجبرين على الخروج من القطاع. أجمل ما فيها هو تحقيق حلم (التعافى المبكر) وهى مرحلة تستمر ستة أشهر وتتضمن إزالة الركام وتوفير منازل متنقلة للسكان مع استمرار تدفّق المساعدات الإنسانية، مما يعطى الأمل فى انتهاء الحرب بالقطاع. وتشمل المرحلة الثانية عقد مؤتمر دولى لإعادة الإعمار مع بقاء السكان على الأرض. وتتضمن المرحلة الثالثة إطلاق مسار سياسى لتنفيذ حل الدولتين وحتى يكون هناك ضوء فى نهاية النفق وحافز للتهدئة المستدامة.. بعد محاولات إسرائيل تدمير قطاع غزة تأكد لكل دول العالم، وخاصة الولاياتالمتحدة وبعض دول أوروبا التى كانت تؤيد إسرائيل مع بداية الأزمة، أن حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة هى السبب الرئيسى والوحيد فيما آلت إليه الأوضاع بالمنطقة، لكن إدارة ترامب تغض الطرف عن مصالح الفلسطينيين لصالح إسرائيل عمدا. لقد عانى الفلسطينيون فى الضفة الغربية طوال الشهور الماضية من استفزاز واضح من قبل الجيش الإسرائيلى والمستوطنين الذين عاثوا فسادا وتدميرا فى ممتلكاتهم فى حراسة الشرطة الإسرائيلية وتحت سمع وبصر رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الذى ترك بعض الوزراء المتطرفين يفعلون ذلك دون أن يتدخل لوقف هذه الاستفزازات، بل كان يباركها. مصر تسعى بكل الطرق لاستمرار وقف إطلاق النار فى غزة لإعطاء الفرصة لنجاح أى مفاوضات للإفراج عن بقية الرهائن وتبادل الأسرى، وما يحدث الآن فى الضفة الغربية واقتحام المخيمات أمر شديد الخطورة والعالم الحر يصم أذنيه، وتصفية القضية الفلسطينية محاولة خبيثة من الدولة العبرية لدفع الفلسطينيين إلى الخروج من غزة وتهجيرهم منها، وهو مشروع مرفوض مصريا وعربيا، ونحن على استعداد للتضحية بكل نفيس وغال لإجهاض ذلك المخطط، ولا مانع لدينا من اتباع كل السبل لمواجهته ولن نقف مكتوفى الأيدى مهما كانت الظروف. نحن نصطف خلف رئيسنا وقيادتنا الحكيمة والشريفة ونفوضه لاتخاذ أى خطوة يراها فى مصلحة الوطن الغالى. ملايين المصريين يرفضون كافة المخططات الإسرائيلية الخبيثة لتهجير الفلسطينيين من غزة إلى سيناء. المصريون ورئيسهم يعتبرون أن عملية التهجير خط أحمر غير مسموح تجاوزه تحت أى ظروف. حلم إسرائيل الأبدى هو التخلص من الفلسطينيين وإنشاء دولة يهودية وهم يريدون استغلال تلك الفرصة التى سنحت لهم من خلال دعم وتأييد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الذى يرى فى المقاومة الفلسطينية عائقا أمام تحقيق الحلم التاريخى. أؤكد أن نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل وحكومته اليمينية المتطرفة هم السبب فيما آلت إليه الأوضاع الحالية، فقد ترك وزيره للأمن القومى إيتمار بن غفير ووزير المالية سيموتريتش يستفزان الفلسطينيين ويقومان بتسليح المستوطنين والاعتداء على المدنيين الفلسطينيين فى قراهم وبلداتهم والاقتحام شبه اليومى للمسجد الأقصى، مما ساهم فى تأجيج نيران الغضب، ناهيكم عن حملات اعتقال الشبان الفلسطينيين يوميا فى مدن الضفة الغربية. لم يفطن نتنياهو لخطورة هذه الأفعال وإنما ترك الأمر يفلت بغرض الحفاظ على الائتلاف الهش لحكومته المتطرفة. مصر تقود التحرك العربى ومشروعها للحل هو المشروع الأمثل والمسموح به لإعادة بناء غزة فى وجود أهلها، وهو حل مريح ومرض لكل الأطراف، ويحظى التحرك المصرى بتأييد عربى ودولى واسع لأنه يتعامل مع الجانب الإنسانى ويتماشى مع حق الشعوب فى العيش فى بلادها بعيدا عن النهج الترامبى الذى يدير قضية غزة بفكر تجارى بحت لا يضمن حقوق الشعب الفلسطينى.