العالم بأكمله يحبس أنفاسه ويوجه أنظاره نحو الصرح الحضارى والثقافى العالمى المتكامل - المتحف المصرى الكبير - الذى يُعد الأكبر من نوعه على وجه الأرض، يروى تاريخ الحضارة المصرية القديمة بأحدث التقنيات، فى ملحمة مصرية فريدة شُيدت قواعدها فى محيط الأهرامات.. لذا سيكون الوِجهة الأولى لكل عشاق الحضارة المصرية القديمة، كونه تحفة فنية معمارية مبهرة تضم الكنوز الفرعونية.. وينتظر العالم احتفالية الافتتاح الرسمى، التى ستكون مبهرة للعالم أجمع، كعادة المصريين على مر العصور.. ويحظى المتحف بأهمية كبرى لدى الدولة المصرية، خاصة مع المتابعة الحثيثة من الرئيس عبد الفتاح السيسى، التى أسهمت فى أن يرى هذا المشروع العملاق النور.. ورغم الكثير من التحديات، نجحت الدولة المصرية فى الوصول بالمشروع إلى التشغيل التجريبى، ليتضمن تشغيل عدد من القاعات الرئيسية، ثم التشغيل التدريجى لبعض أجزاء المتحف، تمهيدًا للافتتاح الرسمى الكبير لهذا المشروع، الذى اكتمل بالفعل، وسيكون هدية مصر للعالم.. وقد امتدت روح الإنجاز لتطوير المناطق المحيطة بالمتحف، بما يُسهم فى تحسين الرؤية البصرية، وتحقيق نقلة حضارية لإبراز العناصر الجمالية لمحيط المتحف والطرق المؤدية إلى أبواب البهو العظيم، لتبدأ أجمل رحلات الأرض لمحبى الحضارة الفرعونية . الممشى السياحى .. بانوراما فرعونية لم تتوقف الدولة المصرية عند تأسيس المتحف المصرى الكبير على حدود المتحف مع منطقة الأهرامات، لكنها اخترقت طريق الفيوم لتربط بين التطور والقطع الأثرية فى المتحف الكبير بمنطقة الأهرامات، من خلال إنشاء ممشى سياحى، يبدأ عند حديقة المتحف ليصل الى منطقة الأهرامات. وأكد د. عيسى زيدان، المدير التنفيذى للترميم ونقل الآثار بالمتحف المصرى الكبير، أن طول الممشى، الذى يربط بين الأهرامات والمتحف المصرى الكبير يصل إلى 2 كيلو متر، وعرضه يتراوح بين 11 و 27 مترًا، على أن تكون بدايته من حديقة المتحف، ويقطع بذلك طريق الرماية. وأضاف أن الممشى يتم بأصول فنية وهندسية حتى لا يتسبب فى حجب رؤية المتحف المصرى الكبير أو التأثير على المظهر الحضارى للأهرامات. وأشار إلى أن الممشى السياحى سيظل يعمل حتى بعد غلق منطقة الأهرامات، مبينًا أن الممشى سيكون همزة الوصل بين المتحف المصرى الكبير ومنطقة احتفالات الصوت والضوء التى تعمل فى منطقة الأهرامات. وبين أن جميع المناطق المحيطة بالممشى يتم إعداد مساحات خضراء لترك راحة نفسية وذهنية عند الزائرين. وكشفت مصادر بوزارة السياحة والآثار، أن الممشى السياحى سيضم 600 محل خاص ببيع المستنسخات الفرعونية والهدايا والملابس، وكل ما يتعلق بالعصور الفرعونية، وستتم طرحها فى مزاد علنى من خلال طرح كراسات بها شروط معينة لمن يحب المشاركة فى ذلك المزاد للحصول على حصة من تلك المحلات. وأشارت المصادر، إلى أن الشروط والأسعار يتم إعدادها مع ممثلى القطاع الخاص المتمثلة فى غرفة السلع