سعيد عطية : التعليم المصري يشهد لحظة فاصلة ريحاب عريق : مشروع البكالوريا يؤسس لنظام تعليمي أكثر تطورًا وإنصافًا د. إيمان هريدي: لا يوجد نظام تعليمي سهل وآخر صعب حسام المندوه : البكالوريا نظام مرن يستوعب قدرات الطلاب انطلقت اليوم، أولى جلسات الحوار المجتمعي للمجتمع الجيزاوي والذي تنظمه مديرية التربية والتعليم بالجيزة بقيادة سعيد عطية، وكيل أول وزارة التربية والتعليم بمحافظة الجيزة. يأتي ذلك في ضوء الحوار المجتمعي الذي تتبناه وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني حول مشروع البكالوريا المصرية المقترح كبديل للثانوية العامة، والذي يأتي تطبيقا لرؤية الدولة نحو إعادة هيكلة نظام الثانوية العامة، وضمان تكافؤ الفرص بين جميع الطلاب، وتحقيق نقلة نوعية في جودة التعليم. وشهدت جلسة اليوم حوارًا مجتمعيًا موسعًا حول نظام البكالوريا المصرية، بحضور نخبة من القيادات التعليمية، والخبراء الأكاديميين، وأعضاء مجلس النواب، ومديري الإدارات التعليمية، وطلاب المرحلة الإعدادية، وأولياء الأمور، والمهتمين بالشأن التعليمي. وترأس الجلسة الحوارية سعيد عطية، وكيل أول وزارة التربية والتعليم بمحافظة الجيزة، بحضور ريحاب عريق، وكيل المديرية، و الدكتورة إيمان هريدي، عميد كلية الدراسات العليا للتربية بجامعة القاهرة، و الدكتور طارق سمير، عميد كلية التربية النوعية بجامعة القاهرة. والنائب الدكتور حسام المندوه الحسيني، والنائب محمد رشاد البرتقالي، و النائب طارق الطويل، و النائبة صبورة السيد، والخبير التربوي الدكتور المندوه الحسيني وكيل لجنة التعليم الأسبق بمجلس الشعب، بالإضافة إلى مديري الإدارات التعليمية، والوكلاء، وطلاب المرحلة الإعدادية، وعدد من أولياء الأمور، والمهتمين بالشأن التعليمي. واستهل سعيد عطية مدير مديرية التربية والتعليم بالجيزة كلمته بالترحيب بالحضور، مشيداً بالحوار المجتمعي الذي تتبناه وزارة التربية والتعليم حول مشروع البكالوريا، مؤكداً أن وزير التربية والتعليم محمد عبداللطيف يسعى جاهداً للنهوض بالتعليم قبل الجامعي، وأن الوزارة في عهده تشهد تطوراً ملحوظاً وحلولا واقعية لمشكلات كانت مستعصية وعلى رأسها عودة الطلاب للمدارس، وتقليل الكثافات وحل أزمة العجز في أعداد المعلمين، بالإضافة إلى ذلك فإن الوزارة تقدم مشروعاً متكاملاً للبكالوريا المصرية. وقال " عطية": إن التعليم في مصر اليوم يشهد لحظةً فاصلةً بين ماضٍ كان يعتمد على التلقين، ومستقبلٍ يُرسّخ لقيم الإبداع والابتكار. لقد كان نظام الثانوية العامة التقليدي في مصر على مدار عقودٍ طويلةٍ أشبه باختبارٍ لمرةٍ واحدةٍ، حيث كان الطالب يواجه مستقبله بناءً على امتحانٍ واحدٍ يحدد مصيره، دون منح الفرصة الحقيقية لتطوير مهاراته أو تحسين أدائه عبر مراحل متعددة. اليوم، مع "البكالوريا المصرية"، نحن نُعيد صياغة التعليم ليصبح أكثر عدالةً وإنصافًا، وأقرب إلى الأنظمة التعليمية المتقدمة عالميًا." وتابع وكيل وزارة التربية والتعليم بالجيزة إن "نظام التعليم الجديد لا يهدف فقط إلى تخفيف العبء