أكدت الدكتورة جيهان يسري عميدة كلية الإعلام جامعة القاهرة أن نظرة العالم لأي مجتمع يتأثر بشكل كبير بمكانة المرأة ومدي مشاركتها بل وتمكينها من القيام بأدوارها. وقالت: صورة المرأة في وسائل الإعلام تلعب دورا كبيرا في نظرة العالم للمجتمع. جاء ذلك في الكلمة التي ألقتها أمس أمام ندوة المرأة المصرية إنجازات وطموحات والتي عقدت بكلية الإعلام جامعة القاهرة بمناسبة يوم المرأة المصرية. وطالبت د. جيهان يسري المجتمع بمخاطبة المرأة باعتبارها شريكة مهمة في الحياة لها مسئولياتها في تنمية المجتمع وتطويره والتأكيد أن المرأة والرجل متساويان في الكرامة الإنسانية والحقوق والواجبات العامة. وشددت عميدة إعلام القاهرة علي ضرورة قيام وسائل الإعلام بإجراء مراجعة وتفنيد للصور النمطية السلبية السائدة للمرأة في كل ما يقدم من مواد سواء إعلامية أو الدراما أوالإعلانات. وقالت إنه يجب علي وسائل الإعلام المختلفة عكس الواقع الحقيقي للمرأة المصرية وتوجيه الوعي بقضاياها, مشيرة إلي أهمية أن تحتل قضايا المرأة المصرية مكانتها وموضعها الحقيقي علي أجندة اهتمامات العمل الوطني في مصر للمساهمة في تغيير أوضاعها وتحسين صورتها. وأشارت إلي أن المرأة المصرية كانت لها علي مر التاريخ الإنساني نجاحات كثيرة خاصة في تلك العصور التي شهدت فيها مسيرة تحرير المرأة, وأن احتفالنا في16 مارس من كل عام بيوم المرأة يعكس إنجازاتها, حيث شهد هذا التاريخ عام1919 تظاهر أكثر من300 سيدة مصرية تنديدا بالاحتلال البريطاني. لذا من الواجب علي كل من المجتمع والإعلام والمرأة ذاتها أدوار مهمة لتخطي هذه التحديات والعقبات المؤثرة سلبا علي المجتمع. واستعرضت د. جيهان يسري الأدوار التي لابد أن يقوم بها المجتمع ووسائل الإعلام بل والمرأة ذاتها لتفعيل الصورة الحقيقية للمرأة, ففي محور دور المرأة نفسها, عليها ألا تتهاون في الحصول علي حقها في التعليم, وأن تحرص علي التميز والتفوق وإثبات الذات واكتساب المهارات المختلفة, ذلك لأن التعليم يؤدي إلي ارتفاع مستوي الطموح والتطلع إلي الحصول علي الحقوق, وأن تسهم بفاعلية في تربية النشء وبث القيم الإيجابية والأخلاقيات لإعداد أجيال قادرة علي تحمل مسئولية البلاد فيما بعد, والمبادرة بالعمل والإنتاج في المشروعات الصغيرة. وفيما يتعلق بدور المجتمع تجاه المرأة أكدت د. جيهان يسري أهمية مخاطبة المرأة باعتبارها شريكة مهمة في الحياة لها مسئولياتها في تنمية مجتمعها وتطويره والحرص والعمل علي ضرورة تعليمها تأكيدا لوجود علاقة متبادلة قوية تربط بين التعليم وزيادة الوعي والمشاركة الفاعلة, والتأكيد دوما عمليا وليس نظريا علي أن المرأة والرجل متساويان في الكرامة الإنسانية, وفي الحقوق والواجبات العامة. وأكدت أنه علي المجتمع توفير الحياة الكريمة لكل امرأة في مصر والعمل علي حل مشكلاتها خاصة في الريف والصعيد تحديدا( فيما يتعلق بحقها في الميراث). وقالت إن وسائل الإعلام عليها دور مهم للغاية تجاه المرأة المصرية من خلال تعزيز الدور الإيجابي للمرأة ورفض جميع أشكال استغلال المرأة في وسائل الإعلام والإعلان والدعاية المسيئة للقيم والفضائل, مما يشكل تحقيرا لشخصية المرأة وامتهانا لكرامتها, والعمل علي تعميق المعارف بالحقوق المختلفة للمرأة( الاجتماعية والقانونية والسياسية), وإجراء مراجعة وتفنيد للصور النمطية السلبية السائدة للمرأة في كل ما يقدم من مواد إعلامية ودراما وإعلانات. وقالت إن وسائل الإعلام مطالبة بشكل عاجل بعكس الواقع الحقيقي للمرأة المصرية وتوجيه الوعي بقضاياها المهمة لتكون قضايا المرأة المصرية علي أجندة اهتمامات العمل الوطني في مصر من أجل المساهمة في تغيير أوضاعها وتحسين صورتها, وتغيير القيم والمفاهيم المؤثرة سلبا علي أوضاع المرأة وتنمية المجتمع. ووجهت عميدة كلية الإعلام, جامعة القاهرة التحية لكل امرأة مصرية أسهمت في بناء هذا الوطن من خلال عملها ومن خلال ما قدمته لهذا الوطن من جهد وفكر جديدين.