قضية سفاح المعمورة.. النيابة تُخلي سبيل رجل الأعمال وتستبعده من القضية

وسط حالة من الترقب لكل ما هو جديد في القضية المعروفة إعلاميًا باسم "سفاح المعمورة" والتي شهدت وقوع جرائم عدة في محافظة الإسكندرية استرجع معها الشارع السكندري جرائم وحكايات ريا وسكينة في عشرينيات القرن الماضي؛ حيث استخدم المتهم نصر الدين . أ . غ، محامى، طريقتهم فى التخلص من ضحاياه بعد استدراجهم إلى مسرح جريمته وهي مجموعة شقق يستأجرها بالطابق الأرضي حتى يسهل عليه قتل ضحاياه ثم يدفنهم تحت الأرض اعتقادًا منه أنه سيفلت من العقاب، وتبين أنه كان يخطط لاصطياد العديد من ضحاياه بعدما كشفت تحريات المباحث استئجاره 26 شقة فى عديد من المحافظات تقوم جهات التحقيق بفحصها لاكتشاف المزيد من المفاجآت الخاصة بالقضية وإذا ما كان هناك ضحايا جدد.
كشفت التحقيقات العديد من المفاجآت؛ حيث ثبتت هوية ثالث ضحايا السفاح الذى عثر عليه بشقة العصافرة بعد اعلان نتيجة تحليل ال»DNA، بينما أخلى سبيل رجل الأعمال الذي كان مشتبهًا فى تورطه بارتكاب الجرائم واستبعد من القضية، فيما رجح محامي السفاح وجود خبير طبي مد المتهم بمواد تمنع تحلل الجثامين.
ثالث الضحايا
وثبتت التحقيقات هوية ثالث ضحايا السفاح والتي تبين أنها؛ لجثة المهندس محمد إبراهيم والتي عثر عليها بشقة كائنة بالطابق الأرضى بالشارع رقم 7 المتفرع من شارع محمد أنور السادات المعروف باسم شارع 45سابقًا بمنطقة العصافرة، شرق الإسكندرية، والذي كان اختفى منذ 3 سنوات وفق بلاغ تقدمت به الأسرة وقتها واتهمت خلاله المحامى نصر بأنه آخر من رافق المجنى عليه خلال مكالمة هاتفية.
وكانت الجهات الأمنية تلقت بلاغًا بعد ضبط السفاح متورط فى ارتكاب جريمتين قتل لزوجته وموكلته ودفنهما تحت الأرض بشقة المعمورة، شرق المحافظة، واشتباه استغلال شقة بمنطقة العصافرة بعد تردده عليها، وبالانتقال إلى موقع الحادث عثر على جثة كان يشتبه أنها تكون للمهندس محمد إبراهيم، حيث عثر على جثة مقسومة نصفين، داخل كيسين أسود والتي وضع المتهم طبقة أسمنتية من الخرسانة، فوق الجثمان لإخفاء معالم الجريمة.
وبمواجهة المتهم المدعو «نصرالدين .أ» السفاح، بما عثر عليه بشقة العصافرة، وذلك بالتطابق مع البلاغ الوارد من أسرة المهندس محمد إبراهيم، المُبلغ باختفائه، أنكر خلال التحقيقات معرفته أو علاقته بالجثة الثالثة أو أنها من الوارد أن تكون للمجني عليه، اعتمادًا على تشويه معالم الجثة وعدم كشف هويته.
وأمام جهات التحقيق المعنية أنكر «سفاح المعمورة» علاقته بالجثة الثالثة التى عثر عليها بشقة طابق أرضى كائنة بالشارع رقم 7 المتفرع من شارع محمد أنور السادات المعروف باسم شارع 45 سابقًا بمنطقة العصافرة، شرق الإسكندرية،فأصدرت جهات التحقيق المعنية قرارًا بإجراء تحليل البصمة الوراثية للكشف عن هوية الجثة الثالثة.
وأصدر المحامي العام الأول لنيابات المنتزه قرارًا بإجراء تحليل البصمة الوراثية لأسرة ضحية المهندس محمد إبراهيم الضحيحة الثالثة ضمن مخطط جرائم القتل التي ارتكبها المتهم، وذلك لمطابقتها مع البصمة الوراثية للضحية للتأكد من هويته.
البصمة الوراثية
وتسلمت نيابة المنتزه ثان بالإسكندرية نتائج البصمة الوراثية ال «DNA» للضحية الثالثة للسفاح والتي أكدت ثبوت هوية الجثة وأنها للمجنى عليه المهندس محمد إبراهيم المُبلغ بتغيبه منذ ثلاث سنوات؛ اذ أعلن عصام فراج محام أسرة المهندس المشتبه فى مقتله على يد المتهم سفاح المعمورة، أن نتائج عينة البصمة الوراثية أثبتت هوية المجنى عليه بعد مطابقتها مع العينات المأخوذة من أفراد أسرة المجنى عليه.
