في ظل مشهد متأزم داخل غزة، وبينما تتخبط حكومة بنيامين نتنياهو في قرارات وصفتها الصحافة العبرية ب"المتهورة"، تقدمت مصر بثبات، واضعةً خطة متكاملة تستهدف إعادة إعمار القطاع، وإرساء أسس استقرار دائم، بعيدًا عن أي محاولات لتغيير الواقع الديموغرافي أو تهجير الفلسطينيين. ولم يكن التحرك المصري مُجرد رد فعل، بل هو امتداد لموقف واضح وثابت تؤكده القاهرة في كل المحافل الدولية: «لا للتهجير، لا للمساس بالحقوق الفلسطينية، نعم للحل العادل والشامل». اقرأ أيضًا| توماس فريدمان عن تهجير الفلسطينيين: ترامب يفكر خارج العقل ومن خلال تحركات دبلوماسية نشطة ومشاركة فعالة في القمم الدولية، تسعى مصر إلى كبح أي مشاريع تهدد الهوية الفلسطينية، واضعةً رؤيتها ك"أساس للحل" في مواجهة السياسات الإسرائيلية التي تزيد الأزمة تعقيدًا. تضمنت الخطة المصرية إدارة مؤقتة لقطاع غزة لمدة ستة أشهر، عبر لجنة مهنية من سكان القطاع تتبع السلطة الفلسطينية، تمهيدًا لنقل السيطرة الكاملة إليها، فيما تُعد هذه الخطوة الحل الأكثر واقعية، مقارنة بالمقترحات غير القابلة للتنفيذ، مثل فكرة تهجير سكان غزة أو استمرار التصعيد العسكري دون أفق سياسي واضح. بينما لا يزال الموقف الإسرائيلي، الذي وصفته صحيفة «هآرتس» العبرية ب"المتهور"، متصلبًا، حيث ترفض الحكومة الإسرائيلية التمييز بين حماس والسلطة الفلسطينية، ما يعقد فرص التوصل إلى حل دائم. في المقابل، وجدت المبادرة المصرية دعمًا دوليًا، حيث أيدتها كل من فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا، معتبرةً إياها "مسارًا واقعيًا" لإعادة تأهيل وإعمار غزة وتحسين الأوضاع الإنسانية فيها. اقرأ أيضًا| «مرفوضة وتشعل المنطقة».. نواب في الكونجرس يهاجمون خطة ترامب حول غزة الدور المصري في القمة العربية جاءت القمة العربية الطارئة، التي استضافتها القاهرة في 4 مارس الماضي، لتعزز هذه الرؤية، حيث اتفق القادة العرب على أن الحل الدائم يكمن في إقامة دولة فلسطينية مستقلة، وأن دعم المبادرة المصرية هو خطوة أساسية نحو ذلك، ومع ذلك، لم يُظهر الجانب الإسرائيلي اهتمامه بهذا الأمر، مفضلاً المراوحة في دائرة العنف والتصعيد. كما أثبتت مصر، من خلال مواقفها المتزنة تزامنًا مع استمرار الحرب على غزة، أنها شريك موثوق في تحقيق الاستقرار، وأن رؤيتها تقوم على تجنب الكوارث الإنسانية وإعادة الحقوق إلى أصحابها. وبعدما أدلى الرئيس الأمريكي الجديد، دونالد ترامب، بتصريحات مثيرة للجدل، اقترح فيها نقل الفلسطينيين من قطاع غزة إلى دول عربية مجاورة، مشيرًا تحديدًا إلى مصر والأردن، مبررًا أن القطاع «قد دُمّر بالكامل وأنه من الأفضل التعاون مع بعض الدول العربية لبناء مساكن جديدة في أماكن أخرى، حيث يمكن للفلسطينيين العيش بسلام لأول مرة». أعاد السفير المصري في واشنطن، معتز زهران، نشر مقاله في يوم 26 يناير، والذي كان قد نُشر سابقًا في صحيفة «ذا هيل» الأمريكية بتاريخ 20 /10/ 2023، عقب أحداث السابع من أكتوبر، حيث جاء المقال في تأكيد على الموقف المصري الثابت والراسخ نحو رفض تهجير الفلسطينيين خارج أراضيهم، تحت عنوان صريح وحاسم: «مصر لا يمكن أن تكون جزءًا من أي حل يتضمن نقل الفلسطينيين إلى سيناء». للمزيد.. نص المقال| ردا على ترامب.. سفير مصر في واشنطن يعيد نشر مقال: «لا تهجير للفلسطينيين»