واشنطن - وكالات الأنباء: لا تزال الإدارة الأمريكية تحاول احتواء فضيحة كشفها رئيس تحرير مجلة «ذى أتلانتيك» الذي وجد نفسه، نتيجة خطأ ناجم عن خرق أمنى فاضح، أصبح عضوا في مجموعة مراسلة عبر الهاتف تضمّ عدداً من كبار المسئولين في إدارة الرئيس دونالد ترامب وهم يناقشون خطة عسكرية سرية للغاية لضرب المتمرّدين الحوثيين فى اليمن. وكان ترامب علق على الأمر أمس الأول بقوله «لا أعرف شيئا عن هذا الأمر، أسمع به منكم للمرة الأولى». وتكشفت الفضيحة حين نشر الصحفى الأمريكي البارز جيفري جولدبرج مقالاً كشف فيه أنّ إدارة ترامب ضمّته عن طريق الخطأ إلى مجموعة دردشة عبر تطبيق «سيجنال» وقد ضمت معه ما مجموعه 18 مسئولا كبيراً جداً، من بينهم وزير الخارجية ماركو روبيو، ونائب الرئيس جاى دى فانس، ووزير الدفاع بيت هيجسيث، ورئيس وكالة الاستخبارات المركزية (سى آى إيه) جون راتكليف، فضلاً عن مستشار الأمن القومي مايك والتز. وأوضح جولدبرج، أنّ القصة بدأت فى 11 مارس بمبادرة من والتز الذي أضافه إلى هذه الدردشة الجماعية عبر تطبيق «سيجنال» الذي يُعتبر استخدامه شائعا بين المراسلين والسياسيين بفضل السريّة التى يتمتّع بها. وبحسب مقال جولدبرج، قال فانس في المحادثة إنّ شنّ هذه الغارات سيكون «خطأ» لأنّه يكره «إنقاذ أوروبا مرة أخرى» كون دولها أكثر تضررا من بلاده من هجمات الحوثيين على السفن. وتعليقاً على موقف فانس قال مستشار الأمن القومي والتز ووزير الدفاع هيجسيث، إنّ واشنطن وحدها قادرة على تنفيذ المهمة. ووفقاً للمقال فقد كتب نائب الرئيس مخاطبا وزير الدفاع «إذا كنت تعتقد أنّ الأمر ضروري، فلنفعله، أنا أكره أن أساعد الأوروبيين مرة أخرى»، ليجيب هيغسيث «أوافقك الرأى تماما. أكره سلوك الأوروبيين الاستغلالي، إنه أمرٌ مثير للشفقة»، قبل أن يبرّر ضرورة شنّ الهجوم بوجوب «إعادة فتح الممرّات البحرية». وفي مقاله قال جولدبرج «لم أصدّق أنّ مجلس الأمن القومى الرئاسى سيكون متهوّرا لدرجة إشراكه رئيس تحرير مجلة أتلانتيك» فى مجموعة المراسلة هذه. وأكّد البيت الأبيض صحّة ما أورده رئيس تحرير المجلة المرموقة التى يكنّ لها ترامب الكثير من العداء بسبب انتقاداتها لسياساته. وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومى براين هيوز «يبدو فى هذا الوقت أنّ سلسلة الرسائل المذكورة فى المقال أصلية، ونحن نحقّق فى الطريقة التى أضيف بها رقم عن طريق الخطأ» إلى مجموعة الدردشة. ولاحقاً، شدّد البيت الأبيض على أنّ ترامب مازال داعما لفريقه لشئون الأمن القومي. وقالت المتحدثة باسم الرئاسة كارولاين ليفيت فى بيان «مازال لدى الرئيس ترامب ملء الثقة بفريقه للأمن القومي، لا سيّما مستشار الأمن القومى والتز». وكانت صحيفة بوليتيكو قد نقلت عن مصادر، وجود مناقشات نشطة فى البيت الأبيض حول مستقبل والتز، وأنه على هذه الخلفية، تبدو استقالته من منصبه غير مستبعدة. ووفقاً للمصادر، لايزال الأمر غامضا ولم يتم تحديد أى شيء حتى الآن. وحذر مسئولون فى البيت الأبيض من أن الرئيس سيتخذ قراره فى نهاية المطاف خلال اليومين المقبلين، حيث يراقب التطورات بعد التقارير التى تحدثت عن تسرب البيانات. ومن جهته، نفى هيجسيث المعلومات المتعلقة بالتسريب، مؤكدا أن أحدا لم يرسل أى معلومات عسكرية فى الدردشات. في المقابل، شنت المعارضة الديمقراطية هجوما لاذعا على الإدارة الجمهورية بسبب هذه التسريبات الخطرة. وقال زعيم الأقلية الديمقراطية فى مجلس الشيوخ تشاك شومر «إنه واحد من أكثر تسريبات الاستخبارات العسكرية إثارة للذهول»، داعيا إلى إجراء «تحقيق كامل». وكان من الممكن أن يكون التسريب ضارّا للغاية لو نشر جولدبرج تفاصيل الخطة مسبقا، لكنّه لم يفعل ذلك حتى بعد بدء الغارات فى 15 مارس. وأضاف أنّ وزير الدفاع هيجسيث أرسل على مجموعة المراسلة معلومات عن الضربات بما فى ذلك «الأهداف والأسلحة التى ستنشرها الولاياتالمتحدة وتسلسل الهجمات». وأضاف «هؤلاء الأشخاص ليسوا قادرين على حفظ أمن أمريكا». وكتب بيت بوتيدجيدج، الوزير السابق والشخصية البارزة فى الحزب الديمقراطي، على منصّة «إكس» أنّه «من منظور أمنى تشغيلي، يُعدّ هذا أكبر فشل ممكن».