شدد الرئيس عبدالفتاح السيسى على أن السلام الدائم والعادل والشامل فى الشرق الأوسط، سيظل بعيد المنال، ما لم تقم الدولة الفلسطينية، وفق قرارات الشرعية الدولية، حتى لو نجحت إسرائيل فى إبرام اتفاقيات تطبيع مع جميع الدول العربية. وطالب السيسى خلال كلمة مصر بالقمة العربية فى العاصمة العراقية بغداد، أمس، الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، بصفته قائدا يهدف إلى ترسيخ السلام، ببذل كل ما يلزم من جهود وضغوط، لوقف إطلاق النار فى قطاع غزة، تمهيدًا لإطلاق عملية سياسية جادة - يكون فيها وسيطا وراعيا - تفضى إلى تسوية نهائية تحقق سلامًا دائمًا، على غرار الدور التاريخى الذى اضطلعت به الولاياتالمتحدة، فى تحقيق السلام بين مصر وإسرائيل فى السبعينيات. وتابع: «فى إطار مساعيها، بادرت مصر، بالدعوة لعقد قمة القاهرة العربية غير العادية، فى 4 مارس الماضى، التى أكدت الموقف العربى الثابت، برفض تهجير الشعب الفلسطينى، وتبنت خطة إعادة إعمار قطاع غزة، دون تهجير أهله». إلى ذلك أقر قادة الدول العربية «إعلان بغداد» فى ختام القمة العادية ال34، التأكيد على أهمية دعم الجهود التى تبذلها مصر والعراق وسوريا والسودان، لضمان حقوقها المائية المشروعة، وأكد مجددًا «مركزية القضية الفلسطينية»، وطالب ب«الوقف الفورى للحرب فى غزة ووقف جميع الأعمال العدائية التى تزيد من معاناة المدنيين الأبرياء»، ودعا جميع الدول لتقديم الدعم السياسى والمالى والقانونى للخطة العربية - الإسلامية المشتركة، بشأن إعادة الإعمار والتعافى المبكر فى غزة، ودعا إلى تسوية سلمية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية، وطالب جميع الفصائل الفلسطينية بالتوافق على مشروع وطنى جامع ورؤية استراتيجية موحدة. وفى كلمته أمام القمة أعرب «جوتيريش» فى أمام قمة بغداد عن قلقه البالغ إزاء تصاعد الأوضاع فى قطاع غزة، مشددًا على ضرورة الوقف الفورى للحرب وإطلاق سراح الرهائن المحتجزين، وأكد رفض الأممالمتحدة القاطع لأى محاولات للتهجير القسرى لسكان القطاع. وقال الدكتور ضياء حلمى، عضو المجلس المصرى للشؤون الخارجية، إن القمة تكتسب أهمية استثنائية فى ظل التحديات الإقليمية الراهنة، ولها ودلالات وتأثيرات ستنعكس على الوضع الإقليمى والعربى والدولى وخاصة إصرار مصر والدول العربية الشقيقة على حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية ورفض تهجير أهالى غزة وأهمية إعادة الإعمار مع بقائهم فى أرضهم، ولفت الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية، إلى أنه إذا لم تتحقق إقامة دولة مستقلة وفقا لقرارات الشرعية الدولية وتكفل الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى على حدود يونيو1967 لن يتحقق الأمن والاستقرار فى المنطقة، وأشار اللواء الدكتور رضا فرحات، أستاذ العلوم السياسية، إلى أن كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسى فى القمة العربية المنعقدة فى بغداد مثلت إعلانًا سياسيًا متكاملا، يجمع بين ثوابت الأمن القومى العربى ومفاهيم التنمية المستدامة فى العالم العربى.