وأوضح محامي أسرة ثالث ضحايا سفاح المعمورة؛ أنه فور اعلان نتائج عينة البصمة الوراثية، بدأت أسرة المجنى عليه فى اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لاستلام رفات المهندس محمد إبراهيم لدفنها بمقابر الأسرة.
وفي هذا الشأن عمت حالة من الحزن الشديد والبكاء بين أفراد أسرة المجنى عليه بعد اعلان ثبوت هوية المجني عليه، معلنين سرعة اتخاذ كافة الإجراءات لتسلم رفات جثمان ذويهم ودفنها في مقابر الأسرة.
الاتهام فى محل
ومع الإعلان عن هوية الضحية الثالثة، أصرت أسرته على توجيه الاتهام للمحامي نصر الدين .أ، وذلك استنادًا للبلاغ المقدم ضده منذ 3 سنوات بضلوعه فى اخفاء ذويهم بعد أن كان تعرف عليه المجنى عليه وأن المتهم أقنعه ببيع منزله وأن لديه مشتري، بالإضافة إلى أن المجني عليه ظهر على صوته التوتر فى آخر مكالمة جمعته بشقيقته وأبنائها، حتى أنه بدا وكأنه مجبرًا على الكلام وأن هناك أمرا يحاك فى الخفاء، حيث طالبهم بتوصيل السلام من المجني عليه إلى أقارب لهم في مفارقة غريبة عجز عن تفسيرها زاعمًا لهم، أن المجني عليه قرر الزواج فجأة من سيدة تحمل جنسية أجنبية وأنه سيتوجه إلى شرم الشيخ طالبًا من الأسرة عدم البحث عنه وتركه حتى يستمتع بحياته.
وقالت دينا جمال، نجلة شقيقة ثالث ضحايا سفاح المعمورة «نصر الدين .أ»: أنه تبين إيجابية تحليل ال «DNA» لخالها والتحقق من هويته، مؤكدة أن كل الدلائل كانت تشير إلى أن المحامي متورط فى اختفاء خالها منذ 3 سنوات بعد أن استدرجه بطريقة شيطانية للاستيلاء على أمواله ثم التخلص منه وقتله بطريقة وصفتها ب «الوحشية».
وأضافت نجلة شقيقة المجنى عليه ل « أخبار الحوادث»: أن الأسرة تسلمت جثمان ذويها بعد إنهاء كافة الإجراءات القانونية استنادًا لتقرير عينة البصمة الوراثية لخالها، لافتة أنه جرى تسلم الرفات ودفنه بمقابر الأسرة، مؤكدة أن الأسرة كان اتهامها للمحامي السفاح في محله،وتطالب بالقصاص العادل من المتهم المُلقب ب «سفاح المعمورة» حتى ينال عقابه الذي يستحقه وهو الإعدام لما اقترفه بحق خالها وحق ضحاياه على حد وصفها.
وقالت منى إبراهيم، شقيقة المجنى عليه: إن شكوكنا كانت فى محلها وتبين أن المتهم السفاح هو مرتكب جريمة اخفاء وقتل شقيقى المهندس محمد إبراهيم ثالث الضحايا الذي عثر عليه بشقة العصافرة، موضحة أن مفتاح اللغز كان عند المحامي منذ آخر مكالمة هاتفية جمعتنا معه مؤكدة أنهم سيواصلون السير فى الإجراءات القانونية حتى ينال المتهم عقابه، والتي تثق كل الثقة بأن القضاء الشامخ سوف يقتص لكل أسر الضحايا من هذا السفاح.
وأضافت ل «أخبار الحوادث»: أن الحزن لم ينقطع على شقيقها منذ التبليغ بخبر تغيبه واختفائه، مؤكدة أنه فور ظهور نتيجة عينة البصمة الوراثية والتأكد من أنها لشقيقى وكأن خبر تغيبه ووفاته حدث اليوم، مشيرة إلى أن المتهم تسبب فى جرح غائر سيظل معها ما بقيت على قيد الحياة، معربة عن حزنها الشديد وحسرتها لما تعرض له شقيقها وقتله بطريقة وحشية.
وأكدت شقيقة المجنى عليه أنها لم ترتح لهذا الرجل الذي ظهر في حياة شقيقي بشكل مفاجئ، موضحة: «كان الأمر فى بدايته بدا وكأنه محامي يبحث عن رزقه لكن تبين أن مجرما خطيرا يصطاد ضحاياه بطريقة خادعة حتى يتمكن من الاستيلاء على أمواله ثم التخلص منه»، مضيفة: «ليته اكتفى بالاستيلاء على أمواله وتركه حيًا لأولاده وأسرته».
وأكد المحامى مؤمن فتحى، الذي سبق وأن تقدم ببلاغ منذ 3 سنوات بتغيب المهندس محمد إبراهيم، وتبين لاحقًا أنه ثالث ضحايا السفاح؛ أنه وقت تقديم البلاغ لم يكن هناك أدلة كافية لتحديد مكان المجنى عليه، مشيرًا إلى أن شكوكه فى المتهم جاءت فى محلها بعد مقابلته.
وأشار إلى أن المتهم يتمتع بثبات انفعالى كبير آنذاك وأنه كان قادرًا على المراوغة والتعامل بشكل طبيعى، مؤكدًا أن طريقة ارتكابه مثل هذه الجرائم تعود إلى قدرته على التعامل بدهاء وحرص شديدين وأنه لاحظ ذلك بعد محاولته تضليل سير التحقيقات حول اختفاء المجنى عليه منذ 3 سنوات لكن عبثا ان ينجح في هذا، موضحًا أن لجوء المتهم لاستخدام طريقة استدراج ضحاياه والسيطرة عليهم ودفنهم تحت الأرض واستئجار الكثير من الشقق للتنقل فيما بينها وذلك لاخفاء معالم جريمته بحرفية شديدة يؤكد أنه مجرم عتيد الإجرام.
رجل الأعمال
من جانبها واصلت جهات التحقيق المعنية تحقيقاتها مع المتهم الرئيسي فى قضية مقتل سيدتين والعثور على جثتهما مدفونتين بشقة المعمورة، وأخرى عثر على جثته مقسومة نصفين بشقة العصافر، فيما أصدرت قرارًا بإخلاء سبيل المدعو «ب.ح» رجل الأعمال وصاحب معرض السيارات والذي تبين وجود علاقة جمعته مع السفاح خلال الآونة الأخيرة، ووجود أعمال مشتركة وسبق أن وقعت بينهما خلافات عدة ومحاضر وقضايا تم التنازل عنها قبل الفصل فيها.
وجاء قرار اخلاء سبيل رجل الأعمال واستبعاده من الاتهام الموجه إليه باعتباره شريكًا للمتهم الرئيسي فى القضية فى ارتكاب جرائم القتل وذلك فى اعقاب إلقاء القبض عليه وخضوعه لتحقيقات موسعة والتي أجريت بمعرفة جهات التحقيق المعنية وذلك على مدار الأيام الماضية وثبت عدم وجود صلة بينه وارتكاب الجرائم فاستبعد من القضية.
وقال المحامي أميران عثمان، محامي سفاح المعمورة: إن جهات التحقيق المعنية أخلت سبيل الشخص الذى كان مشتبهًا فيه بتورطه مع السفاح فى ارتكاب الجرائم، مؤكدًا أنه تم استبعاده بشكل رسمي من القضية وكذلك الجرائم المنسوبة إليه جميعها.
شكوك
وفى مفاجأة من العيار الثقيل كشف المحامي أميران عثمان، محامي سفاح المعمورة، معلومات جديدة عن سير التحقيقات التي تجرى مع المتهم الرئيسي فى القضية، موضحًا أن هناك العديد من الشكوك التي تحوم حول تورط خبير فى المجال الطبي مرجحًا أن يكون طبيبًا أو ينتمى للمنظومة الطبية فى قتل الضحايا.
وقال المحامي، خلال تصريحات ل «أخبار الحوادث»: إن الشكوك تشير إلى قيام شخص صاحب خبرة طبية بمنح المتهم مواد طبية لاستخدامها مع الضحايا لضمان عدم تحلل الجثامين وانبعاث روائح تكشف ارتكاب جرائمه.
وأضاف «عثمان»: أن الجهات المعنية تمكنت من العثور على جثمان احدى الضحايا الثلاثة وتبين عدم تحللها بشكل طبيعى، على الرغم من ثبوت ارتكاب المتهم جرائم القتل منذ أشهر طويلة قبل تمكن الأجهزة الأمنية من إلقاء القبض عليه، مشيرًا إلى أن الشكوك تشير إلى أن المتهم حقن الضحايا بمادة الفورمالين أو مواد مشابهة تعمل على عدم تحلل الجثث بشكل طبيعى.
مؤكدًا أن تلك المواد الطبية هي التي تتحكم في تحلل الجثامين وتمنع انبعاث رائحة الضحايا بعد التخلص منهم ودفنهم تحت الأرض، ولذلك لم يشتم أي من الجيران روائح الجثامين المدفونة بشقة المعمورة أو جثمان الضحية الثالثة المدفونة بشقة العصافرة.