عن الطلاب وأولياء الأمور، بل يُقدّم لهم نظامًا تعليميًا أكثر مرونة، يُتيح لهم فرصًا متكررة لتحسين مستواهم الأكاديمي، بدلًا من الاعتماد على الفرصة الواحدة التي كانت تتحكم في مستقبلهم. إننا نؤسس اليوم لجيلٍ جديدٍ من الطلاب، ليس مجرد متلقٍ للمعلومة، بل مفكر، ومبتكر، وقادر على المنافسة محليًا ودوليًا، مما يضع مصر في مصاف الدول المتقدمة تعليميًا." وأضاف أن البكالوريا المصرية ليست مجرد تغييرٍ في آلية الامتحانات، بل هي إعادة هيكلةٍ شاملةٍ للمنظومة التعليمية، حيث تمنح الطلاب حرية اختيار المسار الذي يتناسب مع قدراتهم وطموحاتهم المستقبلية، وتوفر لهم تعليمًا أكثر تكاملًا، يُدمج بين العلوم والمهارات العملية، ويُتيح لهم التخصص في مجالات تواكب احتياجات سوق العمل الحديث. هذا النظام سيخلق بيئةً تعليميةً تُحفّز الطلاب على البحث والتفكير النقدي، بدلًا من أساليب الحفظ والتلقين التي كانت تُرهق العقول دون فائدةٍ حقيقية." وأكد أن الانتقال إلى هذا النظام الجديد ليس تحديًا بسيطًا، لكنه ضرورةٌ وطنيةٌ لضمان أن أبناءنا يحصلون على تعليمٍ يليق بمستقبلهم، ويُمكّنهم من المنافسة في عصرٍ بات يعتمد على المهارات والإبداع، وليس على مجرد الشهادات. ولذلك، فإننا نؤكد أن "البكالوريا المصرية" ليست مجرد تطويرٍ لمنظومة الثانوية العامة، بل هي خطوةٌ جريئةٌ نحو بناء تعليمٍ حديثٍ، يُعدّ الطالب للحياة الجامعية والمهنية بكفاءةٍ واحترافية. ودعا " عطية " جميع الأطراف المعنية، من معلمين، وأولياء أمور، وطلاب، إلى دعم هذا التحول الجذري، والوعي بأهميته، لأن نجاح هذا النظام يعتمد على تعاون الجميع في تنفيذه، وتعزيز ثقافة التعلم القائم على الفهم والاستيعاب والتطبيق. إننا لا نُغيّر مجرد نظامٍ تعليمي، بل نصنع جيلاً جديدًا قادرًا على قيادة المستقبل. وأكد المشاركون أن النظام الجديد يُعدّ خطوة ضرورية نحو تطوير التعليم المصري، ويضمن عدالة التقييم، وتكافؤ الفرص بين جميع الطلاب. وشهد اللقاء مناقشة التحديات المحتملة في تطبيق النظام، وسبل دعم الطلاب والمعلمين خلال هذه المرحلة الانتقالية. وطرح أولياء الأمور والطلاب العديد من التساؤلات حول كيفية التقييم، وإمكانية تحسين الدرجات، وآليات الاختيار بين المسارات الأكاديمية المختلفة. من جهتها، أكدت ريحاب عريق، وكيل المديرية أن مشروع البكالوريا يؤسس لنظام تعليمي أكثر تطورًا وإنصافًا، يمنح الطلاب فرصةً حقيقيةً لاكتشاف قدراتهم، بدلًا من حصرهم في قوالب تعليمية محدودة. وأوضحت أن نظام البكالوريا يقضي على " الفزاعة" التي تسببها الثانوية العامة بنظامها القديم، لافتة إلى أن الحوار المجتمعي الذي تنظمه مديرية التربية والتعليم بالجيزة الغرض منه تقديم رؤية المجتمع الجيزاوي بمختلف أطيافه حول المشروع، وشرح جميع النقاط الخاصة بالمشروع ليكون الجميع على دراية كاملة بكل ما يتعلق بمشروع البكالوريا المصرية. وأفاضت الدكتورة إيمان هريدي، عميد كلية الدراسات العليا للتربية بجامعة القاهرة في شرح مميزات البكالوريا المصرية، مشيرة إلى أن المشروع المقترح مشروع