لطالما كانت الدراما المصرية مرآة للمجتمع، تعكس من خلالها ما يدور في الحياة اليومية. لكن، مع مرور الوقت، أصبح من الواضح أن صورة المرأة في هذه الدراما تم تشويهها بشكل كبير. فبدلاً من تمثيلها كأم قويه قادره على العطاء ، زوجة مخلصه داعمه لزوجها ، وأبنة حنونه باره باهلها ... تم اختزالها في أدوار ضحلة تقتصر على الصورة النمطية للراقصة أو الخائنة أو حتى الضحية. هذه الصورة المحدودة لا تعكس الواقع الحقيقي للمرأة المصرية ولا تبرز التنوع الحقيقي في شخصياتها ، هذا التقديم غير العادل أساء بشكل مباشر لفهم دور المرأة في المجتمع المصري. المرأة المصرية هي الأم التي تضحي من أجل أسرتها، هي الأرملة التي تواجه الحياة بشجاعة لتربية أولادها، هي الزوجة المخلصة التي تقف بجانب شريك حياتها، وهي الابنة البارة التي تهتم بعائلتها وتكون عونًا لهم. هذه هي الصورة التي يجب أن تظهر في الدراما المصرية، وليس مجرد نماذج سطحية تساهم في تعزيز الأفكار الخاطئة عن المرأة. نحن بحاجة لدراما تعكس جوانب القوة والعطاء التي تتسم بها المرأة المصرية في حياتها اليومية. إن هذا التقديم السطحي يساهم في تعزيز الأفكار المسبقة عن المرأة في المجتمع، ويغيب عن الدراما الجوانب الإنسانية العميقة التي يجب أن تكون محور التركيز. فكما أن الدراما قادرة على إحداث تأثير قوي في المجتمع، فإنها تتحمل مسؤولية كبيرة في تقديم نماذج إيجابية تساهم في تشكيل وعي أجيال جديدة. الدراما ليست مجرد ترفيه، بل هي قوة قادرة على تغيير المفاهيم وإحداث التغيير الاجتماعي. إذا كانت الدراما ستعكس الواقع، يجب أن تقدم صورة شاملة للمرأة المصرية، تجمع بين قوتها وتضحياتها وأدوارها المختلفة. ليس من العدل اختزالها في صورة واحدة، مهما كانت هذه الصورة مؤثرة في بعض الأحيان. بل يجب أن نحتفل بتعدد أدوار المرأة المصرية ونجعلها بطلة في كل قصة تُروى. إضافة إلى ذلك، فإن الدراما لا تقدم فقط صورًا للمرأة، بل تؤثر بشكل مباشر على المجتمع. الكلمات والألفاظ التي تُستخدم في الأعمال الدرامية تؤثر في الوعي الاجتماعي وتساهم في تشكيل المفاهيم. إذا كانت الألفاظ تتسم بالعنف أو التحقير، فإن ذلك يساهم في تراجع قيم الاحترام ويعزز السلوكيات السلبية. على العكس، إذا كانت الألفاظ تعكس الاحترام والكرامة، والحب فإنها تساهم في بناء مجتمع صحي يعتمد على الاحترام المتبادل ويؤمن بقوة الخير والأمل والقيم الجميله . توجيهات الرئيس وعودة الأمل مع توجيهات الرئيس بالاهتمام بالدراما، بدأ الأمل يعود في تصوير المرأة بشكل أكثر احترامًا وواقعية. هذه التوجيهات السياسية تعكس رغبة حقيقية في تحسين المحتوى الفني، وإعادة بناء الصورة الحقيقية للمرأة المصرية التي هي الأم، الزوجة المخلصة، والأبنة البارة. ففي ظل التحديات العالمية والظروف الصعبة التي يمر بها العالم، أصبحنا في حاجة ماسة إلى دراما قوية تعمل على دفع المجتمع للأمام وتشجعه على العمل. نحتاج إلى دراما تركز على القيم الإنسانية، تعزز من ترابط الأسرة ، تبنى شباب قوى كله انتماء وحبا للوطن ... وتساهم في تقوية المجتمع بشكل عام. دعونا ندعو إلى التركيز على "دراما الأسرة"، التي تساهم في بناء مجتمع واعٍ وقوي، وتكون مصدر إلهام لجميع الأفراد. الرئيس قد أشار إلى أهمية الفن كأداة للتغيير وبناء الوعي المجتمعي، مما يعطي فرصة كبيرة لعودة الأعمال الهادفة التي تعزز هذه القيم. إن التوجيهات التي أطلقها الرئيس تُعطي الأمل في عودة دراما أكثر إيجابية تُعزز من قيم الأسرة والمرأة وتساعد في خلق صورة أكثر تفاؤلاً وارتقاء للمجتمع وفي الختام، تحية لكل امرأة قوية، خاصة بمناسبة عيد الأم، التي ستظل دائمًا مصدر إلهام ورمزًا للتضحية والمحبة. أنتِ أساس المجتمع، والمثال الذي يُحتذى به في القوة والصبر، ونستحق أن نرى المزيد من قصصكن في الدراما بشكل يُبرز هذه الجوانب العظيمة.