السياحية، بمشاركة ممثلين من اتحاد الغرف السياحية، بالإضافة إلى أنه سيتم مراقبة جميع السلع والمنتجات وأسعارها التى سيتم عرضها فى تلك المحلات، خاصة أن أغلب زوار المتحف المصرى الكبير سيرغبون فى زيارة الأهرامات، وبالتالى سيتم استخدام الممشى. وقالت المصادر: إن الرقابة المشددة على تلك المحلات والقائمين على الممشى والمحلات الموجودة بها لتقديم صورة ذهنية مميزة عن مصر ومقاصدها السياحية والأثرية وبالتالى تزداد احتمالية عودة الزائرين لمصر مرة أخرى ودعوة أصدقائهم للزيارة، وسيتم الانتهاء من ذلك الممشى قريبًا، لتجهيز المحلات وغيرها. اقرأ أيضًا | وزير السياحة يبحث فى اليابان تعزيز التعاون المستقبلى سيناريوهات الحدث العظيم ..وزير السياحة: الافتتاح 3 يوليو القادم غنيم: 1.2 مليار دولار تكلفة المتحف 112 يومًا تفصلنا عن افتتاح المتحف المصرى الكبير، وفقًا لتصريحات وزير السياحة والآثار شريف فتحى، الذى كشف عن موعد افتتاح المتحف والمقرر له 3 يوليو القادم، حيث أكد الوزير أنه تم وضع مجموعة من التصورات للاحتفالات الخاصة بالافتتاح الرسمى للمتحف، ووضع عدة سيناريوهات مختلفة، من خلال مجموعة من المتخصصين ليكون الافتتاح بحجم هذا الحدث الضخم. وأضاف الوزير أن التصورات المقترحة تأتى فى إطار توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى، بأن تكون تكلفة الاحتفالات بأكملها من خارج خزانة الدولة، مشيرًا إلى أن سيناريوهات الاحتفالات، متعددة ومتنوعة وتم عرضها على رئيس الوزراء د.مصطفى مدبولى، وأبدى رأيه باتخاذ عدد من التعديلات تمهيدًا لعرضها على الرئيس عبد الفتاح السيسى. وأوضح الوزير، أن سيناريوهات الافتتاح لا تقتصر على الافتتاح خلال يوم واحد فقط، بل سيكون هناك عدة فعاليات متنوعة على أيام متتالية، تروج لهذا المشروع وللسياحة المصرية والدولة بوجه عام. من جانبه، أكد د.أحمد غنيم، الرئيس التنفيذى لهيئة المتحف المصرى الكبير، أن المتحف تحول لهيئة اقتصادية مستقلة، موضحًا أن جميع المتاحف الأثرية فى مصر تتبع المجلس الأعلى للآثار التابع لوزارة السياحة والآثار، باستثناء متحفين فقط، هما المتحف القومى للحضارة المصرية والمتحف المصرى الكبير، اللذان صدر بشأنهما قانون خاص لتحويلهما إلى هيئتين اقتصاديتين، موضحًا، أن الهدف من هذا التحويل كان خلق نموذج قادر على تغطية تكاليفه. وأوضح غنيم أن هذا النموذج يحافظ على تحقيق الكفاءة والاستدامة، لذا اعتمدت الدولة على الشراكة مع القطاع الخاص لتوفير التمويل، والقضاء على البيروقراطية، وضمان الكفاءة، موضحًا، أن القطاع الخاص فى المتحف يتولى جميع الخدمات غير المتعلقة بالآثار، مثل النظافة، والأمن، وتجربة الزائر، من خلال عقد طويل الأجل مع الشركة لضمان تقديم الخدمات بجودة عالية. وأشار غنيم، إلى أن التكلفة الإجمالية لإنشاء المتحف المصرى الكبير بلغت 1.2 مليار دولار، موزعة على 750 مليون دولار قروضًا، والباقى