وأشار محامي السفاح أميران عثمان، إلى أنه لم يتمكن حتى الآن من مقابلة المتهم وذلك وفق ما كفله القانون، موضحًا أن هذه المقابلة سيتحدد عليها العديد من الامور القانونية فى القضية، مشيرًا إلى أنه سبق وأن تقدم بطلب لعرض المتهم على الطب النفسي لاستبيان حالته النفسية وقت ارتكابه الجرائم.
اقرأ أيضا: مفاجآت جديدة| مكالمة سفاح المعمورة لأسرة الضحية الثالثة تكشف تورطه فى قتله
استمرار التحقيقات
وأوضح محامي السفاح؛ أنه لا تزال جهات التحقيق المعنية تواصل تحقيقاتها فى الواقعة، مشيرًا إلى أنه من المتوقع الكشف عن تفاصيل جديدة تتعلق بالقضية واذا ما كان هناك ضحايا جدد أو هناك شركاء آخرين مع المتهم، مؤكدًا أن القضية مازال فيها الكثير من المعلومات المتشابكة والتي ستتكشف مع مرور الوقت واستمرار التحقيقات مع المتهم.
ومن ناحية أخرى قررت محكمة جنح المنتزه الجزئية فى الإسكندرية، تجديد حبس المتهم نصر الدين.أ.غ، 51 سنة، محامى والمعروف اعلاميًا ب «سفاح المعمورة « لمدة 15 يوما على ذمة التحقيق بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد واخفاء جثث 3 ضحايا رجل وسيدتين و سرقتهم، بعد أن تم العثور على جثامينهم داخل شقتين بمنطقتي المعمورة والعصافرة.
ويأتي قرار تجديد حبس المتهم للمرة الثالثة على التوالى، كما أمرت جهات التحقيق المعنية استمرار حبس المتهمين الخمسة ممن يشتبه فى تورطهم مع السفاح فى ارتكاب جرائم القتل وهم كل من: «سماح. ث. أ»، ربة منزل و»نادية. ر. ص» و»صبحية. ع. ه» و»علي. م. أ» و»مصطفى. م. ف» والتي تمكنت قوات الأمن من إلقاء القبض عليهم رفقة السفاح داخل شقة استأجرها بشقة المعمورة.
كما كشف تقرير الطب الشرعي أن المجنى عليها تركية عبد العزيز، 63 سنة، ثاني ضحايا سفاح المعمورة بشقة المعمورة، جرى قتلها بعدة طعنات فى البطن على عكس اعترافات المتهم فى بداية التحقيقات؛ بأنه قام بخنقها وتبين أنه وقت ارتكاب الجريمة لم يكن المتهم بمفرده وأن المتهمة الثانية وتدعى صبحية كانت موجودة وقت ارتكاب الواقعة وغادرت الشقة بعد مقتل الضحية ثم قام المتهم بحفر حفرة جديدة وقام بوضعها بجوار الضحية الأولى التي كان متزوج منها عرفيًا.
كما تلقت جهات التحقيق المعنية تقرير البصمة الوراثية الخاص بالمجنى عليها السيدة تركية عبد العزيز، ثاني ضحايا سفاح المعمورة الذي قام بقتل المجنى عليها بعد مشاجرة بسبب خلاف وقع بينهما على الأتعاب.
وقال محمد سامى، محامى الأسرة ل»أخبار الحوادث»: أن تقرير البصمة الوراثية «DNA» أثبت هوية الضحية الثانية والتي تم العثور عليها بجوار الجثة الأولى ضحية السفاح، بشقة المعمورة بشرق الإسكندرية، مشيرًا إلى ثبوت هوية تركية عبد العزيز بعد مطابقاتها مع العينات المأخوذة من أفراد أسرتها، وأضاف؛ أن الأسرة تسلمت رفات جثمان تركية عبد العزيز وتم دفنها بمقابر العائلة، مشيرا إلى أن تقرير الطب الشرعي بشأن الوفاة أثبت تعرض المحنى عليها للطعن على يد سفاح المعمورة وجارى استكمال التحقيقات، كما اثبتت تقارير البصمة الوراثية ثبوت هوية الضحيتين الأولى والثانية اللتان تم العثور عليهن بشقة المعمورة؛ اذ أكدت أسرة منى. ف، الضحية الأولى وزوجة المتهم، فيما أنهت الأسرة إجراءات استلام رفات المجنى عليها وذلك لدفنها بالقاهرة.
وفى سياق متصل، شيعت أسرة المهندس محمد عبد العزيز، جثمان المجنى عليه من مسجد بمنطقة السيوف، شرق المحافظة، بعد أداء صلاة الجنازة عليه، وتم دفنه بمقابر الأسرة بأبو النور. .