وحقيقة الأمر أن نتنياهو طلب كشف أسماء الأسرى الذين سيبقون قيد الحياة بعد إتمام المرحلة الأولى من الصفقة فى مطلع ديسمبر الحالى أطلق رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية المنتخب دونالد ترامب تصريحا يهدد به الشرق الأوسط بمزيد من النيران إذا لم يتم إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين قبل وصوله إلى البيت الأبيض فى العشرين من شهر يناير القادم. جاء تصريح الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب عشية لقائه مع عقيله رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، ويتضح من ذلك أن التحريض الذى قامت به سارة نتنياهو للرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب دفعته لإصدار هذا التهديد، حيث تناولت معه ملف الأسرى الإسرائيليين فى قطاع غزة، وعجز أجهزة الاستخبارات الأمريكية والإسرائيلية فى الوصول إليهم، ووفاة جزء منهم فى قطاع غزة، دون التوضيح أن سبب وفاتهم هو القصف الإسرائيلى على قطاع غزة. دونالد ترامب يعتقد أن بشخصيته الموشحة بالإجرام قد يرهب شعوب المنطقة أو الشعب الفلسطينى، وأن تهديده بحرق الشرق الأوسط إذا لم يطلق سراح الأسرى الاسرائيليين قبل دخوله البيت الأبيض سيجعل الشعب الفلسطينى يرتعد خوفا، واضح من هذا التصريح أن دونالد ترامب لا يعلم طبيعة شعوب المنطقة التى لا ترعبها هذه التصريحات حيث إن حكومة اليمين المتطرف قامت بحرق قطاع غزة وفعلت أقصى ما يمكن فعله ضد الشعب الفلسطينى، ولا نتوقع أن فى جعبة ترامب ما يفعله أكثر مما فعله نتنياهو وحكومة اليمين المتطرف الإسرائيلية. لقد مر على هذا التصريح عدة أسابيع تبعها صمت من قبل دونالد ترامب، وكأنه عاد تقييم تصريحه الذى يعتقد أنه عامل مهم لتسريع عملية صفقة تبادل الأسرى، وأن تصريحه ضغط على كل الأطراف لإنجاح صفقة تبادل الأسرى بين المقاومة والاحتلال الإسرائيلى. لم يتبق إلا عدة أيام ليصل دونالد ترامب إلى البيت الأبيض وحتى الآن لا ملامح واضحة لنجاح صفقة تبادل أسرى بين المقاومة والاحتلال الإسرائيلى، حيث كلما اقتربنا من ذلك نشهد تخريبا ومماطلة من قبل نتنياهو فى الوصول إلى اتفاق لإتمام الصفقة، ورغم أن المقاومة الفلسطينية أبدت مرونة كبيرة هذه الجولة من المفاوضات، ليس خشية من تهديد دونالد ترامب، ولكن رغبة فى وقف المقتلة الكبرى التى يقوم بها الاحتلال الإسرائيلى ضد شعبنا الفلسطينى، على أمل أن تفضى هذه الهدنة إلى وقف الحرب، الخشية أن نتنياهو يماطل ليطيل أمد الحرب لضمان بقائه فى الحكم الذى قد ينتهى بنهاية الحرب، ويهرب أيضا من محاكمته على ملفات الفساد التى تطارده فى المحاكم. وقد يكون سبب تأجيل نتنياهو الوصول لصفقة تبادل الأسرى باتفاق مع دونالد ترامب وطاقمه حتى لا يسجل الأمر كإنجاز للرئيس الأمريكى جو بايدن وتأجيل إعلان نجاح المفاوضات عشية دخول ترامب للبيت الأبيض ليعلن عن نجاح تهديده ودخول الاتفاق حيز التنفيذ فى يومه الأول فى البيت الأبيض، ليتباهى بتأثير تهديده على صناع القرار فى منطقة الشرق الأوسط. لقد تفاءلنا جميعا خلال الأيام الماضية بنجاح جولة المفاوضات ودخول الهدنة خلال أيام حيز التنفيذ، إلا أنه فجأة ليلة الرابع والعشرين من شهر ديسمبر الحالى سحب نتنياهو وفده الفنى من الدوحة بداعى معيقات تضعها حركة حماس، وحقيقة الأمر أن نتنياهو طلب كشف أسماء الأسرى الذين سيبقون قيد الحياة بعد إتمام المرحلة الأولى من الصفقة، والمقاومة الفلسطينية أبلغتهم بصعوبة تجميع أسماء الأسرى الإسرائيليين نتيجة استمرار الحرب، وأكدوا أن الأسماء سيتم تجميعها خلال فترة الهدنة. هذا ليس مبررا لسحب نتنياهو وفده، والأقرب أن سحب الوفد إما لدخول عيد الشموع اليهودى أو كما نتوقع تأجيل الصفقة حتى دخول ترامب البيت الأبيض، ليتباهى بهذه الصفقة وكأنها نتاج جهده وجهد طاقمه. ما يفصلنا عدة أيام حتى يدخل دونالد ترامب البيت الأبيض والأيام القادمة ستكون أياما حاسمة فى صفقة الهدنة بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلى.