الإسكندرية – محمد مجلي »الإنكار مش هيفيد».. جملة لخصت حال المتهم «نصر الدين .غ» المحامي المعروف إعلاميًا ب « سفاح المعمورة» الذي حاول مواصلة إنكار ارتكابه لجرائم القتل التي ارتكبها وخاصة ثالث جرائمه المتهم فيها بقتل المجني عليه المهندس محمد عبد العزيز، المتغيب منذ ثلاث سنوات وأبلغت أسرته باختفائه فى ظروف غامضة، ووجهت اتهامًا للسفاح بأنه وراء اختفائه حتى سقط فى قبضة الشرطة متلبسًا بارتكاب جريمتي قتل لزوجته وموكلته بإحدى الشقق الكائنة بالطابق الأرضي بمنطقة المعمورة والتي كشفت ظهور أخطر قاتل متسلسل خلال العام الجاري بعد تأثره بجرائم ريا وسكينة واتخاذه من طريقتهما وسيلة مماثلة لقتل ضحاياه ودفنهم تحت الأرض.. واخيرًا اعترف بالجريمة الثالثة التي انكرها طويلا. منذ القبض على المتهم وتحديدًا فى 7 فبراير بعد استخراج جثتين من شقة المعمورة شرقي الإسكندرية، تلقت الأجهزة الأمنية بلاغًا بأنه كان يرتاد شقة كائنة بالطابق الأرضي في الشارع رقم 7 من شارع محمد أنو ر السادات المعروف باسم شارع 45 و ذلك بمنطقة العصافرة شرق المحافظة وذلك ضمن بلاغات عدة بتردده على عدد من الشقق، وتم استخراج جثة لشخص مقسوم نصفين ومدفون بنفس الطريقة التي دفن بها ضحيتيه السابقتين، وباجراء التحريات المبدئية تبين أن الجثة للمهندس محمد عبد العزيز، 71 سنة، وجرت مواجهة المتهم بما عثر عليه أنكر معرفته أو ارتكابه لجريمة قتل تتعلق بالجثة التي تم العثور عليها. السفاح ينكر وعلى مدار أكثر من 40 يومًا ظلت التحقيقات مع المتهم و5 آخرين ممن ألقي القبض عليهم بشقة المعمورة ويشتبه تورطهم معه فى ارتكاب الجرائم التي توصل إليها حتى الآن، تمسك المتهم الرئيسي فى القضية بموقفه وعدم الاعتراف بارتكاب جريمة قتل ثالث ضحاياه وأن المجنى عليه المٌبلغ باختفائه كان أحد موكليه وأنه كان موكلاً لبيع منزله بشرق الإسكندرية، بالإضافة إلى توكيله فى بيع سيارته وإبلاغ أهليته بأنه سيتزوج وسيرافقها للسفر إلى مدينة شرم الشيخ لقضاء شهر العسل ومطالبته لأسرته بالابتعاد عنه وتركه يعيش ما تبقى من حياته بحسب ما يتراءى له وهو الأمر الذي أثار الشك والريبة فى نفوس أسرته آنذاك. وأمام جهات التحقيق المعنية واجهت المتهم بارتكاب جرائمه الثلاثة واعترف بارتكاب جريمتي قتل .. الضحية الأولى السيدة منى فوزي، 45 عامًا، مقيمة بحي العمرانية، محافظة الجيزة، وهي زوجة المتهم عرفيًا، أما الضحية الثانية فكانت لموكلته السيدة تركية عبد العزيز 63 سنة، بينما واجهته جهات التحقيق بأنه قتل المجنى عليه المهندس محمد إبراهيم، إلا أنه أنكر وظل على موقفه طيلة الفترة الماضية حتى تبين تضارب أقواله بشأن علاقته بالضحية الثالثة. جاء تقرير الصفة التشريحية المتعلق بجثة المجنى عليه المهندس محمد إبراهيم، ثبوت هويته ليصبح ثالث ضحايا السفاح والذي عثر عليه بشقة العصافرة مقسوم نصفين ومدفون بشقة كائنة بالطابق الأرضى بمنطقة العصافرة، شرق الإسكندرية، حيث عثر على