تنعقد المفاوضات بين الولاياتالمتحدةالأمريكيةوإيران في سلطنة عمان يوم السبت المقبل وتعتبر مفاوضات معقدة وبالغة الصعوبة بين بلدين لطالما جمعتهما علاقات عدائية منذ تأسيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية في 1979، كما تأتي المفاوضات بين بلدين جرت بينهما جولة من التهديدات العسكرية خلال الأسابيع. اقرأ أيضا: «نيويورك تايمز» تكشف كواليس موافقة خامنئي على المفاوضات مع واشنطن والمبدأ الحاكم للمفاوضات بين إيرانوالولاياتالمتحدةالأمريكية هو صراع الإرادات كلتا الدولتان تريدان فرض إرادتهما على الآخرى، الولاياتالمتحدة تريد تفكيك البرنامج النووي الإيراني بشكل كامل والقضاء على التهديد النووي الإيراني لإسرائيل والذي يشكل نوعا من توازن الرعب مع تل أبيب التي تملك ترسانة نووية، كما تريد الولاياتالمتحدة القضاء على البرنامج الصاروخي لإيران والقضاء على أذرعها في الإقليم المتمثلين في حزب الله وحركة حماس والحوثيين في اليمن والحشد الشعبي في العراق، أما إيران فإنها تسعى لامتلاك التكنولوجيا النووية لتعزيز ثقلها الإقليمي وامتلاكها للتكنولوجيا النووية يعزز دورها الإقليمي ومكانتها في العالم ويخلق حالة من الردع الاستراتيجي لإيران. يبدو أن المفاوضات ستكون بالغة الصعوبة والتعقيد حيث إن إيران سترفض التخلي عن البرنامج الصاروخي أو التخلي عن دعم وكلائها في المنطقة وإنما ستسعى من خلال المفاوضات إلى إزالة المخاوف فقط المتعلقة بامتلاكها لسلاح نووي وإثبات سلمية البرنامج النووي وهو الأمر الذي لا يرقى لطموحات واشنطن خاصة أن ترامب يريد أن يثبت اختلافه عن أسلافه من الرؤساء الأمريكيين الذين تساهلوا مع طهران طوال السنوات الماضية واستمرت في تخصيب اليورانيوم بمستويات مرتفعة. في الحقيقة فإن نتيجة المفاوضات سيناريوهين إما الوصول لاتفاق هزيل على غرار اتفاق 2015 الذي جرى في عهد أوباما والذي لم يقضي على البرنامج النووي واستمرت إيران في تخصيب اليورانيوم بالعكس خفف الاتفاق من وطأة العقوبات الغربية واستمرت إيران في تصدير النفط الذي جلب لها أموالا ضخمة أنفقتها على برنامجها الصاروخي ودعم الوكلاء في المنطقة، لكن بالنسبة لترامب سيحفظ الاتفاق ماء وجهه وسيبدو منتصرا أمام الداخل الأمريكي وسيعلن أنه استطاع تعطيل البرنامج النووي الإيراني وتأجيله بمعنى أن البرنامج النووي هو كرة لهب سيتم تأجيلها للرئيس الذي يعقبه في البيت الأبيض، وبالطبع هذا الأمر يغضب إسرائيل ولا يرضى طموحات نتنياهو الذي يسعى إلى القضاء على قدرات ايران بضربة عسكرية. أما السيناريو الثاني وهو فشل المفاوضات وعدم التوصل إلى اتفاق شكلي عندئذ سيكون السيناريو العسكري هو الحاضر وسنكون أمام مواجهة كبرى في المنطقة تتضرر منها المنطقه بأكملها. لا أحد يستطيع أن يجزم الآن بنتيجة المفاوضات خصوصا أنها ستكون جلسات لبناء الثقة وتبادل الرسائل غير المباشرة يتم البناء عليها للجلوس في مفاوضات مباشرة.