تمويل من الحكومة المصرية، خاصة أن المتحف يُعتبر الأكبر فى العالم من حيث المساحة، كونه يمتد على مساحة 500 ألف متر مربع، بما يعادل 117 فدانًا، أى ضعف مساحة متحف اللوفر. سيناريوهات الاحتفالية وأوضح غنيم، إنه جارٍ العمل على أن تكون فعالية افتتاح المتحف المصرى الكبير على أعلى مستوى دولى، تعبر عما تحققه مصر من تقدم فى مختلف المجالات خلال الفترة الأخيرة، خاصة كونه فرصة كبرى للترويج لبلدنا، والتعريف بما تتمتع به من مقاصد سياحية عظيمة ومتنوعة. الدرج العظيم.. رحلة عبر الزمان ..التماثيل تسرد بداية الهيئة الملكية حتى نهاية الحياة الأبدية الدرج العظيم، هو إحدى قاعات العرض التى يتميز ويتفرد بها المتحف المصرى الكبير عن باقى المتاحف العالمية، حيث يُعرض عليه مجموعة من أفضل وأضخم القطع الأثرية الثقيلة التى تجسد روائع فن نحت فى مصر القديمة، التى تبدأ من عصر الدولة القديمة حتى العصر اليونانى الروماني. وينتهى الدرج العظيم بمشهد بانورامى جميل يُبيِّن أهرامات الجيزة الخالدة، ويتدرج الدرج العظيم طبقًا لسيناريو العرض المتحفى إلى 4 موضوعات رئيسية. «الهيئة الملكية» عنوان الموضوع الأول الذى يتضمن عرض مجموعة متميزة من تماثيل الملوك التى مرت بمراحل تطورات وتغيرات عديدة شهدها الفن الملكى بمصر القديمة، وبالرغم من ذلك كان من السهل التعرف على سمات الملوك وملامحهم فى التماثيل.. ومن أهم التماثيل المعروضة على الدرج العظيم فى الموضوع الأول، «تمثال للملك سيتى الأول من الجرانيت الوردى، وتمثال للملك سنوسرت الثالث أو أمنمحات الرابع من عصر الدولة الوسطى مصنوع من الكوارتزيت، ويظهر عليه أميرتان، وقد أُعيد استخدام التمثال مرة أخرى فى عهد الملك رمسيس الثانى والملك مرنبتاح». كما يضم الموضوع الأول «تمثالًا للملك سيتى الثانى مصنوعًا من الكوارتزيت، من عصر الدولة الحديثة، وتمثالًا للملك أمنحتب الثالث، وتمثالًا للملكة حتشبسوت، تمثالًا للإمبراطور الرومانى كاراكالا من الجرانيت الأحمر. أما الموضوع الثانى فكان خاصًا ب«الدور المقدسة» أى أماكن العبادة.. ومن أهم القطع المعروضة فى الموضوع الثانى «عمودان وعتب من الجرانيت الأحمر للملك ساحورع من عصر الدولة القديمة، وتمثال على هيئة أبو الهول للملك أمنمحات الثالث، وبوابة الملك أمنمحات الأول، وعمودان وعتب للملك سوبك إم ساف الأول من عصر الدولة الوسطى، وناووس للملك سنوسرت الأول، ومسلة للملك مرنبتاح، وقمة مسلة للملكة حتشبسوت، وناووس للملك رمسيس الثانى، وناووس للملك نختنبو الثاني». واختار الموضوع الثالث «الملوك والمعبودات» ليتناول الملك وعلاقته بالمعبودات.. وفى هذا القسم يتم عرض مجموعة متميزة من تماثيل المعبودات والتماثيل الزوجية وتماثيل للثالوث المقدس، ومن أهمها «تمثال للمعبود بتاح من الحجر الرملى، وتمثال للملك سنوسرت الأول بالهيئة الأوزيرية، وتمثال للملك رمسيس الثانى فى حماية إحدى المعبودات، وثالوث