جثة مقسومة نصفين، داخل كيسين أسود وتبين قيام المتهم بوضع طبقة أسمنتية من الخرسانة، فوق الجثمان لإخفاء معالم الجريمة، فأصدرت جهات التحقيق المعنية قرارًا بإجراء تحليل البصمة الوراثية للكشف عن الهوية وصدر التقرير بثبوت هوية الجثة وأنها للمجنى عليه المهندس محمد إبراهيم. اعتراف السفاح كما واجهت النيابة العامة المتهم بنص المكالمات التي كشفت عنها شقيقته وأبناؤها وتبين خلالها تورط المتهم وانه آخر من شوهد ورافق المجنى عليه المهندس محمد إبراهيم وبمواجهته بتلك الأدلة تراجع السفاح واعترف تفصيليًا بارتكاب جريمة القتل للضحية الثالثة وأكد أنه كان يبيع منزل له وكانت عمولته كبيرة وراء بيع المنزل إلا أن المجنى عليه تراجع عن البيع بسبب الاختلاف على ثمن المنزل وحاول المتهم إقناعه لكنه رفض فقتله واستولى على السيارة وكارت الفيزا وأمواله ثم قتله. وسقط السفاح أمام الأدلة الجديدة خاصة بعد مواجهته بكافة الأدلة فاعترف تفصيليًا مؤكدًا انه آخر لقاء جمعه بالمجنى عليه كان بمكتبه بمنطقة المعمورة وأنه قتله بسبب الخلاف بينه والضحية، مشيراً إلى أنه كان قد استأجر شقة العصافرة بنفس الطريقة التي استأجر بها عددا من الشقق التى وصل عددها لنحو 26 شقة موزعة بين الإسكندرية والبحيرة والقاهرة وأنه خطط لنقل الجثمان لتلك الشقة التي أشار إلى أنها كانت المكان الأمثل لإخفاء الضحية الثالثة. نقل الجثة وواصل المتهم اعترافاته حول تفاصيل ارتكاب جريمة قتل المهندس محمد إبراهيم، مشيرا إلى أنه صنع جزامة خشب لاستخدامها فى نقل الجثمان، مضيفا أنه حفر حفرة لمدة 8 ساعات متواصلة باحدى الغرف بداخل الشقة محل البلاغ والتي عثر عليه فى شقة العصافرة، مشيرًا إلى أنه اعتقد أن بطول مدة اختفاء الجثة وعدم وظهورها أو التوصل اليها بأنه سيفلت من العقاب. وكانت جريمة التخلص من المهندس محمد إبراهيم، بدفنه تحت الأرض دافعًا للتخلص من ضحيتيه الثانية والثالثة، منوها إلى أنه عقب التخلص من زوجته عرفيًا منى فوزى بعد ضربها بقوة – على حد تعبيره – اعتقد أن طريقة الدفن تحت الأرض على خطى ريا وسكينة هى الملاذ الآمن للمتهم للنجاة من المواجهة القانونية مع صعوبة التوصل لضحاياه متناسيًا أن الجريمة لا تفيد. تمثيل الجريمة الثالثة ووسط حراسة أمنية مشددة اصطحب فريق من النيابة العامة، المتهم المدعو نصرالدين، سفاح المعمورة، المتهم بقتل 3 أشخاص، إلى شقة العصافرة لتمثيل جريمة قتله للمهندس محمد إبراهيم، عقب الإدلاء باعترافات تفصيلية عن ارتكابه جريمة القتل وأنه كان وراء ارتكاب الحادث، حيث ظهر بالشارع رقم 7 المتفرع من شارع 45 بمنطقة العصافرة، اذ مثل المتهم وقائع ارتكاب الجريمة وسبل ارتكابه الجريمة وتصنيع جزامة لنقل الجثمان إلى موقع العثور على الجثمان وقيامه بأعمال الحفر المستمرة لمدة 8 ساعات ثم أحكم غلق ولف الجثامين حتى لا تنبعث روائح وينكشف أمره ليتم حسم الجدل حول الضحية الثالثة التي عثر عليها والتي تبين أنها أولى جرائم السفاح