اختُتمت جلسة نقاش رفيعة المستوى استضافها صندوق العيش والمعيشة الذي يديره البنك الإسلامي للتنمية، على هامش الدورة السنوية التاسعة والستين للجنة الأممالمتحدة المعنية بوضع المرأة، بدعوةٍ إلى تعزيز التمويل الشامل للجنسين والبنية التحتية الاجتماعية لتسريع وتيرة تحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة. وتضمّن هذا الحدث الجانبي الذي أُقيم تحت عنوان "تسخير التمويل المبتكر والبنية التحتية الاجتماعية للنوع الاجتماعي لتعزيز تمكين المرأة"، جلستين ملهمتين للتفكير تناولتا أبرز القضايا التي تؤثر على المرأة في البلدان الأعضاء بالبنك الإسلامي للتنمية. وافتتح هذا النشاط حميد أجيباي أوبلويرو، سفير منظمة التعاون الإسلامي لدى الأممالمتحدة، الذي أشار في كلمته إلى الفجوات التمويلية في تنفيذ أهداف التنمية المستدامة. وأضاف قائلاً: "تواصل منظمة التعاون الإسلامي ومؤسساتها المتخصصة، ومن أبرزها البنك الإسلامي للتنمية، دعم هذه المبادرة العالمية، لا سيما في ضوء اعتماد الأممالمتحدة مؤخراً "ميثاق المستقبل" الذي يهدف إلى تسريع تحقيق الأهداف الإنمائية، ويتم ذلك من خلال سياساته وبرامجه المتعددة، وعلى رأسها "صندوق العيش والمعيشة" الذي يشكل محور هذا الحدث اليوم. وأضاف أوبلويرو: "أود أن أهنئ البنك الإسلامي للتنمية على نجاحه في تنفيذ صندوق العيش والمعيشة الذي عزّز أهمية آليات التمويل الخاصة والمختلطة في تمويل مبادرات التنمية". وتضمنت قائمة المتحدثين البارزين في جلسة النقاش ممثلين عن حكومات أوغنداوبنغلاديش وإندونيسيا، إلى جانب مشاركة هامة لممثلين عن الجهات المانحة لصندوق العيش والمعيشة، ومن بينها مؤسسة غيتس، والبنك الإسلامي للتنمية، ومركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية. وخلال الجلسة النقاشية الأولى بعنوان "الاستفادة من التمويل المبتكر لتمكين المرأة"، أكد المتحدثون على أهمية نهج التمويل المختلط الذي يستفيد من المنح والقروض الميسرة لحشد الموارد التجارية لدعم إدماج المرأة في صميم الاقتصادات المحلية. واستند المتحدثون في تأكيدهم هذا إلى تجربتهم الثرية في الشراكة مع صندوق العيش والمعيشة منذ عام 2016. وقد سلط المتحدثون الضوء على النموذج المالي الفريد لصندوق العيش والمعيشة وشراكتهم معه لتحقيق تأثير إيجابي واسع النطاق لصالح النساء والفتيات، حيث شارك في الجلسة كل من بنجامين كومومانيا، الأمين الدائم لوزارة الحكم المحلي في أوغندا؛ وغريتا بول، مديرة التمكين الاقتصادي للمرأة في مؤسسة غيتس؛ وسيد حسين قادري، مدير إدارة القدرة على الصمود والتكيف مع المناخ في البنك الإسلامي للتنمية؛ ولمى غزاوي، كبيرة الاختصاصيين في الاتصالات الدولية بمركز الملك سلمان للإغاثة. وتمحورت الجلسة النقاشية الثانية، التي جاءت تحت عنوان "البنية التحتية الاجتماعية القائمة على النوع الاجتماعي لتسريع تمكين المرأة" حول المبادرات الاستراتيجية الهادفة إلى تلبية الاحتياجات المتنوعة والمتزايدة للبنية التحتية للنساء والفتيات في بلدان الجنوب. وأكد المشاركون في الجلسة، ومنهم الدكتور براكاش كانتي شودري، الأمين المشترك لوزارة شؤون المرأة والطفل في بنغلاديش؛ والسيد أميش الهمامي، نائب التنمية البشرية والثقافية في حكومة إندونيسيا، والسيدة سو ستيفنسون، مديرة الشراكات الاستراتيجية والتنمية الدولية في كلية بيرفوت الدولية، على الأهمية البالغة للبنية التحتية الاجتماعية الشاملة في مواجهة التحديات المستمرة التي أشار إليها إعلان بيجين ومنهاج عمله، وكذلك في تسريع الجهود لتحقيق أهداف خطة التنمية المستدامة لعام 2030. وشدّد المتحدثون في الجلسة على تصميمات مشاريع الصندوق التي تتبنى نهجاً يراعي النوع الاجتماعي في مراحل تخطيط وتنفيذ البنية التحتية، كما أبرز النقاش الدور الحيوي للاستثمارات في قطاعات النقل، والمياه، والصرف الصحي، والنظافة الصحية، والطاقة، والوصول الرقمي في تمكين المرأة، وتقليص الفجوات الاجتماعية، ودفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة. ولقد أكدت مشاركة البنك وشركاء الصندوق في الدورة التاسعة والستين للجنة المعنية بوضع المرأة التزامهم بتعزيز الجهود المشتركة والتعاون للنهوض بتمكين المرأة في 33 بلد عضو، ويواصل الصندوق تمهيد الطريق نحو مجتمعات شاملة وعادلة للنساء من خلال تعزيز الشراكة، وتنفيذ مبادرات ملموسة وقوية في مناطق أفريقيا جنوب الصحراء وآسيا والشرق الأوسط. وعلى صعيد البرامج، يحقق الصندوق منافع تغير حياة ملايين النساء في قطاعات