من الجرانيت الوردى للمعبود بتاح والملك رمسيس الثانى والمعبودة سخمت، وتمثال مزدوج للملك أمنحتب الثالث مع المعبود رع حور، وتمثال مزدوج للملك رمسيس الثانى والمعبودة عِنات، وتمثالين للمعبود سرابيس من العصر الروماني». وهنا نصل للموضوع الرابع بعنوان الرحلة إلى الحياة الأبدية، فيعتبر الموت عند قدماء المصريين بمثابة بوابة المرور إلى العالم الآخر، حيث البعث والحياة الأبدية، لذا اهتم الملوك فى مصر القديمة بالحفاظ على أجسادهم بعد الوفاة، وتم دفنهم إما فى الأهرامات أو المقابر الملكية. مركبا الشمس يرسوان من رحلتهما الأبدية ..صرح يليق بعظمة «خوفو» يحتضن اكتشافات عمرها 4700 عام بعد أكثر من 4700 عام، اجتمع مركبا الشمس، سويًا للمرة الأولى بمقرهما الجديد فى المتحف المصرى الكبير، فى انتظار العرض المتحفى للمركبين، خاصة بعد إعلان هيئة المتحف، الانتهاء من التشطيبات الداخلية والخارجية للمركبة الأولى، التى تم نقلها من الأهرامات عام 2021، والثانية التى عُثر عليها بجوار الأولى عام 1954، حبيسة الصخور، ليتم ترميمها وإعدادها للحضور فى افتتاح المتحف المصرى الكبير بشكل رسمى. وأكد د.أحمد غنيم، الرئيس التنفيذى لهيئة المتحف المصرى الكبير، أنه سيتم لأول مرة إعداد وترميم مركب الملك خوفو أمام الزائرين عقب افتتاح المتحف المصرى الكبير يوليو المقبل، وستتم عملية الترميم لمدة 3 سنوات، ليشاهد جميع الزائرين كيفية ترميم القطع الأثرية بعناية فائقة وبقدرة عالية. وأشار إلى مركب الشمس الأولى والمجهود الكبير الذى بذله المرممون المصريون لإعداد المركب وترميمها وتجهيزها، خاصة أن طوله يصل إلى 14 مترًا، منذ أن تم نقل المركب فى أغسطس 2021 من منطقة الأهرامات، فى موكب مهيب شهده العالم، من خلال وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، ومن خلال مواقع التواصل الاجتماعى، خاصة أن عملية النقل استغرقت 48 ساعة، قطع خلالها المركب مسافة تبلغ نحو 7.5 كيلومتر.. وأوضح أن هناك ترحيبًا كبيرًا بترميم وإعداد المركب الثانى أمام الجمهور والزائرين، خاصة أن ذلك سيسمح للطلاب وغيرهم من المرممين فى دول مختلفة بمتابعة أعمال الترميم وتعليم الطرق المناسبة والمواد المستخدمة فى ذلك لخروج الموكب. من جانبه، قال عيسى زيدان، مدير عام الترميم ونقل الآثار بالمتحف المصرى الكبير، إن المركب الأولى طالتها المياه الجوفية، ولذلك وجب ترميمها وإصلاحها. وأشار إلى أن المركب الأولى وصلت إلى المتحف بحالة جيدة ولم تحتاج إلى عمليات ترميم كثيرة رغم إحاطة المياه الجوفية بها، والتى أثرت على عمليات استخراج قطع المركب بشكل سليم ومتكامل، ولكن بفضل شباب المرممين والأثريين المهرة وبتكنولوجيا يابانية، تم رفع المركب وشقت طريقها إلى المتحف الكبير. وأشار إلى استخراج كل أخشاب مركب خوفو الثانية من موقع اكتشافها بجوار هرم خوفو، والذى يعد ثانى أكبر أثر فى العالم وتم نقله وعرضه بقاعة مخصصة