المتهم. من جانبها باشرت النيابة العامة التحقيقات تحت إشراف المستشار خالد جلال، المحامي العام الأول لنيابات المنتزه، حيث أمرت النيابة باستمرار حبس المتهم على ذمة التحقيق مع طلب تقرير حول أسباب الوفاة وتاريخ حدوثها وطلب تحريات المباحث الجنائية حول الواقعة. وحققت جهات التحقيق المعنية فى واقعة صنع التابوت الخشبي الذي استخدمه السفاح فى جرائم القتل وقررت صرف النجار الذي صنع الصندوق الخشبي وذلك بعد استجوابه حول علاقته بالسفاح وملابسات طلب التصنيع والذي تبين عدم وجود ثمة علاقة بين المتهم والنجار وأنه لا علم له بطبيعة طلب التصنيع أو الغرض منه. مواد كيميائية وأعادت جهات التحقيق المعنية تحقيقاتها مع السفاح وذلك بعد ظهور أدلة جديدة وتضارب أقواله فى عديد من الروايات، حيث أنكر المتهم استخدام أي مواد كيمائية لمنع تحلل الجثامين التي تخلص منها لكنه أنكر فى البداية قبل أن يكشف تقرير الطب الشرعى استخدام مواد كيميائية لإحدى الجثث بعد أن تم ضبطها دون ظهور أي علامات تحلل، فضلاً عن ثبوت هوية ثالث ضحاياه المهندس محمد إبراهيم، بعد نفي المتهم صلته بالمجنى عليه، بالإضافة إلى اكتشاف واقعة قتل الضحية الثانية تركية عبد العزيز طعنًا بسكين على عكس رواية المتهم بأنهما تشاجرا وضربها فسقطت وتوفيت فى الحال ودفنها بشقة المعمورة، حيث تراجع المتهم فى كثير من تصريحاته واعترف بتفاصيل ارتكاب جرائمه. اقرأ أيضا: سفاح التجمع| النهاية إعدام.. صباح النطق بالحكم تناول إفطاره وظهر في القفص حاملًا مصحف تفاصيل مثيرة أظهر تقرير الطب الشرعي أن سبب وفاة الضحية الثانية وهي السيدة تركية عبدالعزيز، 63 سنة يعود إلى تلقيها عدة طعنات بحسب تصريحات المحامي محمد عبدالرازق، محامي أسرة المجنى عليها، مشيرًا إلى وجود تغير فى اعترفات المتهم والذي أشار إلى أنه اثناء قتلها نتيجة مشاجرة لم يكن رفقة أى أشخاص لكنه تبين وجود أحد المتهمين أثناء ارتكاب الجريمة وهي المتهمة الثانية وتدعى «صبحية .ع» والتي رافقته أثناء ارتكاب الجريمة لكنها غادرت بعد ذلك، مشيراً إلى أنه جارى مواجهة المتهم بالمعلومات الجديدة. وأشار إلى أنه بحسب التحقيقات، فإن سبب ارتكاب السفاح للجريمة وقوع مشاجرة بين المتهم والمجنى عليها، بعد تقاعسه عن حضور جلسة القضية التى وكلته فيها ضد سمسار الشقق الذي وقعت بينهما خلافات بسبب شقة المندرة على طريق الكورنيش، إذ ذهبت المجنى عليها إلى المتهم بمقر مكتبه وعنفته بسبب تقاعسه عن حضور الجلسة، الأمر الذي تسبب فى صدور حكم ببراءة السمسار المتهم، فتطورت المشاجرة بعد طلبها بضرورة رد قيمة الأتعاب التي حصل عليها للترافع عنها فى القضية. وتبين أن المتهم تعدى عليها لفظيًا بالشتائم ثم تعدى عليها بالضرب، إلا أنها حاولت الهروب منه وتوعدته بأنها لن تصمت على حقها لكنه لاحقها وأحضر سلاحا عبارة عن سكين وسدد عدة طعنات لها فى البطن، حتى لا يفتضح أمره، فيما جرى ضبط بطاقة البنك الخاصة بالمجنى عليها واستيلاء المتهمة الثانية «صبحية» على قيمة المعاش باستخدام الكارت الخاص بالمجنى عليها. وتواصل جهات التحقيق المعنية في محافظة الإسكندرية، تحقيقاتها مع أطراف القضية وفي مقدمتهم المتهم الرئيسي وهو المحامي نصرالدين .