ما نخشاه أن يدخل الاسرائيليون المراحل فى بعضها البعض وبالتالى عدم الانتقال الى المرحلة الثالثة وهى الأهم اعلان حركة حماس فى العاشر من الشهر الجارى تعليق إطلاق سراح الأسرى الاسرائيليين دفعة 15 يوم السبت الماضى هى مناورة سياسية ذكية، لتذكير الوسطاء بتجاوزات الاحتلال الإسرائيلى وعدم التزامه ببنود اتفاق الهدنة فى مرحلتها الأولى، خاصة فى عدد شاحنات البضائع والمواد البترولية والغرف المتنقلة والخيام، هذه المناورة كان الهدف منها تحريك الوسطاء، وخاصة الولاياتالمتحدةالأمريكية، للضغط على الاحتلال للتوقف عن المماطلة، وتوقعت أن تطلق حركة حماس دفعة 15 الشهر الجارى فى موعدها حسب مراحل الاتفاق، وكالعادة اعتبر الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أن تراجع حركة حماس عن تعليق دفعة إطلاق سراح الأسرى الاسرائيليين نتج عن تهديده بفتح الجحيم على قطاع غزة، ومطالبته بإطلاق سراح كل الأسرى الاسرائيليين دفعة واحدة، خاصة أن طاقمه تنصل من مشاركته فى نصوص الاتفاق رغم أن مبعوثه ستيف ويتكوف شارك حتى اللحظة الأخيرة فى توقيع الاتفاق وكان مُصرًا على دخول الاتفاق حيز التنفيذ قبل دخول الرئيس دونالد ترامب البيت الأبيض. لا يكاد يوم يمر دون أن يرسل الرئيس الأمريكى دونالد ترامب رسائل تجاه غزة، وكأن غزة أصبحت الشغل الشاغل للرئيس الامريكي، ولا يعلم أن هذه التصريحات المتتالية تجعلها بلا قيمة، خاصة أن سكان قطاع غزة رأوا الجحيم على مدار ستة عشر شهرا من حرب الإبادة الجماعية. الرئيس دونالد ترامب وطاقمه يعلمون أن مطلبه بضرورة اطلاق سراح كل الاسرى الاسرائيليين قبل موعد السبت الماضى هو ضرب من الخيال لن يحدث وكل ما سيحدث هو اكمال الهدنة كما بدأت وانهاء المرحلة الأولى كما هى متدرجة وقد انقضى أكثر من نصفها، ويماطل رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلى بنيامين نتنياهو فى بدء مفاوضات المرحلة الثانية، رغم تسلم طاقمه مقترحاً مقدما من دولة قطر حول مفاتيح المرحلة الثانية، ولكن ما نراه هو تسويف ومماطلة من بنيامين نتنياهو وتغيير طواقم المفاوضات حتى يفشلها ولم يخفِ رغبته فى تمديد المرحلة الأولى مع استمرار إطلاق سراح الأسرى الاسرائيليين وبالتالى يتهرب من استحقاقات المرحلة الثانية التى تنص على وقف الحرب وانسحاب الاحتلال من قطاع غزة بشكل كامل وتغيير مفاتيح إطلاق الأسرى الفلسطينيين مقابل كل أسير إسرائيلى وزيادة تدفق المعدات لرفع الأنقاض وإعادة البناء فى قطاع غزة.. ما نخشاه أن يدخل الاسرائيليون المراحل فى بعضها البعض وبالتالى عدم الانتقال الى المرحلة الثالثة وهى الأهم والتى بها مفاتيح رؤية سياسية لمستقبل القضية الفلسطينية، والخوف أن ينقلب الاحتلال الإسرائيلى على الاتفاق بعد ان يأخذ أسراه. ولا نستبعد أن لقاء ترامب نتنياهو قد تم الاتفاق على بعض القضايا من هذا القبيل والتى ستفضى الى عدم الانتقال الى المرحلة الثالثة، والهجوم على غزة لتحقيق هدفهما بتهجير سكان قطاع غزة.. الاجتماع الأمنى الأخير لبنيامين نتنياهو ووزير حربه كاتس ووزير التخطيط الاستراتيجى ديرمير ناقش موضوع اكمال الهدنة والانتقال الى المرحلة الثانية، ولم يناقشوا المرحلة الثالثة، وما سرب عن هذا الاجتماع معلومات محدودة من أهمها الموافقة على إرسال وفد إسرائيلى للتفاوض حول المرحلة الثانية من الهدنة برئاسة وزير التخطيط الاستراتيجى ديرمير بعد الإطاحة برئيس الموساد ديفيد برنيع ورئيس الشاباك رونين بار من وفد التفاوض ولم تتم دعوتهما لهذا الاجتماع الأمنى كما جرت العادة. المقاومة تدرك رغبة بنيامين نتنياهو فى التهرب من استحقاقات مراحل الهدنة؛ لذلك أقدمت على خطوات مهمة يوم الخميس الماضى من خلال تقديم تسليم أربع جثث لقتلى إسرائيليين قتلوا نتيجة القصف الإسرائيلى كمبادرة حسن نية ورغبة فى إكمال اتفاق التهدئة، وزيادة فى الأمر قامت يوم السبت الموافق الثانى والعشرين من فبراير بإطلاق سراح ستة أسرى إسرائيليين وليس أربعة حسب الاتفاق وذلك محاولة ذكية لقطع الطريق على بنيامين نتنياهو، وتشجيع مبعوث الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، ستيف ويتكوف لممارسة ضغط على نتنياهو للبدء فى مفاوضات جادة لتنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق التهدئة. فى مقابل هذا الحراك وقبل تنفيد المرحلة الثانية من التهدئة مطلوب تصليب الجبهة الداخلية الفلسطينية لمواجهة هذه التحديات خاصة أن الفصائل الفلسطينية لم تتفق حتى الآن من سيحكم غزة بعد المرحلة الثانية وهذه أزمة كبيرة والوقت لن يسعف صناع القرار إذا لم تحسم هذه الأمور قبل انتهاء المرحلة الثانية من التهدئة إذا دخلت حيز التنفيذ، والتاريخ يسجل ولن يرحم.