بالمتحف المصرى الكبير إلى جوار المركب الأولى. وأضاف أنه تم استخراج نحو 1765 قطعة خشبية من الحفرة الموجود بها المركب. المسلة المُعلقة.. حكاية «خرطوش الملك» 30 ألف متر مربع، تلك مساحة حرم المسلة المعلقة التى توضع خارج المتحف أمام المدخل الرئيسى، ليكون أول ميدان لمسلة مصرية، وتم نقل 3 مسلات من منطقة آثار صان الحجر، تم إقامة 2 من بينها ب العاصمة الإدارية الجديدة، وكان من نصيب المتحف الكبير المسلة الثالثة للملك رمسيس.. وأثناء المعاينة وجد خرطوش فى القاعدة من أسفل، وبعد التوجه للمختصين لتوضيح الأمر، أوضحوا أن الملك رمسيس كان يقوم بحفر اسمه من الأسفل، لأن الملوك فى الماضى كانوا يقومون بنقش أعمالهم على جدران المسلات لتخليد إنجازاتهم، وكان يأتى ملك آخر ويزيل الخرطوش الخاص بالملك الذى سبقه، ولكن الملك رمسيس كان شديد الوعى، فقرر أن يقوم بنقش الخرطوش الخاص به ووضعه فى كعب المسلة، ولكن للأسف هذا الجزء يكون مدفونًا ولا يراه أحد. ومن هنا أتت الفكرة فى وضع تصميم هندسى يراه كل مَن يمر بالمتحف من خلال الأعمدة التى تحمل المسلة، ليشاهد خرطوش الملك رمسيس فى مشهد بديع فريد من نوعه على الإطلاق فى العالم كله، ويرى الزائر بعينه الخرطوش على ارتفاع 3 أمتار ليرى عظمة ملوك مصر.. وتم الاستعانة بمكتب استشارى إنشائى ليقوم بتصميم الهيكل الإنشائى للميدان لضمان تثبيتها بشكل آمن للغاية، كما تم تصميم نفق حول القواعد للصيانة والطمأنينة على جسم المسلة التى يبلغ ارتفاعها 18 مترًا. القاعة الذهبية تضم كنوز «توت عنخ آمون» ..7500 متر تعرض 5600 قطعة أثرية للملك رغم التشغيل التجريبى الثانى للمتحف المصرى الكبير، والذى فتح قاعاته أمام الزائرين، إلا أن المتحف ما زال يحمل فى جعبته العديد من الكنوز الأثرية، والتى تُعرض لأول مرة عقب الافتتاح الرسمى.. أبرز تلك الكنوز، عرض المجموعة الكاملة للفرعون الذهبى، توت عنخ آمون، حيث تم تخصيص قاعتين رئيسيتين تحوى مجموعة الملك الشاب، وستعرض كاملةً لأول مرة منذ اكتشافها، ووضعها فى المخازن لعدم وجود مكان مناسب للعرض. وأكد د.أحمد غنيم، الرئيس التنفيذى لهيئة المتحف المصرى الكبير، أن حجم الشوق والرغبة فى زيارة المتحف يمتد لسنوات فى مختلف دول العالم، وما زاد من هذا الشغف أن مجموعة كنوز توت عنخ آمون ستُعرض لأول مرة كاملة، لاسيما وأنه سيتم عرض 5600 قطعة كاملة.. وأشار إلى أن 220 قطعة أثرية ما زالت معروضة بالمتحف المصرى بالتحرير، وسيتم نقلها قبل الافتتاح الرسمى للمتحف المصرى الكبير بأيام. وأوضح أن العرض الكامل لمجموعة توت عنخ آمون يُعتبر حدثًا تاريخيًا، خاصة أنه سيتم نقل هذه القطع من جميع المتاحف فى ربوع مصر المختلفة حتى قناع الملك، بالإضافة إلى خروج باقى القطع الخاصة بالمجموعة من المخازن، وسيتم عرضها فى المتحف مثل العجلات الحربية للملك وغيرها، لاسيما وأنه تم إجراء عمليات الترميم المختلفة على القطع الأثرية