أ، 51 عامًا و3 سيدات ورجلين وهم «سماح . ث . أ»، ربة منزل و»نادية. ر. ص» و»صبحية. ع . ه» و»علي . م . أ» و»مصطفى . م . ف» شركاء المتهم الذين تمكنت قوة أمنية من قسم شرطة المنتزه ثان فى الإسكندرية من إلقاء القبض عليهم رفقة السفاح داخل الشقة التي استأجرها في الشارع الذي يحمل رقم 268 المتفرع من شارع مدرسة مي زيادة الكائنة بمنطقة المعمورة بدائرة قسم شرطة المنتزه ثان، بعد بلاغ من مالك الشقة وأبنائه باستغلال الشقة فى أعمال مريبة وضبطه رفقة آخرين رغم اعلان اقامته فيها منفردًا، إذ جرى ضبطهم فى حالة سُكر ووجود مواد مخدرة بالإضافة إلى وجود أعمال حفر فى احدى الغرف بالشقة الكائنة بالطابق الأرضى. ووجهت النيابة العامة للمتهم « نصرالدين . غ»، تهمة القتل العمد واخفاء جثامين 3 ضحايا ودفنهم وقرر قاضى التجديد الوقتى للمرة الثالثة استمرار حبس المتهم لمدة 15 يومًا على ذمة التحقيق في الجرائم المتهم بارتكابها مع استمرار حبس 5 من المتهمين لاشتباه تورطهم في مساعدة المتهم لارتكاب جرائمه. وكانت الواقعة قد بدأت بتلقى اللواء حسن عطية، مساعد وزير الداخلية، مدير أمن الإسكندرية، اخطارًا من قسم شرطة ثان المنتزه، يفيد بورود بلاغ من ملاك عقار بمنطقة المعمورة البلد، يفيد بوجود أعمال حفر داخل شقة واستخراج جثتين من أسفل العقار وضبط 5 أشخاص فى حالة تعاطي مواد مخدرة. وكانت الأجهزة الأمنية ورجال المباحث الجنائية قد انتقلت إلى موقع الحادث الكائن ب 268 المتفرع من شارع مدرسة مي زيادة بمنطقة المعمورة البلد، وتبين وجود أعمال حفر بداخل الشقة وبفحص الحفرة عثر على كيس أسود وباستخراجه تبين أن بداخله جثة لسيدة تدعى منى فوزى 45 سنة – زوجة المتهم عرفيًا – وباستكمال أعمال الحفر عثر على جثة الضحية الثانية وهي السيدة تركية عبدالعزيز، 63 سنة، تبين أنها لموكلته. كما تلقت الأجهزة الأمنية بلاغات متعددة تفيد بتردد المتهم على عدد كبير من الشقق التي يشتبه في تورطه بارتكاب جرائم عدة وصلت إلى نحو 26 شقة فى الإسكندرية والبحيرة وكفر الشيخ والقاهرة، وتضمنت بلاغًا بأنه استأجر شقة سكنية بالشارع رقم 7 بمنطقة العصافرة شرق المحافظة، وتوجهت الاجهزة الامنية على الفور إلى موقع الحادث وعثر على جثة المجنى عليه مقسومة نصفين داخل أكياس سوداء مدفونة تحت الأرض والتي يشتبه أنها تكون للمهندس محمد إبراهيم الضحية الثالثة. وأثبتت تقارير الصفة التشريحية هوية المجنى عليهم الثلاثة وذلك بعد صدور قرار النيابة العامة باجراء تحليل الصفة الوراثية لهم ومطابقتهم مع ذويهم، وصرحت النيابة العامة بتسليم رفات الجثامين الثلاثة لذويهم والتصريح بدفنهم كل منهم بمقابر الأسرة الخاصة بهم وجرى تشييع الجثامين وسط حالة من الحزن الشديد.