مرن، مضيفة أنه لا يوجد ما يسمى نظام تعليمي اسهل ونظام تعليمي أصعب؛ ولكن يوجد نظام تعليمي أكثر مرونة وهو المطروح في مشروع البكالوريا المصرية. وتابعت أن هناك مفاهيم لابد من الإلمام بها، ومنها الاجتهاد في التحصيل الدراسي حيث إن عملية التعليم والتعلم المستمر تتطلب بذل الجهد في التحصيل الدراسي. وكذلك ضرورة الانضباط وحسن استغلال الوقت والابتعاد عما يسرق الوقت مثل وسائل التواصل الاجتماعي، وإدراك اختلاف القدرات، وتعلم التفكير النقدي وهو ما يسعى مشروع البكالوريا لتنفيذه. وقالت إن التعليم لا يُقاس بعدد الدرجات، بل بمدى قدرة الطالب على التفكير وحل المشكلات. "البكالوريا المصرية" خطوةٌ نحو تحقيق هذا الهدف." وأكد الدكتور طارق سمير، عميد كلية التربية النوعية بجامعة القاهرة أن النظام الجديد يُعزز من مهارات الطلاب في البحث والتحليل، ويمنحهم فرصًا أكاديمية ومهنية أوسع. وأشار إلى أن تعدد المسارات يمنح الطالب فرصاً جديدة في اكتشاف قدراته ومواهبه، والمشروع المقترح ينهي مشكلات الثانوية العامة بنظامها الحالي. من جانبه، أكد النائب الدكتور حسام المندوه الحسيني اننا أمام مشروع تعليمي يضع مصر على المسار الصحيح نحو نظام تعليمي دولي متكامل. «تعليم الجيزة» تطلق أولى جلسات الحوار المجتمعي حول «البكالوريا المصرية» وأكد على أن الدولة جادة في الحوار المجتمعي الذي يتم حول منظومة البكالوريا، لافتاً إلى أنه حضر 4 لقاءات ضمن الحوار المجتمعي حول مشروع البكالوريا. وأوضح " الحسيني" أن النظام الجديد أكثر مرونة، مشيراً إلى أن البكالوريا تقضي على مشكلات الثانوية العامة بنظامها الحالي. وتجعل الطالب يستطيع اكتشاف قدراته، لأن المشروع المقترح يتناسب مع كل طالب. وأشاد " الحسيني" بجهود وزير التربية والتعليم محمد عبداللطيف، مؤكداً أنه منذ تولى أمور الوزارة ولا يكل ولا يمل ويتحرك في كل مكان، ويتابع كافة التفاصيل على أرض الواقع. وقال النائب محمد رشاد البرتقالي إن "البكالوريا المصرية تُعدّ ثورةً في تطوير التعليم، وتمنح الطالب فرصًا أكبر للتحكم في مستقبله الدراسي." كيفية الاستعلام عن نتائج امتحانات المرحلة الابتدائية بالجيزة فيما وصف النائب طارق الطويل المشروع بأنه خطوة ضرورية نحو بناء نظام تعليمي أكثر شمولًا واستدامة." وقالت النائبة صبورة السيد إن المشروع يسعى لتطبيق نظام تعليم عالمي يبدأ بإصلاح جذري للمنظومة الحالية، وهو ما تسعى إليه "البكالوريا المصرية. وأعرب الدكتور المندوه الحسيني عن دعمه لمشروع البكالوريا المصرية، مشيراً إلى أنه في عام 1994 طبقت وزارة التربية والتعليم نظام التحسين في الثانوية العامة، وفي عام 1997 تم الغاء نظام التحسين، وظلت الثانوية العامة بنظام العامين حتى عام 2012 حيث تم العودة لنظام العام الواحد، وظل هذا النظام ساريا حتى الآن. وأكد أنه آن الأوان لكي يتم تغيير نظام الثانوية العامة، مؤكداً أن النظام المقترح يضاهي أنظمة التدريس الدولية، مشيراً إلى أن البكالوريا بعد تطبيقها تهدف إلى أن تصبح الشهادة المصرية شهادة دولية وهذا ما نطمح إليه.