الصحة والزراعة والبنية التحتية الأساسية. ففي مجال الرعاية الصحية، تمكنت 21.6 مليون امرأة من الحصول على الخدمات الصحية الأساسية، مما أسهم في تحسين رعاية الأمهات، والوقاية من الأمراض، وتعزيز والرفاهية العامة. وقد عزّزت هذه التدخلات نُظم الرعاية الصحية إلى حد بعيد، مما يضمن تقديم رعاية طبية شاملة شاملة تلبي احتياجات النساء على أكمل وجه. وفي مجال الزراعة، استفادت 243,000 امرأة من المبادرات الرامية إلى تعزيز إنتاج الغذاء، وتحسين التقنيات الزراعية، وتعزيز الاستقلال الاقتصادي. وبفضل تحسين فرص الحصول على الموارد والدعم المالي، تم تمكين هؤلاء النساء من الاضطلاع بدور حاسم في التنمية الزراعية. أما في مجال البنية التحتية الأساسية، فقد شهدت 3.75 مليون امرأة تطوراً ملحوظاً في حياتهن اليومية من خلال تحسين الطرق، والوصول إلى المياه النظيفة، وتحسين الصرف الصحي، وتعزيز المرافق المجتمعية. ولم تقتصر هذه التطورات على تحسين مستويات المعيشة فحسب، بل أدت أيضًا إلى توسيع نطاق الفرص المتاحة للنساء في المناطق المحرومة. اقتباسات من المتحدثين "تم تصميم مشروع دعم النمو الاقتصادي المحلي الذي يموله صندوق العيش والمعيشة لمعالجة الاحتياجات الخاصة للنساء والرجال في قطاعات النمو الاقتصادي الرئيسة التي لا تزال تعاني باستمرار من تفاوتات بين الجنسين. فعلى سبيل المثال، استثمر المشروع جزءاً كبيراً من موارده - نحو 10 ملايين دولار أمريكي- لتطوير البنية التحتية للمياه، مما ساهم في زيادة فرص الحصول على المياه الآمنة والنظيفة للمجتمعات التي تعاني من نقص الخدمات والمياه. وقد كان لهذا التدخل أثر إيجابي واضح على دور المرأة في الأسرة والمجتمع المحلي. وقد أولت الشراكة مع الجهات المانحة للصندوق أهمية كبرى لموضوع المساواة بين الجنسين والكرامة الإنسانية ضمن خطة التنمية في أوغندا"، بنجامين كومومانيا، الأمين الدائم، وزارة الحكم المحلي، أوغندا. "خلُص مؤشر التنمية حسب نوع الجنس لسنة 2018 إلى أن أكثر من نصف البلدان الأعضاء في البنك الإسلامي للتنمية تعاني من مستويات متدنية من المساواة، مما يشير إلى وجود عوائق كبيرة تحد من قدرة النساء والفتيات على تحقيق كامل إمكاناتهن. وقد تم تصميم صندوق العيش والمعيشة باعتباره نموذجا مبتكرا لتناول الأسباب الجذرية للفقر في جميع القطاعات وتحديداً الصحة والزراعة والبنية التحتية الاجتماعية. وإذ نتطلع إلى المرحلة الثانية من الصندوق، أمامنا الفرصة للوصول إلى 200 مليون شخص آخرين، مع زيادة التركيز على المساواة بين الجنسين"، غريتا بول، مديرة التمكين الاقتصادي للمرأة، مؤسسة غيتس. "من خلال شراكتنا مع الصندوق، يطمح مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية إلى تمكين النساء والفتيات لقيادة التغيير الإيجابي في مجتمعاتهن. وعلى مدى السنوات الثلاث إلى الخمس المقبلة، نهدف إلى زيادة فرص الحصول على الخدمات المالية، وتحسين نظم الرعاية الصحية، وتطوير بنية تحتية ملائمة للنوع الاجتماعي لتعزيز الاستقرار والاعتماد على الذات. وقد نفذ مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية حتى الآن أكثر من 3,000 مشروع إنساني في 106 دولة، بقيمة إجمالية تزيد عن 7 مليارات دولار، لتلبية الاحتياجات الإنسانية الملحة في جميع أنحاء العالم. ومن بين هذه المشاريع، ركزت 1,072 مبادرة في 79 دولة على تمكين المرأة. وتجسّد هذه الجهود التزام مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الراسخ بتعزيز الفرص ومعالجة انعدام المساواة في المناطق الأكثر ضعفاً"، لمى غزاوي، كبيرة الاختصاصيين في الاتصالات الدولية، مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية. "بدعم من الصندوق والجهات المانحة، نسعى إلى أن تشغَل النساء ثلث الوظائف الجديدة في مجال الصرف الصحي على الأقل. ولتحقيق هذا الهدف، بدأنا بتدريبهن ودعمهن لتدبير الأعمال التجارية في مجال خدمات الصرف الصحي، مثل جمع النفايات وتدبيرها، مما سيسهم بشكل كبير في تمكينهن وتحقيق الاستقلال المالي. وبالمثل، فإن نسبة 5% فقط من رائدات الأعمال في بنغلاديش يحصلن على قروض رسمية، مما يعيق تطوير أعمالهن. ومن خلال توفير المزيد من خيارات التمويل الأصغر، مثل القروض الميسرة أو المنح، يمكننا مساعدة النساء على تطوير أعمالهن في هذا القطاع"، الدكتور براكاش كانتي شودري، الأمين المشترك لوزارة شؤون المرأة والطفل، بنغلاديش. اقرا ايضا |«الإسلامي للتنمية»: 4.65 مليار دولار لتوسيع نطاق الوصول إلى الطاقة في إفريقيا