التى خرجت من المخازن بأعلى مستوى.. وأضاف أن هناك العديد من المفاجآت التى سيكشفها المتحف، خاصة فيما يتعلق ب«توت عنخ آمون»، ورغم أن قاعة توت عنخ آمون واحدة من بين 12 قاعة فى المتحف، إلا أنها تمتد على مساحة ضخمة تبلغ 7500 متر مربع، وهى مساحة كبيرة للغاية، فالقاعة مُزودة بأحدث تقنيات العرض، بالإضافة إلى أفلام وثائقية تسرد تفاصيل اكتشاف المقبرة وكنوزها، مما يجعل التجربة مبهرة للغاية. من جانبه، كشف د.عيسى زيدان، مدير عام الترميم ونقل الآثار ب المتحف المصرى الكبير، أن الأعمال بقاعات الملك توت عنخ آمون، منتهية منذ فترة طويلة وجاهزة للافتتاح الرسمي؛ حيث تم تثبيث كافة القطع الأثرية لكنوز الملك، ولم يتبق سوى مجموعة بسيطة وعددها 220 قطعة فقط موجودة بالمتحف المصرى بالتحرير من بينها القناع الذهبى وكرسى العرش. وأشار إلى وجود 10 قطع موجودة بمتحف شرم الشيخ، و11 قطعة موجودة بمتحف الغردقة، وجميعها سيتم جلبها ونقلها للمتحف المصرى الكبير قبل موعد الافتتاح الرسمى بوقتٍ كافٍ، فهى لا تحتاج إلى ترميم ولكنها فى حالة جيدة، حيث تم وضع جدول زمنى لنقلها لتنضم إلى باقى مجموعة الملك قبل الافتتاح الرسمى، لتعرض كافة كنوز الملك توت عنخ آمون ومجموعته الكاملة. رمسيس الثانى من «باب الحديد» إلى البهو العظيم بعد أن يدلف الزائر من حائط الأهرامات، يجد فى استقباله داخل بهو المدخل، الملك رمسيس الثانى، وهو ثالث ملوك الأسرة التاسعة عشرة، وهو ابن الملك سيتى الأول، ومن أشهر زوجاته الملكة نفرتارى، قام ببناء العديد من المعابد والتماثيل المثيرة للإعجاب؛ ومن أهمها معبد أبوسمبل ومعبد الرمسيوم، وقاد رمسيس الثانى، أيضًا عدة حملات عسكرية داخل وخارج حدود مصر، ومنها معركة «قادش» الثانية 1274 ق.م، وأبرم الملك رمسيس الثانى، عام 1258 ق.م.، أقدم معاهدة سلام فى التاريخ بين مصر والحيثيين. ويبلغ طول تمثال الملك رمسيس الثانى 12 مترًا، ويزن 82 طنًا، وهو تمثال منحوت من الجرانيت الوردى اللون، واكتشف عام 1820 بمعبد ميت رهينة، وكانت له رحلة شهيرة، حيث تمت عملية النقل الأولى للتمثال مارس 1955، إلى ميدان باب الحديد، الذى طغى عليه شهرة الملك رمسيس، وسُمى من وقتها إلى اليوم بميدان رمسيس، وفى أغسطس 2006 تم نقله إلى المتحف المصرى الكبير؛ خشية أن يتأثر بالتلوث البيئى فى المنطقة، الناجم عن حركة القطارات والسيارات التى تزدحم فى ذلك الميدان. واستكمل تمثال الملك رمسيس الثانى، عملية النقل الثانية، فى 25 من يناير 2018، إلى موقعه الجديد بالمتحف المصرى الكبير، وكانت عملية نقل التمثال الثانية أكثر إبهارًا للعالم أجمع، التى لم تتم إلا بعد عمل دراسات حول الطريقة المُثلى لنقل التمثال، وجاءت عملية النقل لتكون بمثابة بدء تدشين للمتحف، ليكون الملك رمسيس الثانى أول مستقبلى المتحف، الذين باتوا يترقبون الافتتاح العظيم لأكبر متحف فى العالم متخصص فى الحضارة المصرية القديمة.