الحمد لله رب العالمين كتب النصر لعبادة المؤمنين قال تعالى( وكان حقا علينا نصر المؤمنين ) وأشهد أن لا إله إلا الله جعل شهر رمضان شهر الصوم وشهر النصر أيضا ففى رمضان تحققت انتصارات المسلمين وأشهد أن سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم نصره ربه بالرعب وأيده بجنود من عنده اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وبعد لئن كان رمضان شهر الصيام والقران والعتق من النار فهو أيضا شهر الانتصارات.. ففى رمضان انتصر المسلمون على الكفار فى بدر التى وقعت يوم الجمعة الموافق السابع عشر من رمضان فى العام الثانى الهجرى وفى العشرين من رمضان فى العام الثامن الهجرى تم فتح مكة ودخل الناس فى دين الله أفوجا وانتصر المسلمون والعرب على التتار والصلبين فى رمضان وليس حرب العاشر من رمضان السادس من أكتوبر عام 1973 ميلادية مع الكيان الصهيوني عنا ببعيد فكانت كلمة الله أكبر الله أكبر مدوية تزلزل صفوف العدو وتهز أرض المعركة حتى كان النصر حليف المسلمين أعاد الله لمصر والوطن العربى والإسلامي مشاعر العزة والكرامة فشهر رمضان هو شهر الفتوحات والبطولات الانتصارات ولقد رأينا فى حرب أكتوبر المجيدة العاشر من رمضان حينما عادت الأمة كلها إلى الله القادة والجند والأمة من ورائهم فى المساجد وصيحة الله أكبر فى الميدان لاحت بوادر النصر وهو الوحدة والتألف فيما بين المؤمنين فإن الإسلام هو الذى يوحد الأمة فبجعلها تتماسك كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا ويؤدى إلى وحدة الإتجاه والفكر والشعور بحيث إذا اشتكى منه عضو اشتكى كله فلا عداوة بينهم ولا تمييز بين عناصرهم ولا صراع بين الطبقات لقوله تعالى ( إنما المؤمنون إخوة ). إن الوحدة والتألف تؤدى إلى قوة الأمة وقدرتها على مواجهة التحديات وذلك بأن تكون كالبنيان المرصوص وتكون أمة واحدة متألفة متحابة فيما بينها قال تعالى( وان هذه امتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون ) إن ذكرى نصر أكتوبر المجيدة تسجل فى قلوبنا لحظه نادرة توزن بالزمان كله لحظة استشعر فيها المصريون معانى تلك الاتيتن العظمتين من كتاب الله عز وجل قال تعالى( وما جعله الله إلا بشرى لكم ولتطمئن قلوبكم به وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم ) وقال تعالى( وما جعله الله إلا بشرى ولتطمئن به قلوبكم وما النصر إلا من عند الله إن الله عزيز حكيم ) ذكرى العاشر من رمضان السادس من أكتوبر سيظل محفورا في عقول وقلوب كل المصريين ولكن ما ينبغي لنا أبدا ونحن فى فرحتنا بالنصر أن ننسى فضل الله علينا فى هذه الحرب فرغم أن العدو كان يزعم بأنه لا يقهر ولكنه ذاق القهر والهزيمة على يد جنودنا الأبطال بفضل الله تعالى ونحن نعيش أجواء الانتصار العظيم وفى نشوة الاحتفال ينبغى أن لا ننسى شهداءنا الأبرار الذين ضحوا باعلى واعز ما يملكون فداء لعزة وكرامة وطنهم الغالى مصر حيث روت دماؤهم الزكية تراب أرضنا الغالية مصر قال تعالى( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون. فرحين بما أتاهم الله من فضله و يستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون يستبشرون بنعمة من الله وفضل وإن الله لا يضيع اجر المؤمنين ) وقد أكرم الله جنودنا البواسل بالحسنيين النصر والشهادة فى سبيل الله لمن لقى الله عز وجل فى هذا اليوم الأغر لقى ضحى الشهداء الأبرار بأنفسهم من أجل غيرهم فكان الثمن من الله هو الجنة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( للشهيد عند الله ست خصال يغفر له فى أول دفعة من دمه ويرى مقعدة من الجنة ويجار من عذاب القبر ويأمن الفرع الأكبر ويحلى حلية الأيمان ويزوج من الحور العين ويشفع فى سبعين من أقاربه ) اللهم احفظ مصر واهلها من كل سوء اللهم تقبل صيامنا وقيامنا واستجب يارب دعاءنا واجعل شهر رمضان نصر وفتح وتأييد للمسلمين فى مشارق الأرض ومغاربها وصلى اللهم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم.